تنزيل التفتيش التربوي في العراق في العهد الملكي مدرسة سامراء الابتدائية انموذجا الدكتور كريم الوائلي :
الامين العام للجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم .عضو المجلس التنفيذي للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة. دكتوراه في النقد الادبي من جامعة القاهرة ، تقلد مناصب رفيعة في وزارة التربية في العراق ، مدير عام التعليم العام ، عميد الكلية التربوية المفتوحة ، مدير عام الاشراف التربوي ، مدير عام اعداد المعلمين والتدريب التربوي ، مدير عام العلاقات الثقافية ، صدر له مؤلفات نقدية وتربوية عديدة ، الخطاب النقدي عند المعتزلة ، تناقضات الحداثة العربية ، المواقف النقدية ، الشعر الجاهلي قضاياه وظواهره الفنية ، النمط والمرآة قراءة في ادب صدر الاسلام ، مرايا وينابيع قراءة في التراث والحداثة ، التفتيش التربوي في العراق في العهد الملكي ، منهج الدراسة الابتدائية في العراق الحديث . الف اكثر من خمسة كتابا منهجيا في وزارة التربية العراقية .
تؤكد الدراسات الحديثة أنّ لكل منظومة – ومنها المنظومة التربوية – بنيتها العميقة الخاصة بها ، وأنّ الذي يمايز بين المنظومات ويحدد تماثلها أو اختلافها النقاط الثلاث الآتية :-
1- العناصر المكونة للمنظومة.
2- مواقع هذه العناصر داخل المنظومة.
3- العلاقات الكائنة بين مواقع هذه العناصر.
ولا ريب ان تغيير عنصر من عناصر المنظومة ، أو إضافة عنصر جديد ، أو حذف عنصر من عناصرها سيغير دون شك من المنظومة نفسها ، ومن طبيعتها وماهيتها ، وكذا الأمر اذا احدثنا تغيراً في مواقع هذه العناصر أو العلاقات الكائنة بينها.
إنّ اتخاذ اي قرار تربوي سيؤثر سلباً أو ايجاباً في طبيعة المنظومة وفي كيفية أدائها ، فاذا قام المسؤولون باتخاذ قرارات منهجية مدروسة فانها ستكون معضدة للمنظومة ودافعة بها الى الأمام ، وبخلاف ذلك ، أي : إذا زج المسؤولون التربويون بقرارات مستعجلة غير مدروسة ، أو قرارات انفعالية ، في هذه المنظومة فان ذلك سيربك المنظومة ويعطل جوانب منها ، ويدفعها الى التراجع ، الأمر الذي يؤثر سلباً في مفاصل العملية التربوية بأسرها.
وفي ضوء هذا فإنّ وعي البنية العميقة للمنظومة التربوية يُعد أمراً بالغ الأهمية ، ويقتضي أنْ يضطلع المسؤولون القائمون بأمور التربية بأداء مهامهم بحسب طبيعة المنظومة وما يطرأ عليها من تغيرات ، سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
ويمثل الاشراف التربوي أحد أبرز أهم المفاصل في المنظومة التربوية ، الأمر الذي دفعني الى القول : بإنه إذا نجح الاشراف التربوي نجحت وزارة التربية ، وإذا نجحت وزارة التربية نجح العراق ، تأكيداً مني لأهمية الاشراف التربوي ، إذ بدونه سيكون سير العملية التربوية مربكاً ومقيداً ، إنْ لم يكن مشلولاً.
وحين اضطلعت بمسؤولية مدير عام الاشراف التربوي ( 2009 م/ 2013 م) ألفيت الاشراف التربوي يئن من ثقل معضلات كثار ، إذ هناك من يقلل من أهمية الاشراف التربوي ، ويعده حلقة زائدة في وزارة التربية وفي العملية التربوية بأسرها ، وهناك نقص حاد في أعداد المشرفين وبخاصة المشرفات ، كما ان جهود المشرفين تستهلك في التحقيقات الإدارية ، سواء أكانت تربوية أم غير تربوية ، وكان بالإمكان أنْ ينوب عن المشرفين تربويون آخرون.
ولذلك عمدت جاهداً الى إعادة صياغة آليات الاشراف التربوي على نحو جدي وجديد ، من حيث ضوابط ترشيح المشرفين الجدد ، أو اجراء الاختبارات والمقابلات ، ولقد تحقق قدر من التوازن الذي تحمد عقباه ، كما أسهمت بشكل فاعل في ادخال عدد من المشرفين دورات تدريبية داخل العراق وخارجه .
