تنزيل تحميل كتاب هاشم صالح وموقفه من الفكر العربي والقطيعة الإبستمولوجية pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد هاشم صالح واحدا من المترجمين السوريين الذين ترجموا أغلب أعمال محمود أركون ، وهو من أبرز المفكرين التنويريين العرب الذين اهتموا بقضايا قضايا التجديد الديني ونقد الأصولية وقضايا الحداثة وما بعدها، ونقد الواقع العربي المعاصر .
ولد عام ١٩٥٠، وناقش رسالة الدكتوراه حول النقد الأدبي العربي تحت إشراف المفكر “محمد أركون” سنة ١٩٨٢، علاوة من كتبه التي من أهمها : “معارك التنويريين والأصوليين” ، ومدخل إلى التنوير الأوروبي ، والانسداد التاريخي، ومعضلة الأصولية الإسلامية، ومعارك التنويريين والأصوليين في أوروبا، الإسلام والانغلاق اللاهوتي.. الخ؛ بالإضافة لمقالاته الرائعة بجريدة الشرق الوسط والتي تحدث فيها في سلسلة من المقالات عن أسباب فشل التنوير في العالم العربي، مخاضات الحداثة التنويرية؛ القطيعة الإبستمولوجية في الفكر والحياة، الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ،
وكثيراً ما يستعرض هاشم صالح سِيَرَ (التنويريين) وحيواتهم، قبل أنْ يدخل في رؤوسهم، ويعرض أفكارهم، ربما لأنه من المؤمنين بأنَّ ما في الرأس لا بد أنْ يظهر على الجوارح، ومن الأفكار الموقفة التي نناقشها هنا موقف هاشم صالح من الفكر العربي والقطيعة المعرفية ، وله ورقة في هذا الشأن ، حيث يقول :” يمكن القول، إن الغرب اللاتيني المسيحي شهد، منذ عصر النهضة في القرن السادس عشر، جهودا متواصلة هادفة إلى تحرير الفكر من هيمنة الوحي الديني المسيحي، الخارق للعادة، بغية تشكيل معرفة وضعية تجريبية، محسوسة، قائمة على البرهان والعيان فقط. وكلما، راحت العلوم الفيزيائية الدقيقة تبرهن على فعاليتها، في اكتشاف قوانين الطبيعة، وتفسير الواقع الموضوعي، راحت العلوم النظرية، وبخاصة علم اللاهوت، تعاني من الاحتقار والازدراء، بصفتها علوما ذاتية غيبية، لا قيمة موضوعية لها. وقد استمر هذا التوجه الفكري في الصعود، حتى وصلنا في القرن التاسع عشر إلى النزعة العلموية الوضعية المتطرفة؛ أي عبادة العلم، والاعتقاد بأنه قادر على كل شيء، وليس فقط تفسير قوانين الطبيعة. وقد أدى ذلك إلى حذف الدين في أوروبا، بعد أن كان مصدرا للحقيقة العليا المعصومة التي لا تناقش طيلة قرون وقرون، وإحلال العلم الفيزيائي أو الطبيعي محله.
ثم زادت كما يقول هاشم صالح من حدة هذا التوجه الوضعي، تلك النجاحات الصارخة التي حققتها الحضارة الصناعية والتكنولوجية في القرن العشرين. انظر الآلات والمخترعات الباهرة في كافة المجالات، وقد خففت من الجهد العضلي، وأراحت الإنسان إلى أقصى حد ممكن؛ فكيف يمكن ألا يحب العلم، بل ويعبده عبادة؟ وهكذا أصبح العقل الحديث مضادا كليا للعقل القديم الذي ساد العصور الوسطى في الجهة الإسلامية، كما المسيحية. ولكن هل ينبغي أن نحتقر كل الفكر والمعارف التي سادت في العصور الوسطى، لكي نكون حديثين؟ ألا ينبغي أن نتواضع قليلا، ونعطي لكل ذي حق حقه؟ أليست المعرفة الدينية أو الروحية تتموضع على مستوى آخر، غير المعرفة العلمية الفيزيائية الموضوعية؟ ألا يمكن القول بأنهما تتكاملان، بدلا من أن تتناقضا وتحذفا بعضهما بعضا؟ لماذا نريد أن نحذف الدين بحجة العلم؟ نقول ذلك، وبخاصة أننا ندعو إلى الفهم المستنير للدين، لا الفهم الظلامي القديم.
ويسنطرد هاشم صالح فيقول :” في الواقع، إن العصور الوسطى المسيحية عانت من هذا الاحتقار العلمي، إن لم نقل العلموي، تماما كما عانت منه العصور الوسطى الإسلامية. وبالتالي، فالغرب لم يفعل ذلك فقط من أجل النيل من الإسلام وتراثه، كما يتوهم الكثيرون عندنا. (انظر الهجوم العنيف على الاستشراق الأكاديمي؛ وهو هجوم ظالم في رأيي. وحده الهجوم على الاستشراق المسيس الرخيص مبرر ومشروع). وإنما فعل نفس الشيء مع تراثه المسيحي، كما ذكرنا. وبالتالي، فقد هاجم العلم الغربي، الواثق من نفسه إلى حد الغرو، كل الأديان، وليس فقط الإسلام. فالكتب التي تنقد المسيحية، وتهاجمها في الغرب، لا تحصى ولا تعد، بل وبعضهم يشكك بوجود المسيح ذاته، ويعتبره شخصية أسطورية، لا تاريخية. نعم، لقد أصيب العقل الغربي بالغرور، بعد أن حقق كل هذه الاكتشافات المذهلة في كافة الميادين، وأعتقد أنه قادر على كل شيء. وعندئذ، راح يحتقر كل المعارف السابقة للبشرية. وبلغت هذه النزعة ذروتها عنده، إبان القرن التاسع عشر، وحتى منتصف القرن العشرين؛ أي أثناء سيطرة العرقية المركزية الأوروبية، والعقلية الاستعلائية للبورجوازيين الفاتحين.
تحميل كتاب هاشم صالح وموقفه من الفكر العربي والقطيعة الإبستمولوجية pdf رابط مباشر PDF