تنزيل تحميل كتاب المرايا المزيفة في نقد المناهج البنيوية PDF باحث في تحليل الخطاب الثقافي (الجزائر)
لمّا كان اكتشاف سمة جدل الفكر الذي يلعب فيه الحدس والشعور دور لا يمر إلا من خلال التفكير الجدلي نفسه، فلابد حينئذ من بحث معمق على مستوى العلوم الإنسانية والنقد الأدبي بالأخص، ونعني به ذلك النقد الحداثي المنجر عن مشروع الحداثة الغربية في شقها الفرنسي الذي تبلور بعد اكتشاف دي سوسير منهج علم اللغة الحديث؛ أتراه لم يكن غير تفكير في فكر جدلي مغلق معزول عما يسند طبيعته الفكرية النابتة في حقل الطبيعة والكون. فتضييع التجربة الإنسانية جعل من تلك الحداثة النقدية تضيّع طبيعة الفكر المتبلور عن الآداب الذي طبيعته طبيعة إنسانية يكمل فيه الشعور ما يعجز عنه التجريد العقلي وهو بطبيعته فكر حر لأنه إبداع وخلق يعمل ضد الركون إلى الثبات والتمجيد، لذلكم ألفينا أن أذكى الطلاب الأثيرون بالنقد والأدب هم أولئك الذي لا يغمضون طرفهم عن حدة السؤال المتولد في قرارة أنفسهم والمنفتح على إشكاليات عدة لا تنتهي وهم بإزاء تلكم المناهج البنيوية في شقها الفرنسي، نتيجة عدم اقتناعهم بها أو يتضايقون منها، أو قل يحاولون التكيّف معها فعبثا يحاولون، وهي هكذا طبيعة الفكر خلق وإبداع وليس ركون، أو قل الثقافة لا تعرف الثبات والنمطية والجاهزية، وحتى تواكب طبيعة الفكر الإنساني لا بد أن تكون متحولة وعفوية ،لا تؤمن بأيديولوجية تعمل ضد الحرية، لأن الحرية هي إبداع منطوي على تجرُبَة من يقف ضدها، وهي إما أيديولوجيا التقنين أو أيديولوجيا الثقافة النمطية.
وعلى هذا الأساس فإن الدرس النقدي العربي المعاصر أصبح تركيبا هجينا بين الحديث والتراثي والحداثي كنتيجة حتمية لفرض خطاب الازدواجية الثقافية على المستوى السياسي والثقافي العربي التي لم يسلم من سلبياتها قطر عربي واحد، وصاغ بنية للعقل العربي وحدد آليات تفكيره وسبل تعاطيه للثقافة الجديدة وعلى رأسها الدرس النقدي المعاصر الذي أوشك أن ينتهي به الأمر إلى أن يكون تركيبا هجينا مذبذبا بين من يعتقدون أنهم استوعبوه فسقطوا مثل ما يقول الناقد السعودي سعيد سريحي بين ثقافتين وخطابين مفارقين أو جدليين تلوح فيما ينشرونه من مطوياتهم أشباح مصطلحات ومعالم وأعلام تدور على غير ما هي عليه، وتسمى بغير ما سميت به، وقد حذر من هذه المغبة الدكتور لطفي عبد البديع قبل أربعين عاما يوم كنا نتلمس لخطواتنا موقعا على الطريـق الذي قـادنا إلى ما نحن عليه اليـوم وذلك حين قـال في مقدمة كتابـه: “التركيب اللغوي للأدب.. بحث في فلسفة اللغة والإستيطيقا.. والعلم تحقيق لا تلفيق كتلفيق حاطب الليل”
تحميل كتاب المرايا المزيفة في نقد المناهج البنيوية PDF رابط مباشر PDF