تنزيل تحميل كتاب محمود مختار الفنان العبقري الذي روض الحجر pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةالفنان غالبا ما يكون سابقا لعصره وأكثرهم خيالا ، فالفنان هو ركيزة الحضارة والقائد لعملية التطور ، فدخوله لأي مجال يحوله من عالم المعقول إلى اللامعقول ، ومهما كانت أدواته وخاماته بسيطة فيمكنه أن يجعل منها فنا عظيما .
وفن النحت من الفنون القديمة قدم الإنسان ، ويعد أحد أنواع الفنون التشكيلية ، ويرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد ، ففي الأْصل كان النقش ، والتشكيل ويمارس هذا الفن على الصخور والمعادن و الخشب ومواد أخرى ، وأجبرت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية خلال القرن العشرين النحاتين على أن يستخدموا أساليب ومواد تختلف عما كان يستخدمه النحاتون الذين سبقوهم ، ويعد فن النحت أحد جوانب الإبداع الفني ، و نجد نماذج النحت في الحضارات القديمة باختلاف أشكالها في الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية مع اختلاف غرض الاستخدام ، وعادة كان المقصود من هذه النماذج هو النواحي الدينية للتعبير عن الآلهة المختلفة الخاصة بهم .
وقبل أن تشتعل أنفاس ثورة ١٩١٩ والتي جاءت نتيجة لتراكم الغضب المصري بسبب التدخل الأجنبي في الشئون والأحوال المصرية، كان الفن التشكيلي آخذًا مكانته ووضعه بين الفنون في مصر، وذلك منذ أن تأسست كلية الفنون الجميلة المعروفة بـ”مدرسة الفنون الجميلة” فى ذلك الوقت؛ وكان الأمير يوسف كمال (أحد أبناء الأسرة المالكة فى مصر) آنذاك شغوفًا بالفن ومحبًا شديدًا له، وزاد تعلقه به بعدما طرح النحات الفرنسى «جيوم لابلان» فكرة تأسيس مدرسة للفن، فقام “كمال” بتأسيس مدرسة الفنون الجميلة بمنطقة درب الجماميز منذ عام ١٩٠٨، وكانت مفتوحة أمام كل من لديه موهبة فنية، وكان لا يشترط سنًا معينة ومجانًا أمام كل الموهوبين، وكان شرطه الوحيد أن يخضعوا إلى اختبار قبول ليكون فيصلًا أمام قبولهم بهذه المدرسة التى أخرجت بعد ذلك كوادر فنية دولية وعالمية.
وقد جاء الفنان والنحات “محمود ابراهيم العيساوى مختار” (10 مايو 1891 – 28 مارس 1934) كأول المنضمين لمدرسة الفنون الجميلة، وكان أيضا الخريج رقم واحد منها في 1911، حيث كان ترتيبه الأول على دفعته، كذلك كان أول نحات عربي ومصري يبعث لدراسة الفن في أوربا في العام نفسه على نفقة الأمير يوسف كمال منشئ المدرسة وراعيها، وهناك في باريس وجد الاهتمام والحفاوة من الأوساط الفنية، مما شجعه على الإقامة بها بعد انتهاء دراسته.
وتشاء الأقدار بأن يكون محمود مختار أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت ، وأحد أهم وأشهر النحاتين بمصر والعالم، كما تشاء الأقدار أيضا بأن يكون صاحب تمثال نهضة مصر الشهير؛ فمن يد الفنان الفرعوني الذي نحت أشهر التماثيل في العالم منذ آلاف السنين، التقط النحات المصري محمود مختار الإزميل ليعيد في بدايات القرن العشرين إحياء هذا الفن الذي أهمله المصريون لقرون وليكون أول مثال مصري منذ عصر الفراعنة ؛ حيث تقف الفلاحة السمراء بشموخ لتشيح طرحتها التقليدية عن وجهها ذي القسمات التي تشع قوة وسكينة وصلابة وعذوبة في آن واحد بينما عيناها تتطلعان إلي أفق المستقبل. يدها اليمني تلمس رأس أبو الهول تستمد منه قوة ومجد التاريخ بينما هو الذي ظل قابعا آلاف السنين يأخذ في النهوض علي قدميه.. تقف الفلاحة السمراء بشموخ لتشيح طرحتها التقليدية عن وجهها ذي القسمات التي تشع قوة وسكينة وصلابة وعذوبة في آن واحد بينما عيناها تتطلعان إلي أفق المستقبل. يدها اليمني تلمس رأس أبو الهول تستمد منه قوة ومجد التاريخ بينما هو الذي ظل قابعا آلاف السنين يأخذ في النهوض علي قدميه.
