تنزيل حتى يطمئن قلبي- حكاية روح سهر الخامسة كاتب مسرحي وروائي مصريما إن اجتزت عتبة باب التاريخ حتى اكتشفت أن مصر لونها رمادي..
والبشر مشاعرهم أغلبها اصطناعي.. وعيونهم حزينة ورهيبة ومرتابة بشكل كبير..
ما إن اجتزت عتبة المعرفة حتى واجهت قنابل الجهلاء والأغبياء وزعماء فكر بلا
روح أو ذاكرة أو إدراك.. ما إن اجتزت عتبة ميدان طلعت حرب وأنا أبحث عن هوية
الشخصية المصرية في كتابة الرواية حتى وجدتني في غليون التناقضات بين
عشب الحشيش والتبغ الرديء وقهوة عاطف في مقهى البستان ورجال بنظارات
يجلسون على طاولات وأحاديث جوفاء كالفشار والكل يدعي أنه يعرف سر صولجان
الكلمة وسحرها الخارق.. ما إن اجتزت عتبة الصفحة الأولى من الرواية حتى
هاجمتني ذكريات شعب فاجر وعوائق أحلامي الصغيرة المحبطة وانتحلت عباءة
ارسبوتين والحلاج وهيرمان هسه وقناع أبي ذر الغفاري والحسين واخناتون وتحولت
لغتي إلى رموز غامضة ولست ملزما بفكها.. ما إن اجتزت عتبة القلق حتى انتابني
قلق جديد فالكتابة ليست بنعيم بل شقاء وجحيم..
أنا لست السارد هنا. في هذه الرواية أو المسرحية أو الفيلم بل هم أبطال
الرواية وأبطال المسرحية وأبطال القصة وأبطال الفيلم.. الكاتب ليس وظيفته أن
يتدخل في كل شيء بل يترك المساحة للأبطال أن يتحركوا ، ينفعلوا ، أن يمارسوا
الحياة أو يحتلوا الموت، أن يمارسوا الفضيلة أو يدنسوا براءتهم بالرذيلة لأنهم بشر
وليسوا ملائكة.. فهم أبناء الحياة والحياة ورطة فهم وطنيون وخونة شرفاء
وفاسدين . ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها
أنا لا أحكي التاريخ ولا أروي لكم بل أصححه.
حتى يطمئن قلبي- حكاية روح سهر الخامسة رابط مباشر PDF