تنزيل تحميل كتاب الماسونية وتجلياتها في فكر سيد قطب PDF مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةإن الحقيقة يجب أن تبقي سرا .. فأما العامة فأنهم يحتاجون إلى تعليم تتناسب مع عقولهم الناقصة .. البناؤون الأحرار .. أو الماسونية .. من المفترض أن الماسونية منظمة أخوية عالمية .. ومن المفترض كذلك أنها منظمة سرية .. والحقيقة أنها منظمة غامضة جدا ..
إن كلمة ماسونية أصلها Masson يعني بناء وكلمة Free أي حر ، Freemasons يعني البناءون الأحرار .. والماسونية لها رموز كثيرة لكن أهمها هي تعامد مسطرة الهندسة مع البرجل ، وهذا الرمز له معنيان .. المعني البسيط وهو الذي يرمز إلى حرفة البناء ، والمعني الأعمق وهو الذي يرمز إلى علاقة الخالق بالمخلوق ، وهذا الرمز الأعمق له زاويتان متقابلتين : الأولي وتدل على علاقة السماء بالأرض ، والثانية وتدل على علاقة الأرض بالسماء .. وهذا ما تعنيه بالفعل ” نجمة النبي داود” .. وفي النصف نجد حرف G والذي اختلف الماسونيين أنفسهم اختلفوا في تفسيره ، فمنهم من قال أنها ترمز إلأى كلمة Gad أي الله ، ومنهم من رأها ترمز إلى أنها أول حرف من كلمة Geometry أي الهندسة ، ومنهم من قال أنها تعني كلمة Geometa والتي تعني 32 قانون والتي وضعها أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس سنة 200 ق.م .
أما أشهر رموز الماسونية على الإطلاق فهي ” العين الواحدة ” ، وهي عين محاطة بأشعة الشمس ، وعادة ما تكون فوق هرم غير مكتمل ، وهي تعني رمز ” العناية الإلهية” ، أو” العين التي تري كل شئ” ، لكن آخرون يرون أنها ترمز إلى ” عين المسيخ الدجال” .
وأما عن تاريخ الماسونية فإنه من المستحيل أن ندرك على الحقيقة التاريخ الحقيقي لنشأتها ليس فقط لكونها منظمة سرية ، بل إن الماسونيين لا يعرفون على الحقيقة متي نشأت أصلا .. لكن منهم من قال أنها تأسست في القرن 18 م وبالذات سنة 1717م وذلك عند أسس جوزية أفرام أول محفل ماسوني في لندن وسمي بالمحفل العظيم ، ومن بعده محفل فرنسا سنة 1728م ، وبعدها بنيت محافل لا حصر لها في كل مكان في العالم.
وأول دستور للماسونية قد كتب سنة 1723م والذي كتبه ” جيمس أندرسون” ، راهب في كنيسة المشيخية – الاسكتلندية ، وكان دستور صارم ، حيث لا يمكن أن تتغير قوانينه ، وفي سنة 1734 م بنيامين فرانكلين – رئيس التيار الماسوني في ولاية بنسلفانيا الأمريكية أعاد تعديل هذا الدستور ، ويشير هذا الدستور على أنه يمثل امتداد للعهد القديم للكتاب المقدس ، والذي يري أن اليهود الذي غادروا مصر مع سيدنا موسي قد شيدوا مملكة الماسونية .
والسؤال الآن : ما سر الربط بين الماسونية وفرسان المعبد أو فرسان الهيكل ؟
فرسان المعبد هو تنظيم تكون من الكاثوليك بحجة حماية الحجاج المسيحيين للقدس ، وكان عددهم من 15 إلى 20 ألف ، وكانوا من أقوي القوة الاقتصادية في أوربا في ذلك الوقت .. ولكن في سنة 1309م حل الملك ” فيليب الرابع ” هذا التنظيم ، واتهمهم بأنهم عبدة الشيطان ، وأنهم يمارسون السحر ، ويريدون القضاء على المسيحية ويحكموا العالم ، فأمر بقتلهم وحرقهم .
