تنزيل تحميل كتاب قلة الأصل بين نكران الجميل وغباوة الجحود PDF مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةمنذ القدم وحتى اليوم والبشر قد توارث عن الأجيال السابقة الكثير من الحكم والمواعظ في التعامل منها ما يتم تداوله على أنه نوع من أنواع الأمثال الشعبية، حيث تخرج تلك الأمثال عن المواقف المعينة التي يراها الناس وتبدأ في التداول بينهم حتى يصبح مثل يضرب في نفس المواقف المشابهة، وقلة الأصل من الصفات التي لا يفضلها الناس؛ حيث يعد الشخص قليل الأصل ناكر للجميل وانه لا يدين بالفضل أبدا لأي شخص في الحياة ، والأصل في المعني تعني أصل كل شيء تتعامل به من أكل و طعام وشراب وكل ما يحيط به فأصل الأثاث المنزلي الذي تجلس عليه هو الشجر وأصل العيش هو القمح وهذا هو الأصل لو أردنا تعريفه كمصطلح وعكس الأصل هو قلة الأصل والتي لا تخرج إلا من الأنسان والتي تدل على نكران الجميل بالإضافة إلى قلة الوفاء في حياة الشخص نحو الآخرين، ومنذ القدم وحتى اليوم وردت الكثير من الجمل والأمثال؛ خاصة الأمثال الشعبية عن قلة الأصل وكيف نتعامل مع الشخص قليل الأصل؟
وهنا قررت أن أكتب هذا الورقة عن “قلة الأصل” بين نكران الجميل وغباوة الجحود ” ، خاصة من تقابلهم في الحياة وتعطيهم من وقتك وتخلص لهم فى حياتك وتساعدهم فى حياتهم وتهتم بهم ولكن تكون النتيجة نكران الجميل والمعروف، وقد حان الوقت الآن كي أكتب في هذا الموضع ، خاصة بعد أن تعرضت لأزمة شديدة خلال الأيام الماضية في العمل كشفت لي بما لا يدع مجالا للشك أن تلميذك الذي علمته “فلسفة البحث العلمي”، قد ينقلب عليك فجأة ويصبح عدوك في العمل ، وكنت لا أصدقك هذه الكلمة : ” عدوك ابن كارك” ، لكن بدأت أصدقها ، خاصة بعد أن كانت أمي رحمة الله عليها ، عليها كانت تسمعني دائما وباستمرار تلك الكلمات : (عاتب الأصيل ولومه… واترك الواطى ليومه) ، (قليل الاصل لا تعاتبه ولا تلومه.. لان قله الاصل طبع فيه من يومه.. أصله خسيس الطبع وندل من يومه.. لو كان فيه خير كان يبقى لأهله وقومه.. أرخص مافيه نفسه وأغلى مافيه هدومه.. الخ.
وهنا تذكرت ما قاله الأستاذ “تامر جلهوم” (في مقاله له بعنوان “هكذا يكون قليل الأصل”) ؛ حيث قال ذات مره وكأنه يحكي لسان حالي : كتبت.. تلميذ وقال للقلم اكتب كما الأستاذ، كتب القلم يا ناس بكلام كتير إعجاز.. أصل الحكاية تلميذ ويا أستاذه.. التلميذ قليل الأصل واتحكم فى أستاذه.. عمل عمايل غلط… مهو أصله مش باقى.. مش عارف أن الدنيا فيها لقا وتلاقى.. كان فاكر أن القرش راح يفضل معاه باقى.. ودارت الأيام.. ومرت الأيام.. والتلميذ احتاج لأستاذه.. أستاذه لما عرف.. وقف معاه فى شدته.. شاله من أزمته.. وقال له أستاذى بقى… فتعجب الأستاذ فقال له: مش هعاتبك ولا هالومك أصلك قليل الأصل من يومك.. فكتير بنعرف ناس ونصادف ناس ونرتاح ويا ناس عن ناس ونساعد ناس ونحب ناس ونعلم ناس وفى الشدة والفرح نكون معهم.. ولكن بعد فترة نجدهم تنكروا لنا وتباعدوا عمداً عنا وأداروا لنا ظهورهم.
ليس هذا فقط بل قد يتحول التلميذ إلى أبعد من ذلك ، يتحول لعدو يقطع علاقته معك أو يقول عنك أشياء ليست فيك وتخرج عليك الإشاعات رغم معروفك معه.. رغم أنك وقفت معه فى وقت تخلى عنه الجميع.. رغم أنك أعطيته من وقتك واستمعت له ولهمومه بعد كل هذا لا يعبء بك ولا يهتم ويتركك.. وقد يتعمد بأن يسبب لك المشاكل.
وهناك صديق حبيب سألته يوماً : لماذا يحدث هذا معي؟… فأجابني قائلا لأنك نبت نبتا في غير موضعه ، فكل معونا بما ينضحوا ، وقليل الأصل ناكر للجميل والمعروف.. فطب خاطرا ولا تحزن لأن تلاميذك الذين قطعوا علاقتهم بك وابتعدوا بعدما أخذا ما يريدونه منك أصبحت الصورة واضحة لك حتى تتعرف على طبائعهم الحقيقية هذا فضل كبير وهذا كله يصب فى مصلحتك ومعروفك لم يذهب هباءً أو لم تستفد منه شيئا.. لماذا؟ لأن العلاقة انقطعت وأنت في بداية الطريق ولم تتداخل معه ولأنك صاحب فضل ومعروف كشف الله لك هؤلاء التلاميذ في بداية الطريق حتى لا تخسر أكثر مما خسرت، وحتى لا ترتبط معه أكثر بطريقة لا تستطيع الفكاك منه أبداً هذا ما فعله جميلك، ومعروفك أنقذك من أمر لو استمر كانت النتيجة ستكون أكبر مما عليه. )… ولهذا أقول لك : اتق شر من أحسنت إليه ، لأن من تُحسن إليه كانت يداك عليا عليه ، فإذا ما أخذ حظاً من الحياة ، تجده جالسا أمام الناس نافشا ريشه ، وعندما تدخل عليه فيحب ألا يراك ، وربما يصنع لك المكائد كي يتخلص منك ، لأن الوحيد الذي تدوس علي كبرياءه
تحميل كتاب قلة الأصل بين نكران الجميل وغباوة الجحود PDF رابط مباشر PDF