تنزيل التقسيم الثلاثي لعلوم البلاغة العربية بين الموروث البلاغي ومحاولات التجديد أستاذ البلاغة والنقد المشارك في كلية اللغة العربية جامعة الأزهرلقد تعرَّضت لغتنا العربية الحبيبة في العصر الحديث لعديد من محاولات التجديد والتطوير، كان بعضها بحقٍ تجديدًا وتطويرًا وسعيًا للنهوض والارتقاء، لكن أغلبها كان- عن عمد وقصد، أو عن جهل وطيش- تبديدًا لتراثنا، وتضييعا لهويتنا، وتشويها لعلومنا ، بدعوى الإصلاح والتجديد والتثقيف والتهذيب، وكانت البلاغة -خاصة- من بين علوم العربية مقصدًا وهدفًا لكثير من الانتقادات؛ فوُصفت دراستها بالجفاف والجمود ، ورُميت مناهجها بالتعقيد والغموض؛ فتعالت الصيحات في العصر الحديث بضرورة القضاء على المنهج الذي يسود تعليم البلاغة القائم على التقسيم الثلاثي لعلومها: المعاني والبيان والبديع ، واستبداله بمناهج جديدة تتواكب مع الحياة المتجددة ، وتساير النهضة الحديثة.
وقد كشفتُ في هذا البحث عن أهم المحاولات التي سعت نحو تجديد البلاغة العربية وتطويرها ، تتبعت خطواتها ، وتفحصت مضامينها ، وتعرضت لها بالتحليل والنقد الموضوعي ، مبرزا ايجابياتها قبل سلبياتها ؛ رغبة في الإسهام في نهضة بلاغية مأمولة ، والوصول لخطة متكاملة ومنهج متطور يعيد لبلاغتنا الحبيبة جدتها ومكانتها ، ويبرز حُسنها ورونقها ، ويسعد دارسيها ومحبيها ، شريطة أن يكون ذلك المنهج نابعا من تراثنا ، ومنبثقا من هويتنا الإسلامية والعربية.
التقسيم الثلاثي لعلوم البلاغة العربية بين الموروث البلاغي ومحاولات التجديد رابط مباشر PDF