تنزيل كتابالخطابالدينىالطبعةالثانيةpdf قاض بمجلس الدولة المصرى بدرجة نائب رئيس مجلس الدولة ،حاصل على دكتوراه فى القانون مؤلف وشاعر وكاتب فى الفكر الاسلامى والانسانىكتاب جامع قضايا الخطاب الدينى واشكالياته
الكتاب فى مجمله قائم على ضرورة استنباط فقه جديد يستنهض الماضى بتراثه ليخدم الواقع بمتغيراته ومستجداته خاصة ان اصوات التشدد قد علت ووصلت الى حد التطرف وتكفير الناس واباحة دمائهم واموالهم
مما يجعل من الضرورى ان يكون لدينا خطاب دينى مستمد من الينابيع الصافية للشريعة الغراء دون مغالاة او تفريط فهو تجديد لا تبديد وتطوير لا تحريف ، يحترم واقع المسلمين وينهض بحلول مشاكلهم وحياتهم المعاصرة دون انغلاق على الماضى بتفاصيله وحوادثه التى اصبحت ركاما تاريخيا وتراثا لا يصح الوقوف عنده فقط وانما يجب ان يؤخذ منه ليضاف عليه وقد لا يكفى الرجوع اليه فى كثير من الامور فها هى المتغيرات من حولنا تتنامى بكل صورها يوما بعد يوم حتى فاقت المستجدات ما توارثته الشعوب ولم يعد ممكنا ان يقف الخطاب الدينى امامها مكتوفا عند حوادث الماضى وافتاء تغير محله وربما تبدلت علته ومقاصد تبددت حكمتها
ياتى هذا الكتاب فى مرحلة فارقة وهامة يعلو فيها الصخب حول الخطاب الدينى بين الدعوة الى تجديد هذا الخطاب اوانكار الحاجة الى هذا الخطاب اصلا حتى اولئك الداعين الى تجديد الخطاب الدينى فانهم لايقفون موقفا واحدا من حيث اليات التجديد ومضمونه فالبعض يتشدد فى هذه الصدد ليقف عند حدود ما انتهى اليه السابقون دون اى اضافة حقيقية والبعض يتساهل فى تصوراته حتى تبدو للمدقق انها فى حقيقتها نوع من التبديد لا التجديد
ومن هنا تبدو اهمية هذا الكتاب الذى ينطلق من نقطة اساسية وهى التفرقة بين شكل الخطاب والياته من جهة وبين مضمون الخطاب من جهة اخرى فيقوم بتحديد مفهوم الخطاب الدينى مفرقا بين الشكل والموضوع
مؤكدا ان قضية التجديد ليست بجديدة على الفقه الاسلامى مع بيان اراء المعارضين والمؤيدين للتجديد ، وجهة نظره الشخصية فى ضرورة التجديد وفق ضوابط واسس فقهية وعلمية رصينة مع اهمية ان يكون التجديد بدوافع ذاتية تخص المجتمع الاسلامى للنهوض به
ثم فى الفصل الثانى يتناول المؤلف مضمون الخطاب الدينى مؤكدا على شمولية محتوى الخطاب الدينى ويعرض للقضايا التى تقع داخل المضمون مثل قضية النص والعقل وحجية النص القرانى وحجية الاحاديث النبوية ويعرض ايضا للحكم الشرعى بين العلة والحكمة ونظرية المقاصد فى الشريعة الاسلامية ويتناول فكرة قابلية الخطاب الدينى للتغير من حيث الزمان والمكان وراى العلماء فى هذه الموضوع
