تنزيل تحميل كتاب طاهر أبو فاشا قيثارة الإذاعة وراهب الليل pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةعندما تذكر “ألف ليلة وليلة”، الشهيرة التي قُدمت في الإذاعة بصوت الفنانة الرائعة “زوزو نبيل”، يتتبعها على الفور، ذكر الشاعر الكبير “طاهر أبو فاشا”، الذي رحل عن عالمنا، في الثاني عشر من مايو من عام 1989، الذي قدم سلسلة طويلة من ليالي ألف ليلة وليلة، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، على مدار سنوات عدة، تجاوزت الـ25 عامًا، لإذاعتها وعرضها خلال شهر رمضان الكريم، بخلاف “فوازير رمضان.
وليس ثمّة أفضل أمامنا التجول في عالمه الإبداعي والصوفي، الذي كشفت جانبا منه أغنيات فيلم “رابعة العدوية” شهيدة العشق الإلهي، وهو الهائم في دنيا الإبداع والروح، وراهب الليل الذي أعجز “سيف شهريار” عن بطشه بعد سنوات من سفكه دماء الجواري الحسان، وأعلى مكانة “شهرزاد” إلى مرتبة عجز عنها الحكماء، لتمكنها من تحويل فكر “الملك شهريار” المتعطش للإطاحة برقاب نسائه، فكانت ببساطتها الفطرية وعقلها الذى سبق للمعرفة ايذانا بميلاد جديد لها ولليالي العشق المنسية وقصائد وحكايات الليل غير المنقطعة سوى بخيوط الفجر الإلهي. وهذا ما صنعه «طاهر أبو فاشا» بعبقريته في «ألف ليلة وليلة» الساكنة في وجداننا حتى الآن. وهو ما يشجعنا على فتح أبواب عالمه لنذكر من يعرفه، ونعرّف الأجيال الجديدة به.
وطاهر أبو فاشا هو أشهر من حوّل كتاب “ألف ليلة وليلة” إلى مسلسل إذاعي، يذكره كل مستمعي الإذاعة في مصر وخارجها، واستطاع أن يستخلص منه الحكايات المدهشة، من دون الإباحيات التي يعج بها، بلغة وسرد لا مثيل له، وأضاف إليه كثيراً من حكاويه الخيالية، التي اكتسبها من واقعة لسردها ضمن روعته هذا كما قال هو شخصيا. ويعتبر المعنيون أن تألقه الرئيسي كان في هذا المسلسل، حيث عكس وعيه العميق بالتراث، وقدرته المدهشة على محاكاته، وإعادة الاعتبار لهذا الكتاب الأعجوبة، الذي اعتبره بعض المثقفين من أبناء جيله كتاب خرافات وأساطير وإباحية. وبالرغم من تعليمه الأزهري، كان منفتحا على التراث الشعبي، ويدرك أنه السجل الحقيقي للهوية الثقافية، وحقيقة الخيال المصري الذى صاغه بقالب قصصي بديع اختار له لغة رائعة، وأصبحت اللهجة العامية المصرية أدبًا رفيع المستوى، حيث احتشدت المفردات العامية التي نستخدمها في الحياة اليومية بمضامين درامية شعرية غاية في البلاغة، وسجع موسيقى يجسد الطابع الاسطوري والخيالي الذى تدور ضمنه حكايات شهرزاد العبقرية.
وهنا يقول عنه الشاعر والباحث “مسعود شومان”: طاهر أبو فاشا كان أحد المستلهمين الكبار للتراث الشعبي العربي، ولم يلتزم بالنص الأصلي، بل طوعه بإبداع لا نظير له، وقدم فيها عيون القصص الشعبية، لكنه حافظ على الهيكل والبناء الكلى لفكرة الكتاب والحكايات فى إطار تتوالد من خلاله القصص، وهى عبقرية لا يستطيعها غير أبو فاشا، وأستطاع أن يطور لغتها التراثية دون المساس بها للغة تخاطب زمانها».
ويتفق معه أستاذنا الدكتور “أحمد درويش” بقوله: “مؤلف ألف ليلة وليلة هو الراوي الشعبي الذى استطاع أبو فاشا التقاط جملها ونصوصها ليقدمها بعبقرية فذة عن طريق الإمساك بجوهر العمل واللغة المناسبة للمتلقي”. “واستطاع اللعب على عنصر الزمن بإبقاء شهريار في حالة نشوة مستمرة، وانتظار للغد غير آبه بفكرة استعمال السيف على يد سيافه، بل جعل من الزمن عنصر التشويق، والتمني بامتداد العمر حتى يسمع شهريار حكايا شهرزاد التي لا تنتهى، كما أنه نجح في إظهار القوة الحقيقية للمرأة في تعطيل سيف سياف شهريار، كما أظهرت قدرته على المحاكاة، وعمق تملكه وتمكنه من التراث والثقافة العربية. وربما جاء هذا على حساب إبداعاته الأخرى، فله ستة دواوين من الشعر،” لا تجف دموعي”، و”راهب الليل” و”الأشواك”، و”صورة الشباب”، و”القيثارة السارية”، و”الليالي”.
وقال الكاتب الراحل “ثروت أباظة” عن ديوانه “راهب الليل”: ” كل بيت فيه يشعرك بالأسى، فهو رواية وذكر، وقصيدة فيها رنين خاص تموج بالحياة فيها الأعاصير القوية. وهو الراهب في “راهب الليل”، في محراب الملكوت والعشق، ولعل ديوان الاشواك الذى قدم له مطران من أروع ما قيل في الشعر، لأن قصائده كانت صك اعتراف من مطران الشاعر. وأبو فاشا الشاعر الإنسان لم يسلم من أقداره التي زادته ثقلا إبداعيا، فكتب ديوانه «لا تجف دموعي” في قصيدة واحدة رثاء لزوجته نازلي”.
ولد طاهر أبو فاشا (22 ديسمبر 1908م في دمياط – 12 مايو 1989م)، وقد
بدأ تعليمه بمدرسة الحزاوي الابتدائية ثم بمعهد دمياط الديني ثم التحق بمعهد الزقازيق الديني حيث حصل على شهادة الثانوية ثم التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة. بعد التحاقه بكلية دار العلوم (التي تخرج فيها سنة 1939) وجد طريقه إلى العديد من النوادي والمجالس الأدبية، ومنها ندوة القاياتي التي كانت تضم جمهرة كبيرة من أعيان الأدباء من أمثال حافظ إبراهيم وعبد العزيز البشري وكامل كيلاني وزكي مبارك.
وقد نشأ الشاعر وعاش أجمل أيامه في قرية كفر مويس، الواقعة على رافد بحر مويس، حيث كان يدرس في معهد الزقازيق الديني في شبابه، وفى شيخوخته زار النهر فانفعلت نفسه، وكتب قصيدة ممتعة بلغة راقية، وصور بديعة للريف المصري، ومكان اللهو والذكريات فى الرياض اللفاء، والقصيدة عنوانها «رجعة إلى مويس”.
كانت اللغة العربية عند طاهر أبو فاشا هي كلمة السر في حياته، فلها وهب أجمل سنوات عمره طالبا الغوص في أعماقها، ثم شاعرا يغذي العقول بأحلى معانيها، فإذاعيا يطرب الآذان بأخصب مصطلحاتها، وفي الأخير يصنع منها عقدا قوامه ألف حبة وحبة، يقدمه “طاهر أبو فاشا” هدية قيمة لن تفقد رونقها بمرور الزمن.
تحميل كتاب طاهر أبو فاشا قيثارة الإذاعة وراهب الليل pdf رابط مباشر PDF