تنزيل النداءات الإلهية للمؤمنين برب البرية – محمد حسن نور الدين إسماعيل طالب علم شرعي مصري ومؤلف وحاصل على إجازة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وخريج معهد القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بدولة الكويت عام 2015 م بتقدير ممنازالكتاب عبارة عن تفسير تحليلىّ مَنهجىّ من القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية وأقوال السلف رحمهم الله تعالى، وكانت طريقة تصنيفه على النحو التالى :
أولاً : حَصَرْتُ آيات النداءات ثُمَّ رَتَّبْتُها بِدءاً من أول نداء إلهى حسب ترتيب المصحف الشريف، وهو فى سورة البقرة الآية رقم 104 وهى قوله تعالى ( يا أَيُّها الذِينَ ءامَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انظُرْنا واسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ثم قُمْتُ بالتعريف اللُّغَوِىّ لِغَريب مُفْرَدات الآية، وإذا كان هناك وَجْه مِن وُجُوه القِراءاتِ المُتواتِرَة ذكرتُه، ثم أَذْكُرُ أقوال المُفَسِّرِينَ فيها بما يُجَلِّى المراد، وأكثر ما اعتمدت عليه من كتب التفسير هو : تفسير ( ابن كثير ) و ( أيسر التفاسير ) للجَزائِرِى وتفسيـــر ( السَّعْدِى ) وذلك لسهولة العبارة، والإحاطة بمراد الآية، وذكر الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين، وإذا وَجَدْتُ أقْوالاً أُخْرَى تُعَضِّد معنى الآية والمراد منها ذَكَرْتُها مُستعينا بتفسيـــــــر ( الْبَغَوِىّ ) و ( زُبْدَة التفسير ) للأشْقَر ثم أذكر أيضا سبب نزول الآية على ما أَوْرَدَهُ المُفَسِّرونَ وقد أستعين أحيانا بكتاب ( أسباب النزول ) للواحِدِىّ رحمه الله تعالى.
ثانياً : عندما يظهر لِى فى الآية حُكْمٌ فِقْهِىّ أو مَسْألة عقائِدِيَّة أو أَدَب مِنَ الآداب أو خُلُق من الأخلاق فقد أُفْرِدُ له فَصْلاً مُستقلا أو أَسْتَطْرِد فيه القَوْل، فإن كان حُكْماً فِقْهِيَّاً سَرَدْتُ الأدِلَّة مِن القُرْآن والسُّنَّة الصحيحة وأقوال العُلَماء والرَّاجِح فى المسألة مُسْتعيناً بِكُتُبِ الفِقْه، وإنْ كانتْ مسألة عقائدية فَصَّلْتُ فيها تفصيلاً كافِيَاً، وإن كان أَدَباً مِن الآداب اسْتَفَضْتُ فى ذِكْر فَضْلِه وأَدِلَّته وهكذا،وإذا احتاج المَقام إسْهاباً واسْتِطْراداً لَمْ آلُ فى ذلك جُهْداً، وإذا تَكَرَّرَتْ آيةٌ مُشابِهَة لآية قد تَقَدَّمَ تفسيرها، أو ذِكْرُ حُكْمٍ فيها اكتفيتُ بالإحالة إلى الموضع المُشابه أو التعليق خَشْيَةَ الإطالة والتَّكرار.
ومن الآيات التى اسْتَفَضْتُ فيها قوله تعالى ( يا أيُّها الذِينَ ءامَنُوا ءامِنُوا بالله ورَسولِه والكِتَابِ الذى نَزَّلَ عَلَى رَسُولِه …..) الآية 136 من سورة النساء وهو النداء رقم 26 وسبب ذلك أن هذه الآية اشتملت على أغلب أركان الإيمان، كما استفضت فى الحديث عن الرَّافِضَة وهم غُلاةُ الشِّيعَة عند تفسير الآية رقم 102 من سورة آل عمران وهى قوله تعالى ( يا أيُّها الذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِه ولاتَمُوتُنَّ إلا وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ ) كما استفضت فى الحديث عن ( البَهائِيَّة والبَابِيَّة ) عند تفسير نفس الآية وذلك لما حدث من هجمات شَرِسَة ضد الإسلام من هذه الفِرَق والأدْيان وظهور فِتْنَة البَهَائِيَّة بشكل واضح وقد تَصَدَّى لهذه الفتنة عدد كبير من العلماء والدعاة حفظهم اللهُ تعالى وأجْزَلَ لهم المَثُوبَة.
ثالثاً : أذكر فوائد وهدايات الآيات والأحكام المُسْتَنْبَطَة منها ونحو ذلك، والمتأمل فى آيات النداءات الإلهية للمؤمنين فى القرآن الكريم يجد أنها تدور حول مجموعة عظيمة من الأوامر والنواهى الشرعية التى يجب على المسلم أن يتمسك بها، وأكثر ما دعت إليه تلك الآيات هو :
1 – الأمر بتقوى الله عز وجل .
2 – مَعْرِفَة أسْماءِ اللهِ تعالى وصفاتِه وتعظيم قَدْرِهِ سبحانه والأمر بِطاعَتِه وطاعَة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم .
