تنزيل تحميل كتاب المجلس الرئاسي اليمني 2022 بين المطرقة والسندان pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةلا شك في أن أي فرصة سلام في أي حرب هي خبر سعيد، واليمن ليس بالاستثناء، فهل هي الفرصة المنتظرة؟.. مساعي السلام بين الفرقاء المتحاربين في اليمن، حتى مع الحوثيين، ليست جديدة، ولا هي هذه المرة نتيجة لهجمات الدرونز على السعودية. فقد سبقتها محاولات، أولها في أغسطس (آب) عام 2016 مع الحوثي نفسه. المشكلة دائماً، مثل تلك المرة، أن الفريق الحوثي بعد أن يغادر الرياض متحمساً للسلام إلى صعدة يجد قيادته هناك غيرت رأيها. هذه الجماعة، «أنصار الله» اليمنية، عملياً مثل “حزب الله” اللبناني، لا تستطيع أن تتقدم خطوة من دون استئذان طهران. والذين ينفون سيطرة الإيرانيين على الحوثي، مدعين أنه مجرد تأثير فقط، ليسوا واقعيين. ففضلا عن التبعية الآيديولوجية، والإيمان بزعامة الولي الفقيه في طهران، أيضاً، منظومتهم العسكرية في اليمن تديرها طهران، فالخبراء والمشغلون هم من «حزب الله» اللبناني، وبالتالي لا يستطيعون القتال أو السلام دون موافقة من هناك.. إذن، لماذا الانفراجة الجديدة، رغم ارتفاع التوتر مع إيران؟
اعتقد أن السلام في اليمن مهم للسعوديين وقبلهم لليمنيين، وهي أزمة تغذي خلافات بقية المنطقة. فالمصلحة من السلام عامة ولا بد أن نجرب المحاولة مرة أخرى، بيد أن الوضع في اليمن يبين لنا أن هناك أخبار سارة وأخبار غير سارة ، والأخبار السارة هي الهدنة التي توافقت عليها الأطراف المتحاربة وبدأ سريانها منذ أول شهر رمضان 2022 وتستمر لمدة شهرين مع رفع جزئي للحصار ، ما يعني تخفيفا لمعاناة الناس ، وما أعظم معاناة الناس في اليمن ؛ أما الأخبار غير السارة فهي أن هذه الهدنة يصعب أن تصمت طويلا ، فضلا عن أن تتطور إلي اتفاقية سلام وتسوية شاملة .
وفي اليمن هناك أمران باتا محل شك ، الأمر الأول أن يقنع اليمنيون بالسلام بشكل دائم ، والأمر الثاني أن يعود اليمن كما كان دولة واحدة ، وعلى الأرجح سوف نجد أنفسنا في السنوات المقبلة أمام أكثر من يمناً ، وليس يمناً واحد .
والسؤال هنا الذي نود أن نطرحه : فهل ستشهد الحرب في اليمن نهاية أطول حرب عرفها اليمن، وهي على مشارف السنة السابعة، منذ بدايتها في مارس (آذار) 2015، أم أن نهاية الحرب مجرد آمال، ولن تُطوى صفحاتها المأساوية بهذه السهولة؟ وهل هناك بوادر انفراج وإمكانية اقتراب من التوصل إلى وقف إطلاق النار، ثم البدء في التفاوض من أجل الاتفاق على تسوية سياسية بين الأطراف المتنازعة؟.. لماذا يصعب أن يتحقق السلام؟
والإجابة هي أن الفرص الحالية للسلام تؤكد أنها صعبة جدا وذلك لأن كل الأطراف المتحاربة لم تحقق أهدافها بعد ، لكنها لم تفقد الأمل ، ولم تفقد القدرة لتحقيق هذه الأهداف باستخدام القوة العسكرية ، وهناك أكثر من حربا في اليمن ؛ ولكننا نتحدث هنا في هذه الورقة عن الصراع الرئيسي بين الحوثيين وأعدائهم .
وإذا رجعنا لسبع سنوات ماضية عندما قامت المملكة العربية السعودية حين شنت هذه الحرب على جماعة أنصار الله السادس والعشرين من مارس عام 2015 ، كانت لها أهدافاً محددة ومعلنة ؛ وأولها هزيمة أنصار الله وحلفائها في اليمن ، وثانيها إعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء ، ثالثها هو قطع الطريق على تمدد النفوذ الإيراني في اليمن وفي الجزيرة العربية ، حيث لم يكن مقبولا للسعوديين أن يجدوا على حدودهم الجنوبية جماعة تشبه حزب الله في لبنان ، وتهدد أمنها القومي ، وكان المتصور أن هذه الحرب سوف تكون حربا خاطفة وسريعة ، ولذلك أسموها بـ” عاصفة الحزم” .
ولذلك رأينا “جون برينان”- (مدير المخابرات الأمريكية السابق) ، كتب في مذكراته أن ولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان” ، قال له أن هذه حرباً لن تستغرق أكثر من عدة أسابيع ، وسوف يتمكن السعوديون ومعهم قوات التحالف من إعادة الأمور إلى نصابها في اليمن قبل أن يتفرغوا إلى مشاكلهم في الشمال ، وذلك في إشارة على الأرجح إلى الأوضاع في سوريا وقتها ؛ لكن هذه الحرب السريعة والخاطفة استغرقا أكثر من سبع سنوات وللأسف فإن هذه الحرب تزاد قوة وشراشة ولا تهدأ ، وهذه الحرب لم تنجح حتى هذه اللحظة في هزيمة الحوثيين ، ولم تتمكن من إعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء .
أما فيما يتعلق بإيران فإن العلاقات بينها وبين الحوثيين أضحت أقوي بكثير مما كانت عليه قبل 2015 ، وإيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة صنعاء وبينهم تبادل لسفراء منذ 2019- 2020 ، والحرب تزداد شراشة وضراوة ،وذلك لأن الطرفين يسعيان إلى حسم هذه الحرب لصالحه ، وفي نهاية 2021 كان الحوثيون يعتقدون أنهم تمكنوا من حسم الصراع لصالحهم في اليمن الشمالية ، إن كانت تواجهه مجموعة من المشاكل ، وواحدة منها هو أن يجد مصادر للتمويل ومصادر للطاقة ، وحتى تكون الحياة مقبولة في المناطق التي تخضع تحت سيطرته والتحالف الذي ينضم إليه ويحكم صنعاء ؛ وأين يمكن أن يجد الحوثيين مصادر التموين ومصادر الطاقة ؟ .. والإجابة تكون في ثلاثة أماكن : مأرب ، وشبوة ، وحضر موت .. وهنا فكر الحوثيين أن يبدأوا بالسيطرة على مأرب وشبوة وينتزعهما من قوات الحكومة الشرعية ، وبدأ هجوما على مأرب في فبراير 2021 ونجح في البداية في تحقيق بعض المكاسب .
تحميل كتاب المجلس الرئاسي اليمني 2022 بين المطرقة والسندان pdf رابط مباشر PDF