تنزيل كتابالقولالمفيدفيزادالخطيبpdf دكتوراه في العلوم السياسيةمقدمة
لا تزال خطبة الجمعة تحتل موقعًا مهمًا متميزًا في تبليغ الدين، ونشر الدعوة وبث الإصلاح؛ فهي أكثر الوسائل فعالية في بيان الحق، وعرض الفكر الصحيح، ومخاطبة مختلف الفئات والطبقات والمستويات؛ فإذا وُجِدَ الخطيب المؤهل الموفق كان أسرع إلى فهم حاجات ومشاكل المجتمع الذي يخطب فيه، مما يكون له الأثر الطيب في الإصلاح؛ فمما لا شك فيه أن للخطبة الجيدة من الخطيب الجيد أثرًا مباشرًا في توجيه الرأي العام الإسلامي ،في إطار كتاب الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفق منهج يجمع بين التأصيل والمعاصرة، بين الفهم التام الواعي للكتاب والسنة، وفقه الواقع الذي نعيشه في عصرنا.
إن الخطيب الواعي الحامل همَّ الدعوة يقتلع بكلامه جذور الشر من نفس المجرم، ويبعث في نفسه خشية الله وحب الحق وقبول العدل ومعاونة الناس، إنه يعي أن عمله إصلاح الضمائر وإيقاظ العواطف النبيلة في نفوس الأمة، وتربية هذه النفوس على الالتزام بشرع الله تعالى الذي هو أنفع شيء للبشرية.
والخطيب الواعي هو الذي يولي هموم مجتمعه وقضايا أمته اهتمامًا كبيرًا، وتحتل هذه الهموم والقضايا موقعًا في نفسه، فيشعر بأهمية الإسهام في حركة المجتمع والتجاوب معه بالدعوة إلى الحق وتدعيم كل خير، والتحذير من كل شر والتنفير منه.
ومن شأن الخطيب الواعي العارف بمقاصد الشريعة والمطلع على أسرارها أن يستمد من هذا المفهوم العام الشامل للإصلاح الاجتماعي في الإسلام، ويعمل على نشر وتقوية معناه في النفوس، ويجعل ذلك دعوته التي يعلنها من منبره إلى الناس كل أسبوع تطبيقًا لقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(فصلت: 33(.
ولا يفوت الخطيب الواعي أن يربط مستمعيه بقضايا الأمة ربطًا إيمانيًا، وينبههم إلى كيفية فهم الحدث ومعايشته في ضوء الإيمان؛ فالعالم الإسلامي اليوم يموج بأحداث ساخنة، ومضطربة، والعقل المسلم يعاني من تحليلات الإعلام المضلل الذي يصور القضايا وفق منهج يرتئيه، أو وفق ما يريد فلان، أو غيره ! ولذا فإن المصلي ينتظر أن يسمع الكلمة الصادقة، وعرض القضية من الخطيب الذي يثق فيما يقول، لأنه يعرف أنه يدرك أمانة الكلمة، ومسؤوليتها.

وثمة طائفة من المسلمين لا تتفاعل مع قضايا الساحة، ولا تُعيرها أي اهتمام، فلها شأن آخر مع شهوات النفس ورغباتها؛ وهذه الفئة تحتاج لمن يغرس فيها التفاعل مع قضايا المسلمين، والاهتمام بها، وأقرب الناس وأقدرهم على ذلك هو خطيب الجمعة.
لذا أضع بين ناظريكم مجموعة من مقدمات الخطب المؤثرة، والخطب المميزة للاستعانة بها في تقديم خطب الجمعة والمناسبات الأخرى والتي يجب أن نركز عليها في منابرنا لنعدل السلوك وننظم المفاهيم ونوعي الجيل نحو أستاذية المجتمع.
الفقير إلى عفو ربه
د.إسماعيل محمد عامر
كتابالقولالمفيدفيزادالخطيبpdf رابط مباشر PDF

رابط التحميل