لكن في آخر الأمر تبين أن تلك كانت تهم ملفقة ، وأن الاعترافات كانت تحت التهديد والتعذيب ، وقد كان هذا بسبب ديون الملك ” فيليب الرابع” لهؤلاء الفرسان بمبالغ ، فلفقت لهم تلك التهم للتخلص من ديون الملك لهم ، لكن حاول الكثير منهم الهرب ، وتمكنوا بعد ذلك من وضع تنظيم سري مع الملك ” روبرت فرست” ملك اسكتلندا وذلك كي ينتقموا من الملك ” فليب الرابع” ، وكان فرسان المعبد كان لديهم ثلاثة رتب شأنها شأن رتب الماسونية سواء في الطقوس أو التصميم ، وهنا يمكن القول بأن الماسونية هي امتداد لفرسان الهيكل حتى لو اختلفوا في الغاية والوسيلة ، إلا أن الماسونية تسير على نفس النهج من حيث السرية والتنظيم ، وهذا هو سر الربط بين الماسونية وفرسان الهيكل .
إلا أن بعض الماسونيين يقول أن الذي أسس الماسونية هو المهندس العظيم حيرام قابيل والذي من المفترض أنه أشرف على بناء هيكل سليمان كما قيل في سفر أخبار اليوم الثاني للتوراة ، وقد مات وهو يدافع عن سر العمارة ، لكن معظم علماء الاثار في العالم ينفون وجود هيكل سلميان من الأساس ويقولون لأن قصة هذا الهيكل قد ألفها اليهود وذلك لكي يثبتوا أقدامهم في فلسطين ، وهذا معناه أنه لم تكن هناك ماسونية أصلا في عهد النبي سليمان ، وذلك لعدم وجود ما يسمي بهيكل سليمان من الأساس ، وكان ما في الأمر أنه مجرد معبد صغير للغاية بناه النبي سليمان كي يتعبد فيه لله هو وأسرته فقط لا غير .
لكن بعض الماسونيين قالوا أن المهندس الأعظم الذي أسس الماسونية هو الله عز وجل وذلك في جنة عدن ، وأن الجنة هي أول محفل ماسوني ، وأن ميخائيل رئيس الملائكة هو أول أستاذ أعظم للماسونية يدعو للخير وينبذ الشر ، وهذا هو سر شعار الماسونية : الإخاء ، والعدل ، والمساواة ، ولهذا فإنه يشترطون للشخص المنضم إليهم أن يكون صاحب إرادة حرة ، وسمعة طيبة ، ويكون لديه قبول ، وجماهيرية، وأن يمتلك تعليم جامعي ، وتكون صحته البنية والعقلية على ما يرام .. والغريب أنهم كانوا لا يقبلون ضم المرأة إلى محفلهم ، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك ، وذلك حين ضموا السيدة ” إليزابيث أولدورث” ، وذلك حين تجسست عليهم مصادفة من وراء الباب لمعرفة الطقوس الكاملة لاعتماد عضو جديد ، وقد ضموها حفاظا على السرية ، ومن بعدها بدأوا يقبلون دخول المرأة ، كما بدأوا يقبلوا الملحدين ، ومن قبل كانوا يرفضون ذلك.
وبعد هذا التأصيل الفكري للماسونية أود أن أتساءل : ما علاقة سيد قطب بالماسونية؟
لسيد قطب ثلاث مقالات، تكشف الكثير عن حياته الخاصة، ونزعاته الدفينة، ولا يطيق كثير من الإخوان المسلمين والسلفيين، أن تتمّ الإشارة إليها عند دراسة فكر هذا الرجل شديد التقلب، وذي الانعطافات الفكرية الحادة.
هذه المقالات الثلاثة، تميط اللثام عن انتماء سيد قطب للماسونية، ولمحفلها الأكبر في زمن الملكية المصرية؛ بل كان قطب من كتّاب افتتاحيات مجلة “التاج المصري”، لسان حال الماسونيين في مصر حينذاك.
وثاني تلك المقالات: مقال عن شواطئ مصر “الميتة”، التي يريد لها سيد قطب أن تضجّ بالحياة، وبالفتيات المصريات اللواتي يجمّلن الشطآن بملابس السباحة “المايوه”، وينتقد فيها العقليات “المتخلفة” التي ترى في المايوه عرياً وقلة أدب.
أما المقال الثالث فكتبه قطب عندما كان العضو المدني الوحيد في مجلس قيادة ثورة يوليو المصرية عام 1952، حثّ فيه زملاءه من القادة العسكريين، على أن لا يتورعوا عن إبادة العمال المتظاهرين في مدينة كفر الدوار، وأنّ الثورات يجب أن تحرِق خصومها، وتصفّي كلّ من يقف في طريقها.
