تنزيل من أين يبدأ التغيير؟ كاتب وناشط حقوقي علمانيفي الـ٩٠ يوما الأولى لي من وصولي لإنجلترا هاربا من بطش السلطة والعائلة والمجتمع فيما يسمّى بـ “السعودية”، وبعد صدور كتابي الأول (حول الدين وواقع
الحياة)، كتبت هذا الكتاب للإجابة على عنوانه الأساسي” من أين يبدأ التغيير؟”..
لقد حاولت من خلاله وضع تصوّري الخاص لكيفية إحداث التغيير في مجتمعات غارقة في مستنقع تخلّفها وأزماتها التي لا تُحصى.
أكّدت في كل ما كتبت على أن بداية التغيير تكون -دوما- بتبنّي مبادئ وقيم هذا العصر متمثّلة بما جاء في وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (الصادرة في عام ١٩٤٨)،
حيث نال الإنسان فيها حريّاته بكل أشكالها ومستوياتها؛ الدينية والسياسية، والفكرية، والثقافية، والجنسية.
كان واضحا في كل ما كتبت تركيزي على هذه القضية؛ قضية حقوق الإنسان، وحرياته، وكرامته، واستقلاليته. اعتبرت أن البداية تكون دوما من هناك، حيث الحرية والاستقلالية والكرامة الإنسانية.
تحدّثت عن مواضيع كثيرة، بدءا ممّا جاء في الباب الأول من كتابات كثيرة ومتنوّعة كنت قد كتبتها في أوّل أيام وصولي لإنجلترا، ثم ما جاء في الباب الثاني حول مواضيع سياسية متعدّدة، ثم بعد ذلك؛ الباب الثالث الذي تحدّثت فيه عن المآسي الحقوقية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأخيرا الباب الرابع الذي كان حول قراءاتي الدينية التي تعمّدت وضعها في آخر الكتاب لأنها أحد أهم أهداف هذا الكتاب.
فوضعت رؤيتي الخاصة حول مفاهيم الدين بشكل عام والإسلام بشكل خاص، ووضعت رؤيتي لأهم
مفهوم في هذا الكتاب ألا وهو؛ مفهوم القرآن الكريم ومستوياته الثلاث. وقد بيّنت وشرحت أن لآيات القرآن ثلاثة مستويات، الأول والثاني صالحة لكل زمان ومكان وهي من تشكّل معظم آيات القرآن الكريم، والمستوى الثالث الذي يدور حول آيات القصص التاريخية والأحكام المرحلية، وهو وحده الذي أوضحت أنه غير صالح لكل زمان ومكان، وأن آيات ذلك المستوى تُقرأ وفق سياقاتها وظروفها التاريخية، كجزء تاريخي مرحلي في
القرآن ولا تُعتبر جوهره وغايته.
من أين يبدأ التغيير؟ رابط مباشر PDF