تنزيل تحميل كتاب رسالة أبي داود في وصف تأليفه لكتاب السنن بتقديم وتعليق محمد زاهد الكوثري إعتنى بها عبد الله الرحوي PDF طالب علم محب لجميع انواع العلوم خصوصا علم الحديث و التفسير و التصوف الاسلاميبسم الله الرحمن الرحيمِ
(الأحد ٢٤ أفريل ٢٠٢٢ م)
مُقدمةٌ :
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصلى اللهُ وسلمَ على سيدِ الثقلينِ مُحمدِ النبي الأمينِ، وعلى آلهِ الأطهارِ صلاةً وسلامًا دائمتينِ أبديتينِ آمين .
أما بعد : فإنَّ علمَ الحديثِ من العُلومِ الضروريةِ لغربلةِ الآثارِ ومَعرفةِ صحيحِها من سقيمِها، وقد عُنيَ العُلماءُ منذُ القدمِ بتحريرِ اصطلاحاتِ هذا الفنِّ، والرسالةُ التي نحنُ بصددها تدخلُ ضمنَ جُهودِ العُلماءِ في تفهيمِ هذا العلم الشريفِ .
وكنتُ منذُ مدةٍ ليستْ بالطويلةِ اطَّلعتُ على هذه الرسالةِ -رسالةُ أبي داودَ في وصفِ تأليفهِ لكتابِ السُّننِ- بتعليقاتِ الشيخِ العلامةِ مُحمد زاهد الكَوثَري رحمه الله رحمةً واسعةً آمين .
والحَقيقةُ أن الذي دَفعني الى إعادةِ نَسخِها وإخراجها في حلةٍ تُرضي صاحِبها ومُحققها، هو كونها في حالةٍ يصعبُ قراءتُها بعض الشيئِ فضلاً عن الاستِفادةِ منها، ووجودُ تَعليقاتِ الكَوثَري التي زادتْ من قيمَتِها على ما كانت لها من قيمةٍ في الأصلِ، فإنَّ مُؤلِّفها حافظٌ من حُفاظِ الإسلامِ الكبارِ، ومُحقِّقها من العلماءِ البارزينَ الذينَ كانَ لهم دورٌ في إثراءِ تراثِ الإسلامِ وإعادةِ إحياءِ ما تركه الأجدادُ .
هذا والله أسأل أن يَنفعَ بهذا الجهدِ المُقلِّ المُسلمينَ وأن يَجعله خالصًا لوجههِ الكريمِ آمينَ والحمد لله رب العالمينَ .
وهران ليلة الخميس ١٤ أفريل ٢٠٢٢ م
في شهرِ رمضان المُعظم
كتبه عبد الله الرَّحوي
تمت مراجعته يوم الجمعة ٢٢ أفريل ٢٠٢٢ م .
عملي على الكتابِ :
١- قُمتُ بنسخِ الرسالةِ مع تَعليقاتِ الكوثري من الأصلِ المَطبوعِ في (مطبعةِ الأنوارِ بالقاهرةِ في ٨ رجب الفرد سنة ١٣٦٩ ه) والذي طُبع معه أيضا (كتاب تعطير الأنفاسِ بذكر سند ابن أركماس والإفصاح عن حُكمِ الإكراهِ في الطلاقِ والنِّكاحِ) والرسالتَينِ للشيخِ الكوثري رحمه الله .
٢- ضَبطتُ المتنَ والتعليقَ ضبطًا وشكَّلتُ كلا منهما .
٣- إعتمدتُ في معرفةِ ما حُذف واستَبهمَ عليَّ من المتن على النسخةِ المخطوطةِ التي إعتمدَ عليها الكَوثري في تحقيقه، وهي بخطِّ الحافظِ عبد الغنيِّ المقدسي المجودةِ في ظاهِريةِ دمشق : حديث ٣٤٨ (١٨٨) .
٤- وضعتُ مُقدمةَ الكوثري للرسالةِ المذكورةِ والتي فيها فوائدٌ جمةٌ .
