تنزيل الإمداد الغيبي في الدعاء طالب علمبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه ، والظاهر لقلوبهم بحجته. والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ؛ فطوبى وعليون لمن ارتوى من سيلهم ونال من رشحهم فحظيَّ وسَعِدَ بحبهم وقربهم . وسقر ولظى لمن نصب لهم وحال عنهم فشقيَ ببغضهم وبعدهم.
أما بعد ..
إن الدعاء يتضمن بحوثاً عديدةً منها ما هو مرتبطٌ بالبحوث القرآنية والكلامية ومنها مرتبطٌ بالجانب الفقهي والأخلاقي ؛ فحريٌّ بكل مؤمن الاطلاع على المهم منها والإلمام بشيء منها ولو إجمالاً لِما لها من أبعادٍ مضيئةٍ على روحيته وثقافته المعرفية . وقد أكد القرآن الكريم والحديث الشريف على الاهتمام البالغ في الدعاء من حيث بيان فضله والتأكيد عليه وما إلى ذلك من الإشارات إلى قيمته المعرفية وما ينطوي عليه من مكنون المعارف والأسرار.
ومن الجدير بالذكر أن الدعاء من الثقافات الإسلامية والمعرفية عند عموم المسلمين ولذا تجد أبسط المسلمين مقراً به راجياً لخيره وفضله . بل حثت عليه الأديان السماوية قبل الإسلام وجاء على لسان أنبيائها عليهم السلام كما ذكر القرآن الكريم في عدة آيات أدعية الأنبياء عليهم السلام ، مضافا إلى أن الأحاديث المروية عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أشارت إلى أدعية الأنبياء وما جاء عنهم في مجال الدعاء . ولم يقف الأمر عند هذا الحد مقتصراً على نطاق الأديان السماوية وإنما تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك حيث إن الدعاء والالتجاء إلى عالم الغيب واستشعار وجود قوة عظيمة لا يعجزها شيء من مكنون الفطرة الإنسانية المودعة في خلدها متجليةً عند النكبات والشدائد ، كما روي في من ركب البحر فانكسرت به السفينة حيث روى الشيخ الصدوق رحمه الله أن رجلاً قال للإمام الصادق عليه السلام : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر علي المجادلون وحيروني ، فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟
قال : نعم . قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : نعم قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ فقال نعم ، قال عليه السلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي وعلى الإغاثة حيث لا مغيث).
وقد كان الطابع العام الذي سرت عليه في هذا المختصر يتمحور حول نقطتين :
الإمداد الغيبي في الدعاء رابط مباشر PDF