تنزيل تحفة السعيد فى بعض اسانيد العلامة المعمر محمد أمين السمنكاني رحمه الله أحمد حسن محمد القاضي المصري الجنسية – الدارس بجامعة الأزهر الشريف
عضو هيئة التدريس بمركز الصراط المستقيمتقريظ الشيخ محمد عماد أحمد سكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله السَّنَد لعباده المؤمنين، والصلاة والسلام على سيِّد الأثبات والمُسْنِدين: سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فإن الرِّواية سُنَّة نبوية أكيدة، ووصيَّة محمَّدية حميدة؛ إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «ألَا لِيُبلِّغِ الشاهدُ منكم الغائبَ»( )، ولا تكون روايةٌ بغير إسناد؛ كما لا يكون بيتٌ بغير عماد.
وقد عمل بها وتناقلها العلماء المتقدِّمون منذ بداية عصر التدوين، وورِثَها المتأخِّرون ولن يزالوا لها وارثين إلى يوم الدِّين.
والإسناد مما خُصَّت به الأُمَّة الإسلامية دون غيرها؛ فقد أخرج الحافظ الخطيب البغدادي عن الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد رحمهما الله تعالى قولَه: «بلَغَني أن الله تعالى خَصَّ هذه الأُمَّةَ بثلاثة أشياء لم يُعطِها مَن قبلَها: الإسناد، والأنساب، والإعراب»( ).
وفيه يقول الإمام الحافظ سفيان الثوري رحمه الله تعالى: (الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاحٌ.. فبأيِّ شيءٍ يقاتل؟!)( ).
ولعلماء المسلمين عنايةٌ خاصَّة بالأسانيد، واهتمامٌ – خصوصاً بالعالي منها – بالغُ التأكيد، يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: (ولما كان الإسناد من خصائص هذه الأُمَّة؛ وذلك أنه ليس أُمَّة من الأمم يمكنها أن تُسند عن نبيِّها إسناداً متصلاً غير هذه الأُمَّة.. فلهذا كان طلب الإسناد العالي مُرغَّباً فيه؛ كما قال الإمام أحمد ابن حنبل: «الإسناد سُنَّة عمن سلف»، وقيل ليحيى بن معين في مرض موته: ما تشتهي؟ قال: «بيت خالٍ، وإسناد عالٍ»؛ ولهذا تداعت رغبات كثير من الأئمة النُّقَّاد، والجهابذة الحُفَّاظ إلى الرحلة إلى أقطاب البلاد، طلباً لعلوِّ الإسناد)( ).
فالإسناد مِن مهمات هذا الدِّين، وهو صِلَة اتصالٍ برب العالمين، به يرتفعون قَدْراً، ويزدادون عزاً وفخراً؛ فكلما علا السند.. كان أقرب من المعلِّم الأول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي كان تلقِّيه بالوحي عن الله تبارك وتعالى.
ومن هنا كان اهتمامُ العلماء بذِكر الأسانيد إلى مختلف كتب العلم التفسيرية والحديثية والفقهية واللغوية وغيرها، ولِمَا اشتملت عليه من أسماء العلماء والشيوخ ذوي الإتقان والإخلاص والبركات، والذين بذِكرهم تتنزل الرحمات من رب الأرضين والسماوات، وكذا كان اهتمامُ طلبة العلم بروايتها عنهم، وإجازتها منهم .
* * *
وهذا الثبَت المبارك للعلَّامة الشيخ المعمَّر محمد أمين السمنكاني رحمه الله تعالى، جمعه تلميذُه الأخ المحب الشيخ أحمد حسن محمد القاضي حفظه الله تعالى، وقد أحسن الظنَّ بي طالباً مني قراءته وتقريظه، فأجبته مع أني لست أهلاً لذلك، ولا ممن سلك تلك المسالك، ولكن الله تبارك وتعالى المقصود، وله الحمد وإليه الفضل يعود .
وقد وجدته ثبَتاً موسوعياً نافعاً للمهتمِّين بالإسناد، وقد أحسن فيه جامعُه الجمع بالغاً المقصود والمراد، وشفعه بدراسة فيها تمهيدٌ مشتمل على جملة من الفوائد المتعلِّقة بالأثبات والأسانيد، ثم تعريفٌ بالعلَّامة صاحب الثبَت رحمه الله تعالى، وأتبع ذلك بستة فصول؛ بيَّنَ في الأول منها اتصالَ صاحب الثبَت ببعض الأثبات التي عليها الاعتماد، وحولها مدار الإسناد، وفي الثاني أسانيدَ صاحب الثبَت إلى كتب تفسير القرآن الكريم وعلومه، وفي الثالث أسانيدَه إلى كتب علوم مصطلح الحديث، وفي الرابع أسانيدَه إلى أُمَّات كتب السُّنة المطهَّرة المشرَّفة، وفي الخامس أسانيدَه إلى كتب اللغة العربية وعلومها، وفي السادس أسانيدَه إلى كتب الفقه.
أسأل الله تعالى لعمله القَبول، وأن ينفع به إنه خير مسؤول، والحمد لله رب العالمين
وكتبه
الشريف عماد أحمد سكر الحسيني
كان الله تعالى له
تقريظ الشيخ المحدث دياب أحمد دياب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،،
الحمد لله العلي اللطيف حامى كتابه من التحريف، وحافظ الحديث الشريف، وصلي اللهم على سيدنا محمد صاحب القدر المنيف، اما بعد :
قال ابن المبارك رضى الله عنه : ” الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء على من شاء” ، لذا اهتم المحدثون بجمع كل الروايات للحديث الواحد، وتحركت همهم لذلك .
بعد اطلاعى على كتاب (تحفة السعيد) للإبن المجتهد الشيخ النابغة احمد حسن محمد القاضي زاده الله علماً ونفع به، وجدت انه لم يترك شاردة ولا واردة فيما يتعلق بالأثبات والأسانيد، وقام بتعريف الثبت، وتحدث عن الإجازة، وترجم لصاحب الثبت العلامة محمد أمين السمنكاني رحمه الله ، واسانيد مشايخه، فجاء كتابه جامعاً مفيداً نافعاً وافاد واجاد واثنى على المقصود والمراد، فبارك الله له فى علمه ونفعه ونفع به انه ولى ذلك والقادر عليه .
دياب احمد دياب
تحفة السعيد فى بعض اسانيد العلامة المعمر محمد أمين السمنكاني رحمه الله رابط مباشر PDF