٥- أثبتُّ كلا من المتنِ والتعليقِ دونَ زيادةٍ ولا نُقصانٍ واجتهدتُ في ذلك، والتعليقاتُ في هذه الرسالةِ كلها للشيخِ الكوثري رحمه الله، فإنَّني أردتُ أن أخرجها كما تَركها مُحقِّقها، ولذلكَ فلم أعلِّق بشيئٍ .
٦- وضعتُ فهرسًا لموضوعاتِ الكِتابِ .
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
كَلمةٌ عن سُنن أبي داودَ ورِسالتِه في وصفِ سُننهِ :
الحمدُ للهِ وصلى اللهُ على سَيدِنا مُحمدٍ رَسولِ اللهِ وآلهِ وصَحبِه وكُلِّ من سارَ على نورِ هُداهُ .
وبَعدُ فإنَّ كتابَ السننِ للإمامِ الحافظِ الحُجةِ أبي داودَ سُليمانَ بنِ الأشعَثِ السِّجِستاني المُتوفى سنة (٢٧٥ ه) رحمه اللهُ من أنفعِ كُتبِ الحَديثِ لمَن يُعنى بأحاديثِ الأحكامِ في الحَلالِ والحَرامِ، حَتَّى قال بعضُ الأصوليينَ بكِفايتِه للمُجتهدِ في الأحاديثِ، ولذى تَرى الإمامَ أبا بكرٍ أحمدَ بنَ عَليٍّ الرازي الجصَّاص عَظيمَ الإهتمامِ به وجيِّدَ الاستِحضارِ لأحاديثِه، خاصةً في شرحيهِ على نسخَتي الجامعِ الكَبيرِ، وشَرحَيهِ على مُختصرِ الطَّحاوي ومُختصرِ الكَرخي، وفي أحكامِ القُرآنِ وغَيرِها من مُؤلَّفاتِه بحيثُ تَجدُ أحاديثَه على طَرفِ لِسانِه، يسوقُها بسنَدهِ فيها كُلما لَزمَ مع سعةِ دائِرةِ رِوايتِهِ في أحاديثِ الأحكامِ من سائِرِ دَواوينِ الحَديثِ .
ولسُننِ أبي داودَ نحوَ سبعةٍ من الرواةِ عنه، فاللُّؤلؤيُّ وابن داسةَ منهم مُتقاربَانِ في الرِّوايةِ الا في بعضِ التَّقديمِ والتَّأخيرِ، وقد سَقطَ من رِوايةِ ابنِ داسةَ من كِتابِ الأدبِ من قولهِ : (بابٌ ما يقول اذا أصبحَ) الى (بابٌ الرجلُ يَنتمي الى غيرِ مواليهِ) في بعضِ النسخِ .
وأما روايةُ ابنِ الأعرابي فتَنقصُ عنهما كَثيرًا، وقد سَقطَ منها كتابُ الفتنِ والمَلاحمِ، وكتابُ الحروفِ وكتابُ الخاتم ونصفُ كتابِ اللباسِ، وفاته من كتابِ الطهارةِ والصَّلاةِ والنِّكاحِ أوراقٌ كثيرةٌ كما ذكره ابن حجرٍ في (المُعجمُ المُفهرس) وابن طولونَ في (الفهرس الأوسط)، وفي روايةِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ العَبدِ بعضُ زياداتِ تَنفعُ في نقدِ الأحاديثِ، وكذا روايةُ إسحاقَ بنِ موسى الرَّملي .