ثم يتناول فى الفصل الثالث قضية هامة وغير مطروقة وهى عناصر الخطاب الدينى فيشير الى ان الخطاب الدينى يصدر من منتج لهذا الخطاب وهو ما تتجه اليه الدراسات والبحوث وهناك تكمن خطورة تعدد جهات الخطاب الدينى وايهما يمكن اعتبارها حجة فالخطاب الدينى قد يكون مؤسسى صادرعن جهة كالازهر وقد يكون اجتهاد شخصى عن فقهاء وهنا مكمن الخطورة فمن له الصلاحيات ومن يمكن اعتبار كلامه حجة ، ثم يشير الى العنصر الثانى وهو متلقى الخطاب الدينى وقد اهملته الدراسات والبحوث المتعلقة بالخطاب الدينى فى مجملها فمتلقى الخطاب قد يكون من الغير كدول او مؤسسات خارجية وقد يكون فردا عاديا يعيش فى مجتمعاتنا سواء اكان يدين بدين الاسلام او ينتسب الى الاديان السماوية الاخرى او حتى منكرا للاديان هناك يشير االمؤلف الى ان المتلقى يتاثر بعدة عوامل عند تفهمه للخطاب الدينى فلابد من دراسة ورصد مدى تاثير البيئة الاجتماعية والدينية عليه وكذلك ثقافة المتلقى الشخصية وحدودها ومدى تاثير ذلك كله على فهم واستيعاب الخطاب الدينى ورغم ان اليات الخطاب الدينى ضمن عناصرة الا انه نظرا لاهميتها وما تثيره من شكليات تؤثر بالضرورة على انتشار الخطاب الدينى وقدرته على الاقناع والوصول الى المتلقى فقد خصص المؤلف الفصل الرابع لها وهى تكمن فى اليات تقليدية كالخطابة والنشر بكافة صورة كالكتابة بانواعها والنشر المرئى والمسموع ثم الاليات الحديثة من خلال التقنيات الالكترونية والنشرالرقمى
وفى الفصل الخامس يتناول الكتاب النقد الموجه للخطاب الدينى بالتفصيل فيحدد اوجه النقد الموجه لهذا الخطاب من حيث شكل الخطاب والياته ولغته ومدى قدرته على الوصول الى الغير ثم النقد الموجه للمضمون او المحتوى ومقدرة هذا الخطاب على المجادلة والاقناع على اسس عقلية دون اغفال قيمة النص الدينى
ثم يقسم هذا النقد الى نقد خارجى ابرز ملامحه عدم قدرة الخطاب الدينى على مخاطبة الغير بلغته وسيطرة لغة العداء على الخطاب الدينى الموجه للغرب وضعف الاليات التى تتبنى الخطاب الدينى او وتقوم على الخطاب الدينى الموجه للغير
اما بالنسبة لما يمكن ان يؤخذ على الخطاب الدينى فى الداخل فيؤكد ان الخطاب الدينى الحالى فشل فى التصدى للقضايا الحقيقية للأمة الاسلامية لاهماله لفقه الواقع وعدم تناوله المستحدث والمتغير اكتفاء بترديد اراء السابقين فى كافة مناحى الخطاب الدينى فيصدر الخطاب منفصما عن الواقع تماما كما يشير الى ارتباك الخطاب الدينى تجاه قضايا والتعصب والارهاب كما يأخذ الكاتب على الخطاب الدينى الحالى الطابع التكفيرى وغالبة الطابع السياسى واهمال الدعوة الحقيقية وابراز عظمة الاسلام فى مقابل استخدامه للترويج لافكار وخدمة اغراض سياسية بحته
وفى هذا السياق يتناول الكاتب الخطابات الدينية المتطرفة والصادرة عن جماعات تهدف لمصالح سياسية كاشفا:ــ
ـ عدم التزامها الكامل بالضوابط الواردة فى الكتاب والسنة النبوية فتخالف الاساليب اللغوية فستخدم لغة العداء والارهاب وتخويف الناس
رغم ان القران الكريم استعمل الحوار لاقناع الكفار وليس اهل الكتاب فحسب يقول تعالى قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) سورة سبا مع ان السياق اللغوى يقتضى ان تختم الايات بقوله ولانسال عما تجرمون ولكنها استعملت لفظا لتؤلف به القلوب واظهار رحمة الاسلام ورقته فى الدعوة
كما ان اصحاب الخطاب المتطرف فيعيدون تعريف بعض المصطلحات كالعلمانية والليبرالية لايهام الناس انها نوع من الكفر ويعممون الالفاظ فيقولون العلمانين الكفرة او الملاحدة ناسين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ
