تنزيل تحميل كتاب زكى نجيب محمود فيلسوف التطور الابستمولوجي pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةوسط ازدحام الأحداث وإيقاع الحياة السريعة بعد ثورة الاتصالات الحديثة لا ينسى كل قارئ عربي العقل المصري الذي قلما أنعم علينا الزمان بمثله، صاحب الفضل الكبير على الثقافة العربية والعقل المصري الفيلسوف زكي نجيب محمود، الأديب الموسوعة الذي رحل عن دنيانا عام 1993.
يعد أستاذنا الدكتور زكى نجيب محمود من جيل الرواد العاشقين للفلسفة والمحبين للحكمة ومن الذين يعولون على العقل فى التفسير والتعليل؛ فقد أسهم فى إثراء العقل العربى وفند نظريات فلسفية قديمة وحديثة وقدمها للقارئ العربي بسلاسة “وغاص” فى أعماق الحياة بكل تفاصيلها، وكان كما قال عنه بحق العقاد؛ أنه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ فهو الذى رفض الاستعلاء والتنظير وسعى للتفكير العلمي والقابل للتطبيق، وقدم كتبه الفلسفية بقلم أديب ذو نكهة خاصة، حيث نجح في تقديم أعسر الأفكار على الهضم العقلي للقارئ العربي في عبارات أدبيَّة مشرقة، وفكَّ أصعب مسائل الفلسفة وجعلها في متناول قارئ الصحيفة اليوميَّة، واستطاع بكتاباته أن يُخرج الفلسفة من بطون الكتب وأروقة المعاهد والجامعات لتؤدِّي دورها في الحياة.
ولذلك تعد كتبه من الأدب العالمي لتناولها الشخصيات العالمية الفلسفية، وتقريب الوضعية والتجريبية والتحليلية، والمذاهب الغربية والعربية. وجهوده في الإشراف على الترجمات والموسوعات وأمهات الكتب لا تحتاج إلى تعريف، ويكفي أنه هو من أكبر الوجوه التي لعبت دورًا رئيسيا في حياتنا الجماعية والثقافية؛ وخاصة في الفكر العربي منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم؛ حيث اهتم منذ الستينات الفرن الماضي بتعريف المذاهب الفلسفية المعاصرة وتعميق المفاهيم العامة، فتخطى الحواجز الجغرافية والإقليمية، كما حاول من خلال اتجاهه أن يوجد صلات بين الفكر العربي والفكر الغربي في منهج عقلي، دون نظر إلى العصبيات الإقليمية أو العرفية.
ويكاد يمثل زكى نجيب محمود في الفكر العربي بشهادة صلاح سالم ما يمثله نجيب محفوظ فى الأدب العربي، فكلاهما يجسد النموذج الكلاسيك للمبدع الذى يصبغ عصره بصبغته هو فيكون عَلما عليه. وكلاهما طال به العمر وكثر إنتاجه وصاغ مدرسته على مهل وفى حكمة، على عكس آخرين لم تنطو مواهبهم على حكمة الاستمرار وملكة الانتظام فكانوا كالشهاب الخاطف سرعان ما ينطفئ، وكلاهما أيضا عاش مراحل إبداعية مختلفة ومتعاقبة، إذ مر على محفوظ نزعات تاريخية، وواقعية / اجتماعية، ورمزية، بينما توالت على زكى نجيب محمود نزعات صوفية، ووضعية، وصولا إلى المرحلة “التوفيقية” التي كانت بمثابة موجة ثالثة “جدلية” في تيار النهضة العربية، إذ مثلت دعوة للنهوض الذاتي، كما أرادت الموجة الأولى “الإصلاحية” إبان القرن التاسع عشر، كما لعبت دور الجسر إلى الآخر الغربي كما أرادت الموجة الثانية “العلموية” مطلع القرن العشرين.
بل يمكن القول إنه لعب فى الفكر العربي بشهادة صلاح سالم أيضا دور إيمانويل كانط فى الفكر الأوروبي. لقد تمكن الفيلسوف الألماني من إعادة صياغة الثنائية الديكارتية، المضمنة في الكوجيتو (الفكر الامتداد) التي أسست للفلسفة الحديثة قبل أن تتعرض لضغوط كبيرة أفرزتها الثورة العلمية انطلاقا من فيزياء نيوتن، كادت تُشطرها بين اتجاهات مثالية مفرطة وأخرى مادية مستغلقة، فجاء كانط ليضعها فى قالب نقدى تمثل ثنائية (الطبيعة ما بعد الطبيعة). أما زكى نجيب محمود فأعاد بناء ثنائية الإمام محمد عبده، الذى احتل فى الثقافة العربية الحديثة، موقع ديكارت، منذ قدم صياغته الرائقة للعلاقة بين العقل والنص، معطيا الأولوية للعقل على النص، الذى لا يمكن للنص أن يتناقض معه، فإذا ما تبدى تناقضا كان بالضرورة (ظاهريا)، يفرض تحكيم العقل فيه، ليس لأن ثمة خطأ في النص ولكن لأن فهمه قد استغلق على الذهن، ومن ثم وجب التأويل بحسب قواعد اللغة العربية. وهكذا لا تبدو مركزية العقل استعلاء على النص، بل وسيلة لتجاوز ظاهره إلى باطنه، والولوج إلى قلب الحكمة منه. إنها الثنائية التي أعاد الفيلسوف الراحل صياغتها بعد أن كادت الريح العلموية تبددها، والعاصفة السلفية تبددها، واضعا لها في قالب توفيقي يجمع بين ثنائية (الأصالة والمعاصرة).
تحميل كتاب زكى نجيب محمود فيلسوف التطور الابستمولوجي pdf رابط مباشر PDF