ومن تمثال ” نهضة مصر” أخذت أعمال “محمود مختار” تمثل البداية الرائعة لحركة فن النحت الحديث، ليس في مصر وحدها ة لكن في البلاد العربية كلها.. ذلك لأنه حقق شهرة واسعة وحظي بتكريم جماهيري لم يفز به أي فنان مصري آخر، سواء في حياته أو بعد وفاته على الرغم من أن عمره الفني كان قصيراً لوفاته مبكراً، إلا أنه نجح في أن يخلف تراثا كبيرا متميزاً من أعماله التي تضمنت تماثيل ميدانية وأعمال كثيرة تعبر عن حياة الريف والقرية المصرية ، وتمثل صورا للحياة اليومية التي أجادها إبداعا وعبر عنها بشكل فني رائع. ومن اعماله النحتية العظيمة لوحتان من الرخام الأبيض منحوتتان على جانبي تمثال ايزيس, يعتبران من معجزات النمنمة النحتية البارزة, أما تمثال ايزيس نفسه الذي يعلو القاعدة فهو بدوره رائعة منحوتة في الرخام الأبيض يصور الآلهة المصرية تجلس القرفصاء وترفع ذراعيها خلف رأسها مجللة بالحزن واللوعة على أوزوريس ومأساته في الأسطورة الفرعونية. وكأعمال كل العظماء كانت تماثيل محمود مختار ترديداً لنبض شعبه في حركته الاجتماعية نحو التغيير, مع الثراء قولاً وابداعاً حتى حين شكل تماثيله الصغيرة الشهيرة للفلاحات, التي انجز معظمها بين عامي 1924 و1930 ومن أهمها الخماسين والفلاحة التي تمسك جرتها بيد واحدة وتنحني عليها كأنها تملؤها, وغيرها من الاعمال التي توحي بالحركة وتنفجر بالديناميكية، أبدعها مفعمة بالقوة والحيوية والخصوبة والأنوثة المعتدة بنفسها، حتى تمثال المفاجأة المنحوت في الرخام الأبيض بارتفاع قدم واحد يلتقي فيه الحبيبان بلا اسفاف أو ابتذال, تتدلل الفتاة في رقة وعذوبة بينما يبثها الفتى حبه. كما نحت مختار تمثالي الزعيم المصري الشعبي سعد زغلول بالقاهرة والإسكندرية في الفترة ما بين عامي 1930-1932، لم يكن مختار مجرد نحات عبقري فقط، بل كان مفكراً يحس قضايا شعبه ويعبر بتماثيله عن رغباته وأحلامه.
علاوة علي أن محمود مختار كان ينفذ تماثيله بالخامة المناسبة للشكل والمضمون, فالمناجاة بالرخام الأبيض ووجه الفلاحة بالصلصال المصبوب برونزاً حتى تكتمل ملامس الصلابة والمشقة رغم الجمال, والحجر الصناعي لتمثال الخماسين حتى يوحي بهبوب العاصفة، وإن كانت أعمال محمود مختار كلها ذات روعة، إلا أن تمثال نهضة مصر فله قصة منفردة، فبعد أن نال شهادة الشرف من معرض الفنانين الفرنسيين عام1920 على نموذج لتمثال تتقمص فيه مصر جسد فلاحة, تقف ممشوقة في عظمة واعتزاز تلفها غلالة من الخلود, أما القوى الوطنية فتتمثل في أبي الهول تلمسها مصر الفتاة بيد سحرية لتبعث من جديد وتستيقظ بعد طول رقاد… تعبيرات عميقة هادئة توحي بالتصميم على المضي قدماً في طريق الثورة, التي اندلعت قبل عام واحد. تبنى بعض المفكرين البارزين في ذلك الوقت فكرة إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة الكبرى. ولإنجاز ذلك الهدف ، تمت الدعوة إلى تنظيم اكتتاب شعبي لإقامة التمثال .
تحميل كتاب محمود مختار الفنان العبقري الذي روض الحجر pdf رابط مباشر PDF