تنزيل تحميل كتاب حصاد الورد PDF كاتبة و روائية فلسطينية
ولدت في الأردنإهداء
،،
إلى الذِين التَقطَهم عَدسَةُ المصَّوِر من زاويَةِ الشَتاتِ ،
الذِين لَم يُكلِّفوا أنفسهم عناءِ مَسحِ الطينِ من أكفَّهِمْ !
إلى الذينَ أبدعوا للخُلودِ مَعناهُ ، و قيَّدوا الحَنينِ ضِمن إطار ..
و إليهِ ؛ الذِي أبدعَ تَحميض الفِكرَةِ لِتَشهَدَ على الوَاقِع رُغمَ لونَينِ .
لَكم مِنَّا الرياحينَ تُضيءُ شحوبَكم ، تَعتَلِيْ جِباه التَعَبِ فيكِم ، و تَستريحُ .
لَو تَقبَلونَ مِنَّا العَودَة مَوْسُومَةً بالنَصرِ .. على عَجلٍ .. نأتي كَي نُلَّبيكُمْ ،
لَم نكُن لِنَنسَى تَلوينَكُم .. أبداً ، أردَنا مسَح الدَمْعَة عَن أَعينِكُم ..
فأنكَشفَنا على الحُزنِ من خَلفِ حِجابْ ، و نَزفنا مِلءَ الرِئَتينْ !
،،
ريم الكياليحَصَاد الوَرد أنا طِفلَةٌ من وَرد ، شَجَرتِي تُمارِسُ الصُعود نحوَ الشمسِ ، لا تميلُ صَوب العتمِ .. لا يَحجُبها غَيمٌ ، تَتدَّلى النُجومُ كَي تَزيدها وَسامة ، أما القمَر فَيخجَل أن يَبدِي في حُضورِها أدَنى ابتسامَة .. أنا طِفلَةٌ وردَة ، لِيْ بَتلاتٌ من نُور ، و فَساتيني تُراقِصها الريح و تَطربْ .. نَظرَتِي شُموخٌ و لَونِيْ دَلال ، أرضِيْ تُربَة سارَ عليها الأنبياءِ ، و ماءُ سُقيايَّ دُموع ! أَتَوْا يُمطُرونَ مُبيدهم النارِيَّ فوقَ رأسِيْ ، فانصهرت احلامِيْ ! ، جاؤوا مُدَّجَجينَ بالثِقَلِ يحمِلون الكواكِبَ ضِدِّي ، و انا فِي مَهَبِ صِراعَهُم غصنٌ أخضَر يتمايَلُ و لا يَسقُطْ ! ، كَسروا عُنقِيْ و لَا زِلتُ أتنفَّسْ ، رأوا بُرعماً اخبئوهُ فِي جَيبِي ، فقاصَصونِيْ بِتقليمِ أصابِعِيْ .. عَجزتُ عَن حَمْلِ الأقَاح فَوزَّعتُ عِطرِيْ و غَنيَّتْ ، .. طَعنوا قَلبِيْ بِسكينٍ و تُهمَة ، عاثوا فِي أضلاعِيْ قَطفاً و قَصفاً .. ، أزهرتُ رغماً عَنهُمْ ، فَجُرحِيْ يَطرَحُ الجُورِيْ الأحمَرْ . حِصَارهُم بِشائِكٍ و سِياج لنْ يَحنِيَ من هِمَّتِيْ ، فأنا أكبُر كُلَّما انسابَ دَمعِي ، أتّجَذَرُ فِي كَبدِ الأرضِ .. أتغَلغَلُ و أسمو نحوَ السَماءِ ، أنفضُ عَن أوراقِيْ غُبار الغارَةِ و أُينِع بالأخضَر و شراييني ، بريقُ عينيَّ لا يَشيخُ ، و ذَهبُ تفاصيلِي لا يَصدأ ، و تاريخِيْ ؛ وَسمٌ أقبِضُ عليهِ في قَلبِي كَي أحميهِ .. أحفرُ أسماءَكُم فيهِ ، و أبرعِمُ مِراراً .. مَهماَ تحدانِيْ حَصادَهُمْ . ريم الكياليفلسطينْ ،، اسمُها المُخمَلِيُّ يؤدِيني حُباً لأقاسِمُها السردَ على عاتقِ العاشِقينْ ، و أجمَعَنِي بِها على هامشِ نداءٍ و وَصيَّة ، أهمِي لأخطِفَ مِن عِطرها أكسِجيني المُعَتَّقِ بشَهيقٍ يليقُ بِحجمِ الأنينْ .. حُبُّهَا قُبلَةٌ دافِئُة تَنطَبِعُ على خَدِيَّ بِخَجَلٍ خبأتهُ في تَرُدُدِي ، و أنا أحِيِّ من بَعيدٍ خافِقَها و أنشِدَ ما تبيَّنَ ناصِعاً على سَطرِ أغنيَتُها في أبجَديَّتِيْ ، أغزِلُ مِن عينيَّ فراشَتينِ ، و ألاحِقَ طَيفِ أطفالَها و ظِلالِ الجَّدِ الغافِيْ تحتَ غصنٍ التينِ ، أدورُ حولَها لا تِحدُّ رِفعَتِيْ سَماءْ .. و أختطِفُ مِن الملائِكَةِ رؤى أثقَل من أجنِحَتهِمْ .. الأحمَرُ القاتِمُّ يَنهَزِمُ أمامَ مرايايْ ، يوَّتِرُ نبضِيْ .. و السِياجُ المزنجَرُ بالنارِ يُخيفُني .. ، يؤرقُ حُلمِيْ بالربيعِ .. يَجرَحُني الحُزنُ بأمرِ غُربَةٍ ، أبكِيْ .. فمنذُ ناديتُ فيكم لعُرسِيْ ؛ لم يُجبني الحنينْ ! في خافِقِي انحناءٌ مُتأزِمٌ ، يصرخُ قُربَ الهمسِ و يُمارِسُ الجُنونُ ليغتالَنِيْ بأمر غارَة ! و يدايْ تُعانِيْ مِن خَطبٍ كأنَّ العصبَ مُتخَثِرٌ ، يوَدُّ لَو يَفُكَ الشريانِ المُعقَدِ قَبلَ أن ينفجِرَ ؛ أخضَرْ ..! ، يَخطِفُني المَشهَدْ ، و أكتبُ بأصابِعيْ المُتبقيَّة على بابِ اللجُوءِ ؛ ” يوماً مَا .. سأعودْ “. أوَدُّ احتباسَ الصَدى فِي كَفِي و أنغَلِقْ ، أنكمشُ قُربَ الروايَةِ كَي أسمَع توثيقَ التاريخِ الذِي لم يُنصِف عُمرِيْ ، أوَدُّ لَو تتفتَّحُ خلفَ أذنِي وردَةٌ بَنفسَجِيَةٌ من زُخرفَةٍ حيَّةٍ لا سكونْ .. أمَسِّدُ لِتفتُحَها تَرنيمَةً و أسألُ ربَّ الوُرُودِ ؛ ابدَعتها في أرضِنَا جَنَّةً ، جَسِّدها في رُؤانا.. ، و يا رَبّ سَلِّمْ زَيتونَ بَساتيننا ، اجمَع أضلاعنا المُطفأة ، كحِّل بالفَرحِ عُيونَ طِفلَتنا .. قُلْ لِسِلمنا ؛ كُن فَيكونْ .
تحميل كتاب حصاد الورد PDF رابط مباشر PDF