وقد إختَلفتْ الأنظارُ في مَراتِبِ أحاديثِهِ، وقد ذَكرَ الذَّهبيُّ في سِيرِ النُّبلاءِ : (أن أعلى ما في سُننِ أبي داودَ من الثابتِ ما أخرَجه الشيخانِ، وذلكَ نحو شطرِ الكتابِ، ثم يليهِ ما أخرجه أحدُ الشَّيخَينِ ورَغبَ عنه الآخر، ثمَّ يليهِ ما رغبا عنه وكانَ إسنادُه جَيِّدًا سَالمًا من علةٍ وشُذوذٍ، ثم يليهِ ما كانَ إسناده صالِحًا وقبلَه العُلماءُ لمَجيئِه من وَجهينِ لَيِّنَينِ فَصاعِدًا ثم يَليهِ ما ضعفَ إسنادُه لنقصِ حِفظِ راويهِ، فمثلُ هذا يَسكتُ عنه أبو داودَ غالِبًا، ثم يَليهِ ما كانَ بينَ الضعفِ من جهةِ راويهِ فهَذا لا يَسكتُ عنه بل يوهِنه غالِبًا، وقد يَسكتُ عنه بحسبِ شُهرةِ نَكارَتِهِ) . اه
هذا في نقدِ الذَّهبي وفيها بعضُ ما يُنافي ما نصَّ عليهِ أبو داودَ في رِسالتِه .
ورِسالتُه الى أهلِ مَكةَ في وصفِ سُننِه ممَّا لا يَستَغني عنه بَاحِثٌ في مَراتِبِ أحاديثِ كِتابِ أبي دَاودَ، فأسوقُها هنا من خطِّ الحافظِ عبدِ الغنيِّ المَقدِسي لما فيهَا من الفَوائِدِ الجَزيلَةِ، وسَندي فيها إجازة الى ابنِ طولونَ بسَماعِه على ناصرِ الدينِ أبي البَقاءِ بنِ زُريقٍ الحافظِ سَماعًا من لفظِ ابنِ ناصرِ الدينِ الدِّمَشقي الحافظِ سماعًا من أبي هُريرةَ بنِ الذَّهبي قِراءةً على أبي نصرٍ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ الشِّيرازي عن أبي عبدِ اللهِ عُمرَ بنِ مُحمدٍ السَّهرَوَردي الزاهدِ عن أبي الفَتحِ مُحمدِ بنِ عبدِ البَاقي بنِ البطي عن ابنِ خَيرونَ عن مُحمدِ بنِ عَليٍّ الصُّوريِّ عن أبي الحُسينِ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ جَميعٍ الغساني عن مُحمدِ بنِ عبدِ العَزيزِ الهَاشِميِّ عن أبي داودَ رضيَ اللهُ عنهم أجمَعينَ .
ومن أحسنِ شُروحِ سُننِ أبي داودَ شرحُ الشهاب بنِ رسلانَ أحمدَ بنِ مُحمدٍ المَقدِسي تلميذِ المِزِّي، وهو مَحفوظٌ في مَكتبةِ (لاله لي) في الآستانَةِ في أربعةِ مُجلَّداتٍ تحتَ رقم : (٤٩٨ _ ٥٠١) وفي شُروحِ المُتأخِّرينَ مُجازَفاتٌ توجِبُ التَّحري البالغَ والتَّحرز الشَّديدَ .
وأمَّا سَندي الى ابنِ طولونَ فمَذكورٌ في (التَّحرير الوَجيز فيما يَبتَغيه المُستَجيز) .
وفيمَا عَلَّقتُ على (شُروطِ الأئِمةِ الستةِ لأبي الفَضلِ مُحمدِ بنِ طاهِرٍ المَقْدِسي) وعلى (شُروطِ الأئِمةِ الخَمسَةِ للحازِمي) بُحوثٌ تتعَلقُ بشُروطِ أبي داودَ لم أرَ إعادةَ ذكرِها هُنا اكتِفاءً بما هُنالِكَ، واللهُ سُبحانهُ هو وليُّ النَّفعِ .
مُحمد زاهِد الكَوثَري
فهرسُ الموضوعاتِ :
مُقدمةٌ : ……………………………………………………….. ص ١
عملي على الكتابِ : …………………………………………… ص ٢
كَلمةٌ عن سُنن أبي داودَ ورِسالتِه في وصفِ سُننهِ : …………. ص ٣
رِسالةُ أبي داودَ : ……………………………………………… ص ٥
فهرسُ الموضوعاتِ : …………………………………………. ص ١٠
تحميل كتاب رسالة أبي داود في وصف تأليفه لكتاب السنن بتقديم وتعليق محمد زاهد الكوثري إعتنى بها عبد الله الرحوي PDF رابط مباشر PDF