تنزيل الحانوتي يوحنّا مصلح
من مدينة بيت ساحور، فلسطين. ولد عام 1997، أكمل دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في بيت ساحور. بعد تخرّجه من الثانوية، سافر إلى بلاد الاغريق لدراسة اللاهوت، في جماعة ارسطو الشهيرة في مدينة ثيسالونيكي. تخرّج بامتياز عام 2020 ومن ثم التحقَ مباشرة ببرنامج الدراسات العليا لذات الكليّة.
عملَ بالترجمة الفورية وترجمة الكتب من اللغة اليونانية إلى العربية وبالعكس. تعدّ رواية الحانوتي أول عمل أدبي له، صدرَ عن دار الرعاة للنشر- رام لله عام 2021. له اهتمامات فلسفية تتعلق بشتى نواحي الحياة، خاصة الاجتماعية والدينية منها. تأّثر بالأدب القديم، اليونانيّ منه والعربيّ، كما بالأدب الروسيّ في العصر القيصري مثل روائع الغنيّ عن التعريف ثيودور دوستويفسكي.
تعدّ رواية الحانوتي رواية فلسفية اجتماعية، تهدف إلى طرح أفكارٍ عن علاقة الحياة بالموت والوصل بينهما. ذلك من خلال شخصية الحانوتي، الذي يحاول الوصول إلى سرّ الموت وهدفه وعلاقته بالحياة. حيث يعيش الحانوتي بين الماضي والحاضر دون أي فكر مستقبلي. فلا مستقبل يُرى في هذه الحياة، لكنّ مستقبل كل حياة هو الموت. تلك حقيقة ظهر الحانوتي متأكداً منها. فالحانوتي شخصية لا تهاب الموت، بل تخاف خلود الأحزان في هذه الحياة الزمنية.
أمّا ابنه، فيمثلّ الحياة التي تتوق وتتشوق للمستقبل، مزدرياً الماضي بلْ وكارهاً له. متّخذاً من العشق سلاحاً. هنا يظهر البعد الاجتماعي للرواية، القائم على وجود الحانوتي في أسفل الهرم الاجتماعي. تلك الطبقية في العلاقات الاجتماعية ترّسخ الظلم، الذي يحاول الابن اخراج ابيه منه، لكنّه اعتمد أيضاً على ذات الطبقية. أي أراد استخدام ذات السلاح لإصلاح وضع ابيه الاجتماعي، عكس الحانوتي الذي يحاوي أنْ لا ينجرفَ إلى استخدام ما يعتقده في الأصل خاطئاً. فالنزاع بين الطرفين كان محتّماً، لا مفرّ منه.
كما، تعبّر الرواية أيضاً عن الاكتئاب المصاحب لحالات الفراق الصعبة، خاصة الموت منها. وقد يمرّ بهذه المرحلة كل الإنسان. فتتعدد الحالات ما بين أمل اللقاء مجدداً أو خوف الالتقاء الأخير، الذي قد يقود إلى الدمار، لكنْ ماذا يتبع الدمار؟ الازدهار أم الاندثار؟ يستطيع الإجابة عن هذا السؤال كل إنسان منّا بعد قراءة الرواية. فما بين التشاؤم والتفاؤل خيط إمّا أنْ يقود إلى اليأس أو إلى التحرّر من نير ما هو مظلمٌ فينا.
الحانوتي رابط مباشر PDF