تنزيل المرأة بين الدين والتراث كاتب مصرى خريج كلية اللغات والترجمة – قسم الأدب الإنجليزى – جامعة الأزهر، وحاصل على دبلومة الترﺟﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ والأﻣم المتحدة – الجامعة الأمريكية. لى أكثر من عشرين كتابا فى مقارنة الأديان وفى الإسلام، ولى رواية بعنوان “عيون فوزية”، وأخرى بعنوان “ناس من بلدنا”، وكتاب للقصص القصيرة ومسرحيات الفصل الواحد بعنوان “حكايات من الزمن الجميل. المرأة فى الإسلام ملكة مُتوجة، تجلس على عرشها عزيزة كريمة، يحْترِمها الكبير والصغير، ويهُش إليها القاصى والدانى، يتسابقون فى خدمتها ودفع الأذى عنها، وما نراه هذه الأيام من سوءٍ فى الأدب، وسلوكيات لها العجب، لا يقوم به سوى أولئك الذين لا يعتبرون بدين أو خلق كريم، وما هى إلا مرحلة تصاحب مرحلة الضعف العام التى تمر بها المجتمعات المسلمة، تنتهى بانتهاء هذا الضعف فى كافة مناحى الحياة، ففى مراحل الضعف، تضعف الأخلاق، وفى مراحل الضعف تتعاظم الفواحش والآثام.
سأعرض على حضراتكم كيف رفع الله مكانة المرأة، وكيف أنقذها من مخالب الرجل الذى وَرِث ظلم المرأة جيلا بعد جيل. سأعرض على حضراتكم صورا لما تعرضت له المرأة من ظلم نتيجة الموروث الجاهلى، والموروث الكتابى عند أهل الكتاب، وكذلك نتيجة سوء الفهم للقرآن الكريم، وكذلك للأحاديث التى لا تصح نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو صحيحة يُساء فهمها ويستغلها المرضى لخدمة جاهليتهم. كان علىَّ أن أدافع عن أمى وأختى وزوجتى وابنتى. كان على أن أدافع عن حواء أم البشر، وعن سارة، وهاجر، وأم موسى، وأخت موسى، وامرأة فرعون، ومريم ابنة عمران التى ذُكرت فى كتاب الله أربعا وثلاثين مرة، وخديجة، وعائشة، وفاطمة الزهراء، وأم سلمة، وغيرهن كثير.
لقد حفل التاريخ الإسلامى بآلاف من النساء منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات، ولقد تفوقت المرأة المسلمة على الرجل في جوانبَ كثيرة في علوم الحضارة الإسلامية، وخاصة في جانب علم الحديث، ويسجل تلك الشهادة أئمة علم مصطلح الحديث أنفسهم، فيقول الذهبي: “وما عَلِمتُّ في النساء من اتُهمت، ولا من تركوها” . وهذا الرأى يؤكد على تزكية النساء في علم الحديث. وقال الشوكانى:”لم يُنقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة لأنها امرأة، فكم من سُنة تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا يُنكره من له أدنى نصيب من السنة” . وهذه الشهادة للمرأة تنفى كل ما يدور على الألسنة بأن المرأة ناقصة عقل ودين.
ولم تتأخر المرأة، ولم تفرط فى حقها فى تحصيل المعرفة ومزاحمة الرجال فى مجتمع بدوى لا يقيم وزنا لامرأة. عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار). فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: (واثنين) ‏”‏‏ . وقد كان عطاء بن رباح يقول عن السيدة عائشة رضي الله عنها: ” كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً” .
لقد رفع الله قدر المرأة فى قرآنه وخصها بسورة كاملة من السور الطوال، وخاطبها فى آيات كثيرة من آيات القرآن، وشرَّع لها ما يصون حقوقها ويرفع ظلم الرجال عنها. لقد جاء الإسلام ليحرر المرأة كجزء من تحريره للإنسان ذكراً كان أم أنثى، لقد جاء الإسلام ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التى كانت عليهم، وليُشْرك الإناث والذكور جميعاً فى حمل الأمانة التى حملها الإنسان، وليكون بعضهم أولياء بعض فى النهوض بالفرائض الاجتماعية الشاملة لكل أنواع العمل الإجتماعى الخاص والعام.

المرأة بين الدين والتراث رابط مباشر PDF

رابط التحميل