تنزيل تحميل كتاب علي الوردي خليفة تالكوت بارسونز في عراقنا الشقيق pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد الدكتور “علي حسين محسن عبد الجليل الوردي”- (1913- 13 تموز 1995 م)، من كبار علماء الاجتماع العراقيين القلائل الذين كتبوا عن المجتمع العراقي ونذروا له حياتهم في الكتابة ، فال عنه البعض بأنه شبيه تالكوت باسنونز – عالم الاجتماعي الأمريكي ،وذلك لكونه كان في كل كتاباته يحلل وينقد المجتمعات ، استنادا إلى المبدأ المنهجي التطوعي ومبدأ المعرفية من الواقعية التحليلية؛ كما كان واحد من أهم علماء الاجتماع العرب في العصر الحديث وأكثرهم واقعية وانفتاحاً، في بيئة اجتماعية راضية بما تحتكم إليه من يقينيات ثقافية ودينية، لكنه تمكّن من النأي بنفسه عن الانجراف مع تعصبات أكبر اتجاهين إسلاميين في بلده، ويكوّن بفكره حلقة وصل بينهما أشبه ما تكون بجسر الأئمة الذي يربط مسقط رأسه مع الأعظمية مدفن أبي حنيفة على الضفة الأخرى لنهر دجلة.
كما يعد الدكتور علي الوردي الرائد الأول في تأسيس علم الاجتماع في العالم العربي كله، كعلم منفصل عن باقي العلوم الإنسانية، والمجدد له منذ أستاذه ابن خلدون؛ وتكمن عبقريته أنه أعاد اكتشاف منطق ابن خلدون، الذي برأيه، نجا من المنطق الأرسطي الذي صبغ المتقدمين والمتأخرين من مفكري العرب وحتى فقهائهم، فعمد إلى توظيف منطق صاحب “المقدمة” للتحرر من قيود التفكير الكلاسيكي مستعيناً بأحدث المدارس الفلسفية والاجتماعية ليؤسس مدرسة في البحث الاجتماعي تقوم على استنتاج مفاهيم نظرية مؤسسة على الاستقراء والتفكير التحليلي غير المؤطر والانفتاح على الآخر، معلناً الثورة على “أصحاب المنطق التقليدي في المنظورات الاجتماعية الموروثة المصطبغة بصبغة المثالية الزاهدة الخاضعة الذين لا يعترفون بوجود فكر جديد”.
ولهذا عُرف بتبنّيه نظريات حديثة، تُحلّل الواقع الاجتماعي العراقي، واستخدم هذه النظريات لتحليل بعض الأحداث التاريخية، كما فعل في كتاب وعاظ السلاطين وهو من رواد العلمنة في العراق، وساهم الوردي في تأسيس أول قسم لعلم الاجتماع في العراق في كلية الآداب والعلوم في العام 1953.
قال عنه الأكاديمي والباحث الدكتور عامر حسن فياض ا:”إنه “كان يُركّز على مسألة ازدواجية الشخصية ونظرية التناشز ومسألة البداوة والحضارة وكان يستحضر مسألة الدين في هذه الإشكالية، فهو موضع كراهية من المتشددين من السنة والشيعة، وهو غير محبوب لدى المتشددين”.
كما قال عنه أستاذنا المبدع الدكتور علي المرهج بأنه يعد ” واحدا من أهم المفكرين في علم الاجتماع في العراق، فهو مثقف ومفكر مثير للجدل، استطاع أن يخترق الوسط الأكاديمي ليدخل الوسطين الثقافي والاجتماعي ليحلل ويطرح مجموعة من المفاهيم التي جعلت الكثير من العراقيين يستشهدون بها وكأنها من بديهيات الحكم على الشخصية العراقية”.
وقد ولد الدكتور علي الوردي في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913م. ترك مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار ولكنه طرد من العمل لأنه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن وبعد ذلك فتح دكان صغير يديره بنفسه، وفي عام 1931 التحق بالدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي وكانت بداية لحياة جديدة. واكمل دراسته وأصبح معلما. وبعد اتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الثالثة على العراق فأرسل لبعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكالوريوس وارسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتوراه عام 1950.
وقد عين الدكتور علي الوردي عام 1943 في وزارة المعارف مدرسا في الاعدادية المركزية في بغداد. وبعد عودته الى البلاد، عين مدرسا لعلم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة بغداد عام 1950. أحيل على التقاعد بناء على طلبه ومنحته جامعة بغداد لقب (استاذ متمرس) عام 1970.
كتب وألف الدكتور علي الوردي العديد من البحوث المهمة والكتب والمقالات ولم يلتفت إلى مستقبله الشخصي، وإنما كانت حياته معاناة وتعب واجتهاد وأختلف مع الحكام في بعض الأمور، وفي هذه المعاناة وحدها رأى المستقبل يصنع بين يديه.
تحميل كتاب علي الوردي خليفة تالكوت بارسونز في عراقنا الشقيق pdf رابط مباشر PDF