تنزيل تحميل كتاب اليمنيون في الأندلس pdf استاذ جامعي – في إدارة الموارد البشريةاليمنيون في الاندلس
المؤلف/د.عبدالرب محمد سعيد الصنوى
فضلاً عن موقعها الاستراتيجي،تكتسب اليمن أهميتها الكبيرة في محيطها العربي من أهمية تاريخها الحضاري العريق،ومساهمتها المتميزة في تكوين أمة العرب من المحيط إلى الخليج،وإكسابها هويتها الخاصة،فهي القاعدة التي انطلقت منها الأفواج البشرية إلى مختلف البقاع،ونقلت معها كثيراً من المظاهر الحضارية،إذ أن اليمن من أقدم الدول التي عرفت الحضارة.
وقد أدّت عوامل عدة إلى استمرار هجرات جماعات من أبناء اليمن من بلادهم منذ حقبة ماقبل الإسلام،واستقرت تلك الجماعات في مناطق مختلفة من آسيا وافريقيا،لاسيما شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق ومصر وساحل افريقيا الشرقي،وغيرها من البقاع…
وحين جاء الإسلام زادت هجرات أهل اليمن ليشاركوا بأعداد كبيرة في الجيش الإسلامي،واستوطن كثير منهم في المناطق المفتوحة،ومنها بلاد الاندلس التي استقرت عشرات العشائر اليمنية في مختلف مناطقها.
وهكذا فإن اليمن يُعدِّ مخزوناً بشرياً وحضارياً ظل يرفد أمة العرب المجيدة،وعلى الرغم من هذه الأهمية التي تمثلها اليمن وأهلها،فإن الدراسات التاريخية لم تعطها حقها بعد،وهذه من الأسباب التي دفعتني إلى هذه الدراسة،إلى جانب أهمية التاريخ العربي الإسلامي في الأندلس،هذا البلد الذي يذكر بسحر الحضارة العربية وعظمتها..
قُسمت الدراسة بعد المقدمة وتحليل أهم المصادر التي استندت إليها إلى تمهيد وأربعة فصول، ثم الخلاصة والاستنتاجات:
فالتمهيد يمثل لمحة تاريخية جغرافية للأندلس ـ التي كانت تعرف قبل الفتح بشبه الجزيرة الايبيرية ـ التي تشمل الآن كل من أسبانيا والبرتغال، وذلك لإعطاء فكرة عامة عن هذه البلاد وأوضاعها قبل دخول المسلمين إليها.
أما الفصل الأول، فقد أوضح بشكل موجز كيف انتقلت القبائل اليمنية من موطنها الأصلي حتى وصلت إلى الأندلس،ثم عدد العشائر اليمنية مبيناً المناطق المختلفة التي استقرت في هذه البلاد، سواء تلك التي وصلت مع حملات الفتح المرافقة للقائد طارق بن زياد،وقائد جيوش الفتح موسى بن نصير،أو تلك التي وصلت بعدها مع القائد بلج بن بشير القشري وغيرها من الجماعات.
وتناول الفصل الثاني الدور الحربي لعرب القبائل اليمنية في عهدي الفتح والولاية «91- 138هـ/710- 756م» من خلال الحملات الجهادية،ووضح في لمحة تمهيدية كيف أن دورهم في فتح الاندلس إنما كان امتداداً لدورهم الجهادي منذ بداية الدعوة الإسلامية في البلدان،حتى تم فتح بلاد المغرب،فكانت وجهتهم بعدها فتح شبه الجزيرة الايبيرية،فأرسلت أولاً حملة عسكرية استطلاعية سنة «91هـ/710م» بقيادة طريف بن مالك،وهو من قبيلة «المعافر» اليمنية الذي نجح في هذه المهمة الخطيرة التي مهدت لنجاح حملات الفتح.
وفي حملةالفتح الأولى بقيادة طارق بن زياد سنة «92هـ /711م» كان معه عدد من عرب العشائر اليمنية بينهم أشهر القادة الذين كان لهم دور بارز في هذه الحملة ومنهم القائد عبدالملك المعافري الذي تمت على يديه أولى خطوات الفتح المهمة: حين تمكن من الاستيلاء على «حصن قرطاجنة» فسهل بعده فتح مناطق عدة من جنوب الاندلس، ومغيث الغساني قائد سلاح الفرسان،والقائد طريف المعافري الذي قاد من المغرب حملة مدد من خمسة آلاف جندي قبيل نشوب المعركة الفاصلة.
