تنزيل دور الوقت في الصحة والمرض – الطبعة الثانية طبيب في الأمراض الباطنة، ومهتمّ بالأدب العربي والبحث العلمي.لا يمرُّ يومُ الإنسان وغيره من الكائنات الحيَّة على وجه الأرض على نَسَقٍ واحد من حيث حالتُه النفسية والجسديَّة والسلوكية. ولقد عرفَ العلماءُ ذلك، بل لاحظه البشرُ منذ فجر التاريخ، من خلال تغيُّر حالة النباتات على الأقلّ؛ فمع كلِّ مدّة أو جزء زمني من اليوم تحصل تغيُّراتٌ فـي دورة الضِّياء والظلِّ وفـي معطيات البيئة والـمحيط. ومع هذه التغيّرات يطرأ بعضُ التبدّل على جسم الإنسان ومزاجه. ومن أجلى الظواهر الدالَّة على ذلك أنَّ الكثيرَ من الحيوانات تأوي إلى الهجوع أو السكون مع بَدْء حلول الـمساء، بينما ينشط بعضُها الآخر. وفـي كلتا الحالتين هناك غاياتٌ وأهداف. ولكن يبقى الليلُ مسكنَ النوم والهدوء، ويظلّ النهارُ باعثَ النشاط والحركة. وقد ظنَّ بعضُهم أنَّ هذه التغيُّرات مرتبطة بتعاقب الضوء والظلام فقط، لكنَّ علماء آخرين وجدوا أنَّها تحصل أحيانًا مع مرور الوقت حتَّى فـي غياب عاملَـي النور والعتمة، لذلك فهناك عوامل أخرى ربَّما تسهم فـي الأمر. وقد تُمْلي تلك العواملُ على الإنسان وغيره من الكائنات الحية طبيعةَ نشاطه وحركته، مثل درجة الحرارة فـي الخارج وطبيعة الطقس وعوامل الخطر وغيرها. ومع ذلك، يبقى للنهار والليل بمختلف مراحلهما الدورُ الأكبر فـي التأثير. ولكن، ما ينبغي أن نُغفِلَ دورَ الأشياء التي تدخل الجسم، سواءٌ بشكل أدوية أو مستحضرات أو أطعمة، ومن أمثلة هذه الأشياء الهرموناتُ التي يتَّصف بعضُها بتأثيرات كبيرة فـي حالته ونشاطه وسلوكه عندما تُعطى للكائن الحيِّ.
يأتـي هذا الكتاب ليلقي الضوءَ على دور الوقت فـي الصحّة والـمرض من خلال طرح الكثير من الأمثلة على تغيّر الـمعالم الصحّية والأعراض الـمَرَضيّة في الجسم بحسب الوقت من اليوم، وتأثير الأدوية والعقاقير فيه تبعًا لذلك.
دور الوقت في الصحة والمرض – الطبعة الثانية رابط مباشر PDF