ولعل واحدة من المشاريع التي بذلت فيها جهداً كبيراً مشروع ( المشرف الصديق الناقد ) الذي شرعنا بالعمل به بالتنسيق مع المعهد البريطاني ، وقطعنا فيه شوطاً متقدماً ، وأوشكنا على استكمال المشروع ثم رأت الوزارة انتقالي من المديرية العامة للاشراف التربوي الى المديرية العامة لاعداد المعلمين والتدريب والتطوير التربوي ، وبقيت لدينا أفكار وتصورات قيد الدرس، وكانت هناك مقترحات كثيرة حول تطور واستكمال التدريب .. !! لكنها لم تأخذ طريقها نحو التنفيذ.
وفي هذه الفترة التي كنت مضطلعاً فيها بمسؤولية الاشراف التربوي أطلعني أحد الأصدقاءعلى صورة لزيارة تفتيشية للأستاذ محمد عاصم الجلبي في أثناء زيارته لمدرسة سامراء الابتدائية بتاريخ 23/12/1923م ، ولقد أثار انتباهي أنّ هذه المدونة التي تفصلنا عنها أكثر من تسعين عاماً تميزت بأنها محيطة بجوانب كثيرة من العملية التربوية ، ولذلك كنت اصطحب نسخة منها معي في أحايين كثيرة من لقاءاتي مع المشرفين التربويين ، وأعرض بعض فقراتها عليهم ، وقد أفصل في بعض جوانبها ، وبخاصة في أثناء تدريب المشرفين الجدد.
ولقد استهوتني ذات يوم فكرة تأسيس مجلة تربوية الكترونية على موقعي الرسمي ، وهي مجلة ) الاشراف التربوي ) التي أسهم فيها عدد من زملائنا المشرفين ، ونشرت بعضاً من هذه المدونات التي تمكنت من الحصول عليها ، ولكني لم أتمكن من العثور على بقية المدونات التفتيشية ، ثم ان مجلة الاشراف التربوي الالكترونية قد توقفت عن الصدور لأسباب ليس هنا مجال سردها .
وكُلّفت بمهام تربوية أخرى في وزارة التربية ، غير أنّ اهتمامي ظل منصباً للبحث عن المدونات التفتيشية كاملة ، سواء أكانت في مدرسة سامراء الابتدائية أم في غيرها من مدارس العراق ، وحصلت على نسخة مصورة كاملة من سجل المدونات التفتيشية لمدرسة سامراء الابتدائية ، تبدأ من عام 1923م وتنتهي في عام 1947م ولكني وجدت صعوبات جمة في قراءة المدونات التفتيشية كونها صورة ، ولا تتضح معالم الكتابة فيها أحياناً. ولقد تفضل علي مشكوراً الأستاذ مائد عباس علي مدير مدرسة سامراء الابتدائية الذي بحوزته سجل المدونات التفتيشية ، وأرسل لي النسخة الأصلية للاطلاع عليها ، وقد ساعدني ذلك كثيراً في فك غموض كثير من الكلمات التي لم أتمكن من قراءتها في النسخة المصورة ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل زودني بسجل معلمي مدرسة سامراء وأسماء مديري المدرسة منذ تأسيسها.
كما قد اطلعت على بعض نصوص تفتيشية في دار الكتب والوثائق ، كما انني اطلعت على اضبارة مدرسة سامراء الابتدائية تحت رقم (623 ــ معارف) التي أضاءت لي جوانب أخرى من واقع مدرسة سامراء الابتدائية والكشف عن طبيعة التفتيش التربوي في تلك المرحلة.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا الكتاب الذي يهدف الى إضاءة جوانب غير معروفة من التفتيش التربوي في العراق في العهد الملكي.
واشتمل الكتاب على :
الفصل الأول : التفتيش التربوي ومكانته في العملية التربوية
الفصل الثاني : تحليل المدونات التفتيشية والكشف عن ملامحها وسماتها.
الفصل الثالث : المدونات التفتيشية .
وأضفت الى الكتاب ملاحق مهمة رأيت وجوب نشرها لانها تستكمل الكشف عن جوانب أخرى عن المدرسة وعن التفتيش وعن العملية التربوية.
وتتحدد الملاحق بما يأتي :
1- مديرو مدرسة سامراء الابتدائية .
2- سجل معلمي مدرسة سامراء الابتدائية .
3 ـ تقارير مدرسية وسنوية للمفتشين وكتب رسمية مختلفة .
4- تقارير سرية عن معلمي المدرسة .
5- نماذج من الاسئلة الامتحانية .
6- صور منتقاة من الوثائق والكتب الرسمية والتقارير.

التفتيش التربوي في العراق في العهد الملكي مدرسة سامراء الابتدائية انموذجا رابط مباشر PDF

رابط التحميل