وبعد معركة شذونة «Sidonia» الشهيرة تمكنت حملة طارق من السيطرة على مناطق عدة من الاندلس،ومن بينها وأهمها «قرطبة» التي فتحت على يد مغيث الغساني.
أما الحملة الكبيرة التي توجهت سنة 93هــ /712م بقيادة القائد العام لجيوش الفتح «موسى بن نصير» الذي ينتسب إلى قبيلة «بلي» اليمنية فقد كان اليمنيون يؤلفون معظم جيشه،ورافقه عدد كبير من القادة والشخصيات البارزة منهم في هذه الحملة التي تمكنت أن تفتح معظم أجزاء شبه الجزيرة الايبيرية.
وفي عهد الولاية «95ـ 138هـ / 714ـ 756م» كان للولاة اليمنيين الدور الرئيس في عملية الفتح خلف جبال البرتات «pyrenees» التي تفصل بين اسبانيا وفرنسا،فأكبر الانجازات تحققت هناك على أيديهم بدءاً بالقائد «السمح بن مالك الخولاني» الذي بدأ عمليات الفتح في بلاد غالة،و« عنبسة بن سحيم الكلبي» الذي وصل إلى أقصى موضع وصله قائد مسلم لايبعد عن باريس إلا مسافة بسيطة، والقائد الشهير عبدالرحمن الغافقي شهيد معركة بلاط الشهداء «بواتيه» وأشار هذا الفصل إلى دخول أجناد الشام الذين ينتمي معظمهم إلى أصول يمنية،وكان دخولهم بعد استنجاد والي الاندلس بهم لوضع حدٍ لتمرد رجال العشائر المغربية هناك.
أما الفصل الثالث فقد تناول دورهم الحربي من خلال مشاركتهم في الحملات العسكرية والثورات خلال عصري الامارة والخلافة «138ـ 399هـ/756ـ 1009م»، أي منذ دخول عبدالرحمن الداخل إلى الاندلس، حتى نهاية السيطرة العامرية عليها.
ففي عهد الإمارة «138ـ 316هـ/756ـ 928م» كان لأهل اليمن الدور الرئيس في قيام الامارة الأموية بزعامة الأمير عبدالرحمن الداخل، إذ شكلوا معظم جيشه وساندوه في القضاء على آخر الولاة في الأندلس.
وعلى الرغم من قيام عدد من الثورات عليه من قبل بعض الجماعات منهم فيما بعد،إلا أن اليمنيين ظلوا يشاركون بفاعلية في جيوشه.
واستمر الدور الحربي لعرب اليمن مع بقية الأمراء، فكان لهم دور محمود في القضاء على بعض التمردات التي قام بها المولدون،وبرز خلال عهود أولئك الأمراء قادة من أصول يمنية قاموا بقيادة أهم الحملات العسكرية لجيوش الامارة، أشهرهم بنو مغيث الغساني،فضلاً عن التجييبين في الشمال الأندلس ومساندتهم لتلك الجيوش.
وفي عهد الخلافة الذي يبدأ سنة «316هـ /928م» كان لليمنيين دورهم المهم في الحفاظ على حدود الدولة الإسلامية في الأندلس،بل وكانت لهم مشاركة بارزة في مد رقعة سيطرة الخلافة الأندلسية في المغرب العربي،لاسيما جماعات التجييبين.
وفي حقبة سيطرة الحُجَّاب من بني عامر المعافريين،توسعت الحملات العسكرية الجهادية وازدادت بشكل لم يسبق له مثيل،إذ كانت تقوم في جميع فصول السنة،واشتهر الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر المعافري انه لم يعرف الهزيمة في جميع معاركه وحملاته التي زادت عن الخمسين،كما تمكن كذلك أن يمد رقعة سيطرة الخلافة الأندلسية في بلاد المغرب العربي، ثم واصل ابنه الحاجب المظفر عبدالملك سيرة ابيه وإن لم يطل به الأمر.
