تنزيل تحميل كتاب علي سرور الزنكلوني أيقونة الأزهر الشريف في ثورة 1919 pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةأصدر المركز الإعلامي للأزهر الشريف فيلمًا توثيقيًّا قصيرًا يتناول دور الأزهر الشريف المحوري في ثورة 1919م، وذلك بمناسبة الاحتفالات الوطنية بمرور مائة عام على تلك الملْحَمة الوطنية الخالدة، التي تجسَّدتْ خلالها الوحدةُ الراسخة بين أبناء الشعب المصري، وَعكَستْ مسيرة النضال المصري نحو الحرية والاستقلال.
ويستعرض فيلم “عمائم لله والوطن والحرية” الأيامَ الأولى للثورة بعد اعتقال الاحتلال الإنجليزي للزعيم الوطني سعد زغلول ورفاقه، وكيف أصبح الأزهر معقلًا للحركة الوطنية، وفتَح أبوابه للثوار من مختلف أطياف المجتمع المصري، حيث اتخذوه مقرًا لاجتماعاتهم، ومُنطلقًا لمظاهراتهم ضد الاحتلال الإنجليزي، وتحت سقفه كانوا يبيتون جميعًا طوال أيام الثورة والكفاح، وعلى أبوابه سقَط أوَّلُ شهيد منهم، وكان من أبناء الأزهر.
ويلفت الفيلم إلى أنَّ منبر الأزهر أَضْحَى مِنْبَر الثورة، فمن فوقه خطب الشيخ والقسيس، وفي ساحته علا صوت المرأة بالخطب والشِّعَارات التي كانت تُلهب حماس الشباب وتَسْتَنفر هِمَمَهُم، موضحًا أنَّ التاريخ لنْ ينسى القمص/ مرقص سرجيوس، الذي عاش ثلاثة أشهر داخل الأزهر، يخطب يوميًا في الثوار، وكان يتناوب الخطابة مع الشيخ /القاياتي حتى ضاق بهما الإنجليز ذرعًا فنفوهما معًا إلى رفح.
كما يشير الفيلم إلى أبرز علماء الأزهر الذين قادوا هذه الثورة، مثل: الشيخ علي سرور الزنكلوني، والشيخ عبدالباقي سرور، والشيخ أبوالعيون، والإمام الأكبر الشيخ محمد أبوالفضل الجيزاوي، الذي حاول الإنجليز الضغط عليه لإجباره على إغلاق الأزهر أمام الجماهير فرفض رفضًا قاطعًا.
وعنا قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف معلقا على ذلك أنه مرَّ الأزهر والكنيسة المصرية بدورٍ شديد الشَّبَهِ بدور اليوم، وذلك حين تصدَّت هاتان المؤسستان بعلمائها وقساوستها لإحباط الدسائس الاستعمارية في القرن الماضي، وكانت دسيسةُ الأمس هي هي بعينها دسيسةَ اليوم، وأعني بها العبثَ بالعلاقة بين عنصري الأُمَّة، والزعمَ بأنَّ الأقباط يُؤيدون الاحتلال، لكن الحيلة لم تنطلِ على الأزهر ولا على علمائه الذين سرعان ما هرولوا إلى كنائس الاقباط، وكان على رأسهم شيوخٌ كبارٌ مثل: مصطفى القاياتي، ومحمود أبو العيون، وعبد ربه مفتاح، ومحمد عبد اللطيف دراز، وعلي سرور الزنكلوني.. واستُدعي القمص «سرجيوس» بتكليفٍ من الشيخ القاياتي ليَعتليَ منبَر الأزهر، ويتحدثَ مع المتحدثين، وقام علماء الأزهر بتشييع جنازة المسيحيين والمسلمين دون تفريقٍ.. وقد أرسل الشيخ إبراهيم سليمان قصائدَه الوطنيةَ داعيًا إلى الاتحاد الأخوي في أراجيز سهلة، ذاع منها قولُه:
الشيخُ والقسيسُ قسيسانِ * * * وإنْ تشأْ فقُل هما شيخــــــانِ
وفي هذه الورقة نقدم نموذجا لعالم أزهري جليل ومصري أصيل ووطني كبير اشترك في ثورة 1919م، .. إنه العلامة المحدث “علي بن سرور الحسني الأزهري الزَّنْكَلُوني”، ذلك العالم الأزهري الجليل والمصري الأصيل الوطني والذي يعد من الرموز التي أسست للوطنية المصرية وهو وطني غيور على مصر وأهلها، ، كما كان رحمه الله مثال العالم العامل، والمفكر الحر الجريء يقول ما يعتقد، ويدافع عما يعتنق، ويجهر بآرائه في صراحة نادرة المثال، كان من أبرز العلماء المشاركين في ثورة 1919وكان من خطبائها. وكان معروفاً في زمانه بسعة الأفق ، والمتابعة لمشكلات العالم الإسلامي.
