تنزيل الاستهلاك وثقافة الاستهلاك ( نظريات – تحديات – نتائج ) مركز علمي متخصص في نشر وتوزيع الكتب العلمية الأكاديمية بجميع تخصاصتها كما اننا متخصصون في توزيع الدوريات العلمية الجامعية المحكمةللثقافة العربية أنماط وقواعد تنتظم في نسق قيمي أعطاها تماسكها واستـــقرارها وطريقة تعبيرها، لذا فإن التحدي الكبير الذي يواجهها الآن وفي السنوات اللاحقـة تصادم البـنى القـادمة إلى الوطن العربي من الخارج مع بنية الثقافة العربية عبر النمط الاستهلاكي الشـائع الآن باعتبـاره ليس فعالية اقتصادية وإنما وسيلة اتصالية، تصدمنا كل يوم عبر المسلسلات والأفلام والإعلانات والموضة، بسيل من البنيات الصورية والسمعية التي تثير الانبهار لدى المشاهد والقارئ.
ومن هنا فإن أهم المخاطر والتحديات التي تواجه الثـقافة العربية اليوم، هي المخاطر الناجمة عن شيوع النموذج الاستهلاكي في الوطن العربي حـيث يمارس هذا النموذج وظيفة اتصالية ليسـت ناتجاً عرضياً، بل جزء من بنية أساسية تسعى إلى خلخلة وتمزيق بنى الثقافة العربية بما تحمله من قيم وأنماط وقواعد تعبر عن ذاتية ثـــقافتنا وخصوصيتها، حيث يصبح النموذج والمصنوع المقدم هو البديل للمعاش. إنها سيادة المنتج المسيطر على عبودية المسـتهلك، وما بـين الطرفين تمارس أدوات الاتصال الجماهيري دورها في تحقيق الاسـتلاب، وتعميق احتقـار الذات في ظل ترد واضح للوضع السياسي والاقـتصادي المعاش في الوطن العربي.
وقد أصبح الاستهلاك شيئاً فشيئاً ظاهرة جماعية في دول الغرب الصناعية، منذ العقد الثاني من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد في سنة ١٩٢٠، أثر النمو الاقـتصادي الكبير المرافق للثورة الصناعية الثانية التي أسست توحيد نمط الإنتاج واصطباغه بصيغة واحدة، حيث قــــاد هذا التنظيم الجديد للعمل الجاد الذي يتطلب أموالاً ضخمة إلى تجمع الصناعات وإلى تدعيم الرأسمالية، ثم سادت جماعية الاستهلاك أوربا الغربية بعد ذلك بقليل.
الاستهلاك وثقافة الاستهلاك ( نظريات – تحديات – نتائج ) رابط مباشر PDF