تنزيل تحميل كتاب عبد الوهاب عزام أيقونة الدراسات الشرقية الإسلامية PDF مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد العالم الأديب والفيلسوف الدكتور “عبد الوهاب عزام”(1894-1959)، أحد أساطير الفكر والأدب والترجمة والدبلوماسية في القرن العشرين، فقد كان أستاذًا وأديبًا وكاتبًا ومفكرًا وشاعرًا ومترجمًا وسياسيًا، كما كان عميق الثقافة العربية والإسلامية والأدبية؛ حيث درس بالأزهر دراسة منظمة، واطَّلع على الثقافة الأوربية، حيث كان يجيد الإنجليزية والفرنسية، ووقف على أدب الشعوب الإسلامية، كما كان متمكنًا من الفارسية والتركية والأردية ينقل عنها إلى العربية، وأتاحت له رحلاته المتعددة إلى كثير من دول العالم واتصاله بأدبائها أن يضيف إلى أدبه زادًا قويًّا وتجارب غنيَّة وفكرًا عميقًا.
علاوة علي أن “عبد الوهاب عزام” (مع حفظ الألقاب) كان يدعو إلى تحقيق الأخوة الإسلامية، وإعادة الصلة الوثيقة بين الأمة العربية والعالم الإسلامي بعد أن تعالت الأصوات للفصل بينهما، ودراسة أدب الشعوب الإسلامية؛ فاتجه إلى شعر محمد إقبال شاعر باكستان ونقل بعض دواوينه من الفارسية إلى العربية، وكان به كَلِفًا ومعجبًا، وهذه الدواوين هي: ديوان الأسرار والرموز، وبيان مشرق، وضرب الكليم.
وقد قال عنه الدكتور أحمد عبد الوهاب الشرقاوي، في كتابه ” من تراث د. عبد الوهاب عزام” يحتل اسم الدكتور عبد الوهاب عزام مكانة بارزة من بين أعلام مصر في القرن العشرين فهو أستاذ وأديب، كاتب وشاعر، مترجم وناقد، مفكر ورائد، استطاع أن يجمع كل ذلك في شخصه وفكره؛ رغم الصفات الفارقة لكل صفة من تلك الصفات.
وقال عنه المؤرخ د. محمد مهدي علّام: نشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم في صغره، ثم دخل الأزهر وبعدها انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي وتخرّج منها عام 1920م وكان الأول على دفعته فاختير مدرساً فيها -من (كتاب المجمعيون في خمسين عاماً)-، وقد درس في مدرسة القضاء الشرعي التاريخ والجغرافيا والرياضيات وبعض القوانين، وكان شغوفاً ومغرماً بالعلم والمعرفة، قرأ الكثير من كتب الأدب والتاريخ والشعر والمعارف العامة فكان مثقفاً موسوعياً… ويقول عنه أيضاً د.علاّم في كتابه المذكور آنفاً أنه عَلَم من أعلام العربية والإسلام، وعالماً ضليعاً في اللغات الشرقية، ولعشقه للدرس كان يدرّس في مدرسة القضاء الشرعي ويكمل دراسته في الجامعة المصرية القديمة، ونال شهادتها عام 1923م في الأدب والفلسفة –كما يذكر الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ في ترجمته للدكتور عبدالوهاب عزام في كتاب (مشاهير علماء نجد وغيرهم)، فيما ترجم له العلامة خير الدين الزركلي في كتابه (الأعلام) المجلد الرابع.
وعن أخلاق “عبد الوهاب عزام”، يتحدث الأديب المؤرخ محمد رجب البيومي في موسوعته (النهضة الإسلامية في سير أعلامها) قائلاً: لقد كان عبدالوهاب عزام مكافحاً؛ أي مكافح لم يتشدق بالثقافة والمنصب وأعلى الدرجات العلمية وأخصب المؤلفات الفكرية التي توّجت نضاله، ولكن خُلق الإسلام قد أكسبه تواضع الزاهدين وهدوء الباحثين، ولو شاء لضج وصخب ولأعانته ثقافته المتنوعة على أن يجهر بنبوغه فيعلن عن نفسه في تكبر واستعلاء، ولكن عزاماً قد درس وتعلم لتكون دراسته الخصيبة المتعددة الأفنان تربية سلوكية تدعو إلى الخطة المثلى في دنيا الخلق كما كانت مشعة تمزق الحوالك في دنيا الظلمات.
وقد لد “عبد الوهاب عزام” في 28 أغسطس عام 1894م بقرية تابعة لمركز العياط تسمى قرية الشوبك الغربي بمصر، لأسرة صاحبة تاريخ طويل فى الفكر والسياسة ومقاومة الاحتلال الإنجليزي، فكان والده الشيخ محمد حسن بك عزام كان يشغل منصب عضو مجلس شورى القوانين ثم الجمعية التشريعية، وانتخب بعدها فى أول مجلس نيابى بعد دستور 1923م.
وقد حصل “عبد الوهاب عزام”على درجة الليسانس فى الآداب والفلسفة من الجامعة المصرية، وبعد تخرجه اختير ليكون إمامًا في السفارة المصرية بلندن، وهناك اطلع على ما يكتبه المستشرقون عن الإسلام و العالم الإسلامي وقرر أن يدرس اللغات الشرقية الإسلامية فالتحق بمدرسة اللغات الشرقية بلندن، ونجح بها حتى حصل منها على درجة الماجستير في الأدب الفارسي في العام 1927م، ليعود بعدها إلى القاهرة ليعين مدرسًا بكلية الآداب جامعة القاهرة، وفى هذه الأثناء سجل رسالته للدكتوراه عن شاهنامه الفردوسي في الأدب الفارسي وحصل عليها فى العام 1932م، وتدرج في السلك الوظيفي حتى عين عميدًا لكلية الآداب في العام 1945م.
ولكنه في عام 1947م بدأ طريقه الجديد في العمل الدبلوماسي فكان أولها تعيينه سفير لمصر في المملكة العربية السعودية، ثم سفيرًا في باكستان عام 1950م، ثم سفيرًا مرة أخرى في السعودية واليمن حتى عام 1954م، ومد له الرئيس جمال عبد الناصر فترة خدمته عامين ليتقاعد في العام 1956م، ورحل عن عالمنا في 18 يناير عام 1959م.
ولعبد الوهاب عزام دراسات وبحوث في التاريخ والتصوف والأدب، فكتب عن المتنبي شاعر العربية الكبير دراسة بعنوان (ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام)، ودرس شخصية المعتمد بن عبَّاد أحد ملوك الطوائف الأندلسي فكتب عن مأساته، وله دراسة عن محمد إقبال والأدب الفارسي، وكذلك له مجموعة بحوث في اللغات الشرقية، قدَّمها إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة عن الصلات بين اللغة العربية واللغات الإسلامية، والألفاظ الفارسية والتركية في اللغة العامية المصرية، والألفاظ العربية في اللغات الإسلامية غير العربية وغيرها؛ وقد شارك في تحقيق التراث العربي فنشر (الشاهنامة) التي نقلها البنداري إلى العربية، وحقق ديوان المتنبي، واشترك مع آخرين في تحقيق كتاب (الورقة) لـ”محمد بن الجرَّاح”، و(مجالس الصاحب بن عبَّاد).
تحميل كتاب عبد الوهاب عزام أيقونة الدراسات الشرقية الإسلامية PDF رابط مباشر PDF