كما انهم يخالفون كتاب الله وسنة نبيه ايضا فى الاسلوب والمنهج فيقومون بالتركيز على الفروع وعلى مسائل بمقارنتها بالهام والعاجل والضرورى من الفروع لا تكون ذات اهمية فتسمع خطبا فى مسائل كالسحر رغم ان هناك قضايا اهم واجدى كانعدام الضمير وانتشار الرشوة والاهمال فى العمل واكل اموال الناس بالباطل ويشير الكاتب ان القران الكريم جعل لكل امر أهميته فقال تعالى (أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)سورة التوبة
ويضيف ان ذلك ادى بهم لاهمال فقه الواقع فانفصل الخطاب عن واقع الحياة فلم يلقوا بالا لمشاكل الناس كالمغالاة فى المهور وانتشار ظاهرة الطلاق واحتكار السلع الغذائية والكسب من مخالفة القانون واهدار حقوق الجوار كمخالفات المبانى وغيرها من الظواهر التى يعانى منها المجتمع
رغم ان فقه الواقع اعتنى به الاسلام بشده والدليل على ذلك انه بنى تكليف المسلم على الاستطاعة وهو دليل على مراعاة الحال ، وكذلك ونسخ ايات القران فاغلب مانسخ كان لتغير واقع المسلمين وكذلك قلة الايات التى تضع احكاما تشريعية فى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وكذلك مراعاة التدرج فى التشريع وغيره بما يزخر به الاسلام من مراعاة لواقع المسلمين وحالهم كالنهى عن الاطالة فى الصلاة لوجود الضعيف وذا الحاجة
كما يؤخذ على اصحاب الفكر المتطرف عدم ترتيب الاوليات واغفال قاعدة سد الذرائع واهمال المقاصد الشرعية وفى كل تفصيل
ولا يقف المؤلف عند محاولة تحديد الداء بل يضع اسس لتجديد الخطاب سواء من حيث الشكل او المضمون ، مسلما بان الحاجة الى التجديد يجب ان تكون بدوافع ذاتيه وتخدم قضايا المجتمعات الاسلامية دون ان تخضع لأى مؤثرات خارجية او تحت تاثير الثقافة الغربية وباعتبار ان التجديد نفسه جزء من ثقافة المجتمع المسلم دعا اليه الدين الاسلامى قبل غيره من الثقافات المعاصرة
مع تحميل كل المؤسسات الدينية والجهات المعنية بدورها الحقيقى فى التجديد دون تغول اى منها على الاخرى مع المطالبة و بشده باستقلاليتها سواء من حيث البناء العضوى او مورادها الذاتية او تحديد الاولويات التى يجب ان تنشغل بها عند تعاملها مع قضايا الخطاب الدينى
فيشير الى الصعوبات التى تحول دون تقديم خطاب دينى حقيقى وتتمثل فى تعدد منتجى الخطاب الدينى والافتقار الى الاهلية والصلاحية والى مشكلة سطحية القضايا التى ينشغل بها الخطاب الدينى وافتقاره الى رؤية شاملة ثم يشير الى خطورة التحجر الفكرى النابع من تقديس اراء المجتهدين الاوائل واغفال دور العقل