ولقد كان خطابه أثناء الثورة 1919م يتصف بالتعقل والاعتدال أكثر من صاحبية عبد اللطيف دراز ومحمود أبو العيون يقول الأستاذ إبراهيم البعثي :« .. ومن الذكريات التي توضح التفاوت بين شيوخ الأزهر وقتئذ، أن المرحوم الشيخ الزنكلوني صعد إلى منبر الأزهر وألقى خطابا كان في أسلوبه – كما تراءى للشيخ دراز – ما لم يكن يلائم الظرف، رأى فيه الشيخ دراز “كلام عاقل في وقت نريد فيه الثورة” فقال الشيخ دراز لصديقه الشيخ محمود أبو العيون: يجب أن تعقب على الشيخ الزنكلوني”.
وكان الشيخ من محبى الشيخ المراغي ومن المؤمنين بمشروعه الإصلاحي للأزهر وكان ضمن السبعين الذين فُصلوا من الأزهر سنة 1350 أيام الشيخ الأحمدي الظواهري، ثم لمَّا تولَّى الشيخ محمد مصطفى المراغي مشيخة الأزهر مرة ثانية أرجعهم إلى وظائفهم.
علاوة علي أنه كان فيه مثال العالم العامل، والمفكر الحر الجريء يقول ما يعتقد، ويدافع عما يعتنق، ويجهر بآرائه في صراحة نادرة المثال. والذين يعرفون الأستاذ الشيخ الزنكلوني كثيرون في الأزهر وفي خارج الأزهر، وإنك لتستمع إلى الرجل منهم يحدثك عن إيمانه بربه، وقوة يقينه، وصفاء نفسه فتأخذك الروعة، ويملكك الإعجاب، ولكنك تبحث عن رجل واحد من أصدقاء هذا الفقيد العظيم قد اهتم بأن يؤرخ له، أو يرسم صورة ولو مصغرة لحياته، أو يجلو للناس بقلمه ناحية العظمة فيه فلا تجد.
هذا العالم مصادر ترجمته قليلة للغاية، وهو من تلاميذ محمد عبده، وأصدقاء رشيد رضا، وله كتاب الدعوة والدعاة مطبوع بمصر، وأوله ترجمة له بقلم حفيده. وله نظرات كثيرة في القرآن الكريم.
وقد ولد الحسني الأزهري الزنكلوني سنة 1288 هـ أو 1289 هـ بقرية الزَّنْكلون بمدرية الشرقية، وتلقى سنين تعليمه الأولى بالجامع الأحمدي بطنطا، ثم ارتحل إلى الأزهر الشريف، وتتلمذ على جماعة؛ منهم: الشيخ محمد عبده رحمه الله وأحبَّه، وكانت تربطه علاقة حب ووفاء ومودة بالشيخ رشيد رضا صاحب المنار وحصل على العالمية سنة 1312، ثم تصدر للتدريس بالأزهر، وقد قال أسامة الأزهرى فى أسانيد المصريين: تصدر للتدريس ، فكان من دروسه أن درَّس تفسير : ( الكشاف ) للزمخشري في الرواق العباسي بالأزهر الشريف ، و أفادني بعض إخواني الكرام أن العلامة السيد عبد العزيز بن الصديق الغماري ممن حضر تلك الدروس.
تحميل كتاب علي سرور الزنكلوني أيقونة الأزهر الشريف في ثورة 1919 pdf رابط مباشر PDF