3 – الأمر بالجِهاد فى سبيل الله تعالى والحث عليه والتَّرْغِيب فيه .
4 – النَّهْى عن مُوالاة الكافرِينَ والمنافقين والأمر بمُوالاة المؤمنين .
5 – الأمر بالمُداوَمَة على ذِكْرِ اللهِ تعالى والأعمال الصالِحَة والنَّهْى عن اتِّباعِ الشَّيْطان وخُطُواتِه .
6 – الأمر بالتَّحَلِّى بمكارم الأخلاق والتَّخَلِّى عن الرَّاذئِل .
7 – الأمر بالتَّوْبَة إلى الله تعالى .
8 – الأمر بالمُسارَعَة إلى فِعْلِ الخَيْراتِ .
9 – الأمر بالتَّأدُّب مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع الخَلْق .
10 – الأمر بإيفاء العُهُود وأداء الأمانات إلى أهلها وعدم الخِيانَة .
11 – الأمر بالتمسك بأركان الإيمان الستة وخاصة الإيمان باليوم الآخر ومُشْتَمَلاتِه كالبَعْثِ والجَزاء .
12 – النَّهْى عن الرُّكُونِ إلى الدُّنيا والمُحافَظَة على مَقاصد الشَّرْع مِن دِينِ ونَفْسٍ ومَالٍ وعِرْضٍ وعَقْل .
ومما ينبغى أن يُذكر أيضا أنه يوجد ارتباط وثيق بين آيات القرآن الكريم فقد أذكر النداء ثم أفسر ما قبله أو ما بعده لارتباط المعنى وإتمامه بذلك، كما ورد فى تفسير قوله تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) فى سورة آل عمران الآية رقم 102 وما بعدها إذ هناك ارتباط بما يليها وتتمة لمعنى الآية .
رابعاً : عندما أجد لَطِيفَةً أو إعجازاً بلاغياً أذكر طَرَفا من ذلك، فإن القرآن الكريم مُعْجِزٌ بِلَفْظِه ومَعْناه وهو بَحْرٌ زاخِر بالعلوم والمَعْرِفَة لا يُبْلَغُ مُنْتَهَاهُ .
خامسا : قُمْتُ بِعَمِل فهْرِس مُسْتَقِل لأطْرافِ آيات النِّداءاتِ الإلَهِيَّة، التى يَبْلُغ عَدَدُها تِسْعٌ وثَمانُونَ آية، وفهرس آخَر لِمَوْضوعات الكِتاب لِيَسْهُل عَلَى القارِئ التَّعَرُّف على مُحْتَوَاه، مَع عَمَل قائِمة بِمَصَادِر ومَرَاجِع الكِتاب .
سادسا: قُمْتُ بِعَزْوِ الكلامِ إلى قائِلِيه ومَصَادره مِن المَراجِع العِلْمِيَّة المُعْتَمَدَة والمُشْتَهَرَة، كما قُمْتُ بِعَزْوِ الأحاديث النبوية إلى مصادرها مِن كُتُبِ الحَديث، واجْتَهَدتُ ما استطعتُ بأن لا يكون فى هذا الكتاب إلا الصحيح أو الحَسَن، وأكثر ما كنتُ أَرْجِع إليه فى ذلك كتاب ( صَحِيح الجامِع ) والذى أرْمُز إليه بـ ( ص. ج ) و كتاب ( ضَعِيف الجامِع ) والذى أرمز إليه بـ ( ض. ج ) ، وإذا كان فى السلسلة الصحيحة أرمز إليه بـ ( س. ص) وَكُلُّهم للشيخ محمد ناصر الدين الألبانى ـ رحمه الله –
فالمؤلفات تتفاضل بالزَّهْرِ والثَّمَر، لا بالهَذْر، وبالمُلَح، لا بالكِبَر، وبِجَمُوم اللطائِف، لا بتكثير الصحائف، وبفخامة الأسرار، لا بضخامة الأسفار، وبِرِقَّةِ الحَوَاشي، لا بكثرة الغَوَاشي. ومُؤَلَّف الإنسان على فَضْلِه أو نَقْصِه عنوان، وهو بأصْغَرَيْهِ اللفظ اللطيف والمَعْنَى الشَّرِيف، لا بأكْبَرَيْه اللفظ الكثير والمَعْنَى الكَثِيف‏.‏ وهنالك يُعْرَفُ الفَرْض مِن النَّافِلَة، وتُعْرَضُ الإبلُ، فَرُبَّ مِئَة لا تجد فيها راحلة‏.‏ وأرجو أن أكون قد ألممتُ بالغرض المقصود، وأن يَعُمَّ بهذا الكِتاب النَّفْع للمسلمين، وأسألُ اللهَ تَعَالَى أن يجعله خالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم وأَعُوُذ باللهِ تعالى أنْ أُذَكِّرَكُم بِه وأَنْسَاه وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وآخِرُ دَعْوانا أنِ الحَمْد للهِ رَبِّ العَالَمِينَ

النداءات الإلهية للمؤمنين برب البرية – محمد حسن نور الدين إسماعيل رابط مباشر PDF

رابط التحميل