ويحدد اهم ضوابط التجديد وتتمثل فى ضرورة التأهيل العلمى لمنتج الخطاب الدينى من الناحية الفقهية والدينية ثم ضرورة تحصنه بالثقافة العامة واللغة العربية واللغات الاخرى كما يضع ضابط هام وهو ضرورة عدم التمسك بالراى الواحد حال اختلاف الاراء وعدم الاعتماد فى الراى على نص واحد كما يشير الى ان هناك قضية تتعلق بضبط المفاهيم وتحديد المصطلحات وهى قضية موضوعية وليست شكلية كاستخدام مصطلح الكافر والمرتد وغيرها من المصطلحات التى تطلق دون ضبط موضوعى وتحديد المقصود منها ومن له صلاحية اطلاقها او وصف الغير بها ثم يؤكد على ان من اهم ضوابط التجديد هو ضرورة التأكيد على طبيعة الخطاب الدينى من حيث هو اجتهاد معرفى شخصى مالم يكن الامر يتعلق بنص قطعى الدلاله قطعى الثبوت ثم يشير الى ضرورة تحديد وتوحيد اهداف الخطاب الدينى ليكون خطابا دعويا شاملا لا يعمل لاهداف اخرى ومقاصد تخدم جماعة على حساب اخرى او على حساب الدولة والمجتمع ككل
ثم ينتقل الى الاساليب التى يجب من خالها تجديد الخطاب الدينى مطالبا بتفعيل وتنشيط المؤسسات القائمة وعلى راسها الازهر الشريف وتوفير كافة السبل لها للقيام بمهمتها وان تعى كل مؤسسة وجهة دورها وتقوم به على اكمل وجه مع ضرورة النظر فى مسالة الفقه الجماعى واهمية ان يكون الاجتهاد جماعيا لثقل حجيته وليصدر بعد تمحيص كاف
داعيا الى عقد مؤتمر سنوى للمؤسسات الاسلامية فى العالم الاسلامى تحت رعاية الازهر لابداء اعلان عالمى للخطاب الدينى يحدد اربع محاور هامة معلنا راى الاسلام فيها اولها احترام الاسلام للعقل والعلم وثانيها نظرية الحكم فى الاسلام وكيف تتمتع بالسلام والرغبة فى التعايش دون استعمال السيف والقوة وقيامها على قيم العدالة والمساواة واحترام الحقوق مع ضرورة التزام الفرد بالواجبات دون اكراه او عنف
وثالثها مدى قبول الاسلام للغير والتعايش السلمى والامن معه سواء على المستوى الداخلى والخارجى ثم رابعها التاكيد على احترام حقوق الانسان بصفة عامة والمراة بصفة خاصة
وثم فى كل عام يقوم المؤتمر فى دورته على تناول المتغير فى حياة الامم والشعوب الاسلامية والمستحدث فيقوم المؤتمر بابداء الراى فيه مثل قضايا نقل الاعضاء ومدى اعتبار مثلا سرقة برامج الكمبيوتر من قبيلالسرقة وحالات نزع اجهزة التنفس الصناعى عن المريض ، والحمل فى غير رحم الام وغيرها من القضايا التى تظهر مع تطور العلوم والمعارف
على ان يكون مفهوما انه هذا ليس دعوة لالغاء الفقه الفردى أ والاجتهاد من أهل العلم والاختصاص ولكن الهدف من الاعلان ان تحاج به الدول الاسلامية وان تقيم به الحجة على الغير وان يعرف القاصى والدانى من الغرب ومؤسساته ان تلك هى نظرة الاسلام الحنيف وفقه ورأيه حتى لا ينتقى الغرب او الغير اراء المتطرفين والارهابين ويدعى انها هى الخطاب الاسلامى ويتخذ منها مدخلا لمهاجمة الاسلام او الضغط على الدول الاسلامية فى المعاملات الدولية
فالمحاور الاربعة سوف تغلق باب الكيد للاسلام من الداخل ومن الخارج فهى ستوجه الى عامة الناس وبسطاء الامى فتقيهم شر التطرف وفتن الارهاب المظلم الظالم لينبذوه وتبرز للغرب دول ومؤسسات وأفراد كحجة عليه ليس له بعدها الارتكان الى اراء شاذة ومنحرفة للارهابين والقتلة الاسلام منهم براء لمجرد انها ظهرت عن اشخاص يرتدون ثياب المسلمين ويطلقون لحاهم ويتسمون باسماء اسلامية او ترجع الى عصووبعين
والله اعلى واعلم
كتابالخطابالدينىالطبعةالثانيةpdf رابط مباشر PDF