وإذا شرعنا بمقال قطب “لماذا صرت ماسونياً”؛ الذي نشره كافتتاحية في مجلة “التاج المصري”، عام 1943، يتبدّى لنا جزء مهمّ من انتماءات قطب السرية، قبل أن يسافر في المنحة التعليمية إلى أمريكا، عام 1948، التي تحوّل بعدها من ناقد أدبي إلى سياسي طامح، وكذلك قبل أن ينتظم في صفوف الإخوان المسلمين، عام 1953.
يقول قطب في مقاله هذا، معتزاً بانتمائه للمحفل الماسوني المصري: “صرت ماسونياً لأنني أحسست أنّ الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذّي الروح الظمآى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، لأقتبس من النور شعلة؛ بل شعلات تضيء لي طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما في الطريق من عراقيل وأشواك، لقد صرت ماسونياً؛ لأنني كنت ماسونيا، لكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت الطريق السوي، لأترك البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البناؤون الأحرار”.
ويظهر اعتناق سيد قطب لعقيدة الماسون، في قوله: “الماسونية هي الوحدة التي تجمع بين مختلف الأديان ولا تعرف للتحزب معنى، ولن تجد لكلمة التعصب مكاناً في شرعها، هي التعويذة السحرية التي تؤلف بين القلوب جميعها في أقصى الشرق أو أدنى الغرب، هي المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الجميع، الصغير منهم والكبير أن يتصافحوا مصافحة الأخ لأخيه، ويجلسوا جنباً إلى جنب، دون نظر إلى فارق اجتماعي أو مركز أدبي، ولا غرو في ذلك؛ إذ إنّ دعائمها وأسسها مشيدة على الحرية والإخاء والمساواة، فما أعظمها من دعائم، وما أقواها من أسس، وما أبذلها من مبادئ”.
ونعرج على مقالة قطب الثانية “الشواطئ الميتة”، التي نشرها في “الأهرام”، عام 1938، وهنا يستغرب قطب ويستهجن من كلّ المعارضين لارتداء نساء مصر ملابس السباحة، التي تسمى “المايوه”، وأن تلك العقول ضيقة الأفق، تسبّبت بجعل شواطئ مصر ميتة، وبلا حياة؛ لأنّ المرأة تحضر للسباحة بملابس تغطي كامل جسمها بشكل فجّ، وإنّ نظرة هؤلاء للمايوه حيوانية جنسية لا أكثر.
وفي المقال الثالث؛ يفتضح أمر الطاغية المختبئ في نفسية وعقلية قطب، وهو الجانب الذي حجبته “البروباغاندا” السلفية والإخوانية عن بصيرة قرّائه، ويشي المقال بطبيعة فكر وتوجهات الرجل الحقيقية.
الشيخ “محمد الغزالي” وهو ايضاً كان عضواً بتنظيم الإخوان المسلمين، قال في كتابه “من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث”: أن “سيد قطب” منحرف عن طريقة حسن البنا، وأنه بعد مقتل حسن البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم، وكان منهم “سيد قطب”.
للأسف الشديد قام الشيخ ” محمد الغزالى” بحذف تلك الفقرات من كتابه في طبعاته اللاحقة، تحت ضغط قادة جماعة الإخوان المسلمين، ولكن النسخ المتوفرة من الكتاب طبعة عام 1963، وهى موجودة عند باعة الكتب القديمة بالقاهرة تحتوى تلك الحقائق الدامغة عن حسن الهضيبى وسيد قطب.
طيلة حياته كان الأستاذ سيد قطب متطرفا في موافقة سريع التأثر بما يجرى حوله، انضم “سيد قطب” إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها،وعلل موقفه هذا قائلاً: “لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله”.
ويعترف الأستاذ سيد قطب لصديقه الكاتب / سليمان فياض أنه ظل لمدة 11 عاما ملحدا، وفى عام 1934 نشر الأستاذ سيد قطب في الأهرام مقالا يدعو فيه للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم.
وهكذا أفنى الأستاذ سيد قطب حياته متطرفاً فى أفكاره بين أقصى اليمين وأقصى اليسار حتى انتهت حياته على حبل المشنقة بعد إدانته لكونه قائد التنظيم السري المسلح للإخوان المسلمين فى عام 1965، والمخطط للانقلاب على نظام الحكم الناصري، وواضع خطط اغتيال الرئيس عبد الناصر وكبار المسئولين فى حكومة مصر وقتها، وخطط نسف القناطر الخيرية وبعض الكبارى ومحطات الكهرباء والمياه لعمل فوضى تؤدى لوصول الإخوان للسلطة.
تحميل كتاب الماسونية وتجلياتها في فكر سيد قطب PDF رابط مباشر PDF