تنزيل العقل ورسالات السماء – الجزء الأول كاتب مصرى خريج كلية اللغات والترجمة – قسم الأدب الإنجليزى – جامعة الأزهر، وحاصل على دبلومة الترﺟﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ والأﻣم المتحدة – الجامعة الأمريكية. لى أكثر من عشرين كتابا فى مقارنة الأديان وفى الإسلام، ولى رواية بعنوان “عيون فوزية”، وأخرى بعنوان “ناس من بلدنا”، وكتاب للقصص القصيرة ومسرحيات الفصل الواحد بعنوان “حكايات من الزمن الجميل.
إنها دعوةٌ للفهم وليس معنى هذا أن نستغنِىَ عن كتب السلف جُملة وتفصيلا، بل دعوةٌ لمراجعتها وتنقيحها لأن العلم تراكُمى، ولابد من الاستفادة من علم من سبقونا فى حدود ما وافقَ كتاب الله تعالى، وفى حدود ما يقبلُه العقل السليم، ولا قُدسية لشىء سوى كتاب الله . وليست هناك عداوة بيننا وبين السلف، وليس لنا مشكلة مع من دونوا ما رُوى عن السلف فهؤلاء دونوا ما يرونه صحيحا، وأرى أنهم أخطأوا فى تقديم السند على المتن، وأعيب عليهم الاهتمام بالرواية على حساب الدراية، وهؤلاء لم يطلبوا من أحد أن يكون ما دونوه مساويا للقرآن، أو بديلا عن القرآن، وما أكرهوا أحدا ليقبل ما دونوه، وما طالبوا أحدا أن يُوضع البخارى فى المقدمة وأن يليه مسلم، ثم تأتى البقية، ولا أن يكون كتاب الكافى هو الكافى، ولا أن تكون هذه أسفار قانونية والأخرى غير قانونية. هذا الانتخاب كان من فئة استغلت تلك الأسماء فوضعتها الموضع الذى تريده هى لمصلحتها، ولا زالت إلى اليوم تفعل ذلك باختيارها رجالا تقوم بتلميعهم والإغداق عليهم وإكسابهم صفة العلماء، وتخلع عليهم الألقاقب من علامة، وحُجَّة، وآية الله العظمى، وهذا مطران، وهذا بطريرك، وهذا بابا…إلخ، ليمرروا لهم ما يريدون، ويُبطلون لهم ما يريدون .
إن كل من دونوا كُتب الحديث أو كُتب السِّير، أو الأسفار فى العهدين القديم والجديد، رحلوا عن دنيانا منذ زمن طويل، نسأل الله أن يتجاوز عن سيئاتهم، وكم من نظريات ثبُت للناس أنها باطلة وحلَّت محلها نظريات جديدة وما لعن أصحاب النظريات الجديدة سابقيهم، بل حمدوا لهم ما قاموا به ومجدوهم مستفيدين بما توصلوا إليه. دعونا من اللعن والسب والتهجم على أناس ماتوا وخُذوا ما يوافق القرآن كمسلمين، ويوافق العقل السليم، وارفضوا ما شئتم ولكن بدليل وبرهان وبأسلوب علمى ومنطق مقبول. ليس من العلم ولا من الفقه أن نرفض كل ما يُنسَبُ إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو أن نتعامل مع القرآن كأنما ألقاه الله من السماء ولم يمر على رسول اسمُه محمد أدَّى عمليا ما كلفنا الله به من عبادات، أو أن نتجاهل ميراث أكثر من ألف عام لعلماء أسهموا إسهاما كبيرا فى الحفاظ على هذا الدين وما يُنكِر جهدهم إلا جاحد أومكابر أو جاهل.
ليس من العقل، أيضا، أن لا نبحث فى التوراة والإنجيل والقرآن يشهد بأن فى كل منهما نور. لنبحث فى كل ذلك لنطلب النور، لنعيش فى النور، واعلم أن دينك ما فهمته أنت وحدك، وما فهمه غيرك واقتنعت اقتناعا كاملا به، واعلم تمام العلم أن الله كفل للناس كافة حرية الاختيار فهو القائل:{لا إكراه فى الدين}، واعلم أن الله لا يعبأ بالمقلدين فكن أنت أنت، واستفد من المواهب التى منحك الله إياها وفى مقدمتها العقل، جاء فى الكتاب:” هُوَ ذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا” .
العقل ورسالات السماء – الجزء الأول رابط مباشر PDF