تنزيل المرجع في علم النفس الفسيولوجي إن صدور هذا الكتاب العلمي هو استجابة لحاجة طلبة الجامعة، ومجال مناسب لفتح أفاق جديدة لهم للتعرف وبدقة عن أجهزة الجسم المختلفة وبوظائفها التي لا حدود لها. ولذا اتخذ المؤلف لغة مشتركة – بين لغة الفسيولوجيا والسيكولوجيا – في وصف البنية الفيزيقية للجهاز العصبي (الدماغ)، والأجهزة الأخرى، والخطوط العريضة لبنية الفصوص المخية والخلايا والنواقل العصبية. ولهذا سيجد الطالب والباحث في محتوى هذا الكتاب دليلا غنيا بالمعرفة الفسيولوجية وتأثيراتها في سلوك الإنسان. وجاء في الكتاب إضافة نوعية تميز بها عن الكتب السابقة في هذا المجال، حيث يقدم المؤلف فصلا خاصا عن معجزة الدماغ الذي وهبه الله تعالى لنا. والحقائق المثيرة في دراسة الدماغ البشري، وتنشيطه:- عصبيا، وحسيا، وحركيا، وغذائيا. لكي يدعم النظرية التي تؤكد بأن الدماغ لا يشيخ ولا يتقاعد طالما توفر له الغذاء الطبيعي الخالي الى حد كبير من الدهون، والخبرات الجديدة، والنشاط الحركي حتى نقول فعلا وداعا إلى الأفكار السابقة التي تقول بأن الدماغ يتوقف نموه عند سن العشرين من العمر. فالجهاز العصبي يتزود بامدادته الحسية ومخرجاته في صورة أوامر نفسحركية، من خلال اثنى عشر عصبا مخيا تدخل إليه من نقاط متعددة، وهذه الأعصاب هي:- العصب الشمي (الروائح)، العصب البصري (المرئيات)، عصب حركة العين (ردود الفعل للضوء- الحركة الطرفية للعين- حركة الجفن)، العصب الجمجمي، عصب ثلاثي التوائم، العصب الوجهي، العصب السمعي (السمع)، العصب اللساني (اللسان والبلعوم)، وإضافات الحبل الشوكي (عضلات العنق والأحشاء)، عصب تحت اللساني، والعصب الحائر. فتصل المعلومات إلى اللحاء عبر الأعصاب الحسية إلى مناطق محددة تعرف باسم المناطق النووية الأربعة. وبمعرفتنا بها تعد خطوة مهمة نحو فهم الطبوغرافية الوظيفية للحاء. وبالتالي فهم طبيعة السلوك من خلال الاستجابة الصادرة عن الفرد. إن كتاب المرجع في علم النفس الفسيولوجي ينظر إلى الدماغ بأنه المركز الرئيسي للنشاط العقلي والنفسي للإنسان. فهو يخضع لعمليات التعلم والنمو المعرفي، مما يدلل على أن دماغ الإنسان هو محصلة نتاج فسيولوجي وتكوين معرفي متطور في تنظيمه البنائي من شأنه أن يغير الواقع ليتغير في مجرى تغيره له. وإن عملية التعلم فيزيقية عصبية- سيكولوجية مسؤولة عن جميع أوجه النشاط ومعبرة عن طاقات الفرد. وأن الخبرات المعرفية والمعلومات بصورها المختلفة هي بمثابة غذاء الدماغ. إن هذا الكتاب يفسر العلاقة بين الجهاز العصبي والسلوك- وهو هدف علم النفس الفسيولوجي- بمعنى العلاقة بين الدماغ والمحيط الخارجي، على أساس أن البيئة هي مصدر المعلومات تستقبلها الحواس لتصل إلى الدماغ. فتنشأ علاقة ارتباطية بين الواقع الاجتماعي والدماغ. وقد تتعقد هذه الارتباطات بفعل التعلم والاكتساب المعرفي فتتحول إلى تنظيمات نفسية ذات علاقة قوية بالجوانب الفسيولوجية. ومن هنا تتكون الوظائف العقلية والانفعالية والدافعية… التي عالجها الكتاب الحالي عبر فصوله. فالدماغ إذن تكوين كبير أو مستودع واسع يحمل المعلومات، وكل منطقة فيه مسئولة عن إنتاج عامل محدد من عوامل شخصية الفرد وجميعها تشترك لتكوين النشاط النهائي أو السلوك الناتج الذي يصدر عنه كصور متنوعة للطاقة الإنسانية. إن كتاب المرجع في علم النفس الفسيولوجي يتفق مع حقيقة مفادها بأنه (على الرغم من التطابق التشريحي بين نصفي المخ الأيمن والأيسر) إلا أن غالبية البحوث السيكوفسيولوجية تقرر عدم التماثل بينهما في الوظائف النفسية فكل منهما له نظام معين في تجهيز المعلومات الخاصة به والاحتفاظ بها، وتلك الأبنية النيروسيكولوجية تحتاج دائما إلى مصادر الطاقة المعلوماتية حتى تستمر بنشاطها العقلي المعرفي والانفعالي والنفسحركي. وهنا يظهر دور التعلم المسئول عن تعديل السلوك والأبنية التي تكونت والتي لها طبيعة نيوروسيكولوجية. فهي إذن ليست بناء نفسيا فقط أو فسيولوجيا مستقلا وإنما العلاقة الارتباطية تجعلنا نقول هي بناء فسيوسيكولوجي. وعلى ضوء كل الحقائق يكتشف القارئ أن كتاب المرجع في علم النفس الفسيولوجي بخصوبة محتواه ضمن جميع فصوله، جاء متكاملا وشاملا في تفسير الأصول الفسيولوجية لسلوك الإنسان مراعيا شرط التغذية.
المرجع في علم النفس الفسيولوجي رابط مباشر PDF