على أن تلك السيطرة المعافرية انتهت بعد تولي عبدالرحمن بن المنصور المعافري للحجابة، بسبب تهوره فلم يكن مثل أبيه أو أخيه من الحكمة وبُعد النظر، وبانتهاء سيطرة بني عامر دخلت الأندلس منعطفاً جديداً أدى إلى تقسيمها إلى كيانات منفصلة.
وتناول الفصل الرابع مشاركة عرب اليمن في التنظيمات الحربية في الأندلس، مبيناً خبرتهم العريقة في هذا المجال، وأثر ذلك في إسهامهم الفاعل من حيث تكوين الجيش، وتشكيلاته وصنوفه، وصناعة أسلحته وإدارة شؤونه وفي المناصب القيادية، والتعبئة وأساليب القتال فضلاً عن التحصينات وبناء الأسوار والقلاع كذلك تطرق الفصل إلى دورهم في الأسطول البحري الأندلسي موضحاً مشاركتهم في إنشائه وتطويره وتولي قيادة عدد من الحملات البحرية.
إما الخلاصة فقد جاءت لتعرض بشكل موجز أبرز جوانب البحث مع تقديم أهم النتائج التي توصل إليها، ومنها أن ذلك الدور الذي قاموا به لم يكن منفصلاً عن تاريخهم وموروثهم الحضاري، وتوجيه الإسلام لذلك الدور وجهة جديدة متطورة، ولذلك كان دورهم مهماً شمل كافة الجوانب، وتوصل البحث إلى إيضاح هوية عدد من العشائر والجماعات والأفراد وانتمائها إلى أصولها العربية اليمنية.
وحتى تتيسر للقارئ معرفة أوضح بالمناطق التي ذكرت، فقد زود البحث بملاحق تشمل تراجم جغرافية لكثير منها فضلاً عن بعض الخرائط للأندلس وبلاد غالة «جنوبي فرنسا» وخريطة بين فيها الباحث المناطق التي استقرت فيها العشائر اليمنية.
وأخيراً تم عرض قائمة بالمصادر والمراجع التي أستندت إليها هذه الرسالة، ويرفق الرسالة ملخص لها باللغة الانكليزية مع المقترحات التالية:ـ
ـ القيام بمزيد من الدراسات التي تتناول دور اليمنيين العسكري والسياسي في مختلف الأقطار والعصور إلى جانب العشائر العربية الأخرى بعيداً عن الميل والتعصب لربط الماضي بالحاضر وإبراز عوامل التواصل والتعاون بين أبناء الأمة، لاسيما أن العالم يتجه إلى خيار سياسة التكتلات لتحقيق مصالحه.
ـ الواقع أن الإسهام الحضاري لأهل اليمن في مجالاته المختلفة في الفكر والثقافة والعلوم وغيرها من الجوانب الحضارية يجعل الصورة أكثر وضوحاً، وهو ماسنحاوله في قادم الأيام، وهذه دعوة أيضاً للباحثين لدراسة تلك الجوانب، وسيجدون مادة علمية مهمة وواسعة في مصادرنا العربية الإسلامية.
ـ أن تتبنى أقسام التاريخ في الجامعات اليمنية إعداد دراسات مشابهة في هذا المجال.
ـ التركيز على إظهار دور أهل اليمن في التاريخ العربي الإسلامي في مناهج التعليم، سواءً أكان ذلك في المدارس أم في الجامعات.
ـ الاهتمام بحفظ أسماء أبطال اليمن وأعلامها المتميزين في الذاكرة العامة، من خلال إطلاق أسمائهم على المنشآت المهمة المختلفة، كالجامعات والكليات والأقسام والقاعات والمدارس والمراكز الثقافية والميادين والساحات والشوارع وغير ذلك ممايتوافق مع تلك الأعلام وطبيعة أدوارهم والميادين التي تميزوا فيها فمن المحزن أن نجد بعض أولئك الأعلام تزين أسماؤهم معالم ليست في اليمن!
تحميل كتاب اليمنيون في الأندلس pdf رابط مباشر PDF