تنزيل ضرورة الاجتهاد والجهاد.. للنهضة الحضارية والتحرير.. شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.إن أساس أزمات ومشاكل أمتنا العربية الإسلامية هو قضية التخلف وفشل التنمية وحالة الجمود الحضاري الناشئ عن ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية.. وهذا مايجذب القوى الاستعمارية الغربية للنهب والإرهاب والتخريب.. حيث تتكالب شركاتها المتعددة الجنسيات وتسوق نمطها الفكري- الاجتماعي الاستهلاكي وتدعم الكيان العنصري الصهيوني المنفذ لمخططاتها وتعمل بشريعة الغاب والأنياب على استنساخ نموذجها الاستعماري المريض في بلادنا كحال الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والعراق..
وإذا كان العرب والمسلمون يبدون ضعفاء لايمتلكون صنع القرار والتحكم في ثروات بلادهم والتصدي الحضاري للإرهاب الرأسمالي الأوروبي الأمريكي، إلا أنهم ما يزالون يمتلكون ماهو أدوم وأفضل لبقائهم وعزتهم، وهو الإسلام بجوهره القرآني الكريم والنبوي الشريف، وهذا هو ما يجعل الهجمة الغربية الصهيونية تزداد شراسة ووحشية، وهذا ما يقصده الغرب المفلس بصراع الحضارات أو صدامها بينما هو بالحقيقة السلوكية والإعلامية عدوان أو إرهاب أو تخريب للحضارات العالمية، وبالتالي فإن الصدام ليس بالمحصلة بالسلاح أو التكنولوجيا أو صدام الغني بالفقير.. بينما هو صدام بين نمطين من التفكير، وأسلوبين من أساليب الحياة، وهو صراع بين قيم عقيدية إنسانية تنشر الرحمة للعالمين، وتركيبه فلسفية انحطاطية تبيد المستضعفين وتسرق خيراتهم وهذا ما يفعله الغرب حتى أصبحت جزءاً من حياته وفكره وسلوكه ومعيشته..ومن خبرات التاريخ الذي هو علم مستقبلي لأنه يمنحنا بمعارف وعبر ونتائج الظواهر والأحداث التاريخية السابقة مما يعطينا المبادئ الأولية في صياغة قوانين حركة وتفاعل وحوار وصدام المجتمعات نؤكد (إن العقيدة الإسلامية لم تكن قوة غالبة وحسب في إبان النشأة والظهور، ولكنها كانت قوة صامدة بعد مئات السنين، ولابد من تفسير لهذه القوة الصامدة كما لابد من تفسير لتلك القوة الغالبة.. أو لعل القوة التي تصمد أولى بالتفسير من القوة الغالبة، لأنها تدافع فتقوى على الدفاع حيث لاعدة عندها للغلبة في معترك الصدام والصراع..وصمود القوة الإسلامية في أحوال الضعف عجيب كانتصارها في أحوال الشدة والسطوة، ولاسيما الصمود بعد أكثر من عشرة قرون.. ولقد تداولت الدول بقاع الأرض من القرن السابع للميلاد إلى العشرين، قامت دول إسلامية ثم انهارت أمام المنافسين.. وتلاحقت الضربات على البلاد الإسلامية بين هزيمة واضطهاد وتمزيق وتفريق حتى تمكن منها المستعمرون.. وخيل إلى الناظرين أن الحاضر والمستقبل جميعاً للاستعمار، وأنه قد جمع القوة والعلم والحضارة فلا نجاة من قبضته للذين حرموا القوة والعلم والحضارة وأصبحوا في كل منها عالة على المستعمرين.. ثم انتهى القرن التاسع عشر فكيف رأى الناس منتهاه؟.. الاستعمار يتراجع ولا يظفر بغناء من سلطان المال والعلم والسلاح..) .
إن هذه التجربة الاستعمارية الغربية المريرة جعلت الأوروبيون والأمريكيون يعاودون السيطرة الاستعمارية في العصر الحديث بأسلوب أبشع وأكثر وحشية وهمجية لإضعاف القوة الإسلامية الصامدة، (والاستعمار في حقيقة أمره هو امتداد للحروب الصليبية، التي كانت في ظاهرها حروباً دينية، وفي باطنها حروباً استعمارية، وقد كانت العودة إلى احتلال بلاد العرب وبلاد الإسلام حلماً ظل يرواد الغربيين منذ هزيمة الصليبيين، فاتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شئونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات، ليتعرفوا على مواطن القوة فيها فيضعفونها، ومواطن الضعف فيغتنموها) .
ويحاول الغرب جاهداً أن يكتسب المعركة الثقافية الدينية ولذلك يقوم بالاستشراق والتبشير والتنصير حيث أنشأ كثيراً من المؤسسات والمراكز للقيام بتدريب وتثقيف وإعداد جموع كبيرة من المبشرين والمستشرفين، بلغ عدد هذه المراكز في أمريكا وحدها تسعة آلاف مركز للبحوث والدراسات منها مايزيد على خمسين مركزاً مختصاً بالعالم الإسلامي، ولليهود دور مهم في الاستشراق ولكن لاينعزلوا ويقل تأثيرهم فهم يعملون داخل الحركة الاستشرافية ليس كيهود بل كأوروبيين أو أمريكيين.. ووظيفة هذه المراكز تتبع ورصد كل ما يجري في العالم العربي والإسلامي ثم دراسته وتحليله مقارناً مع أصوله التاريخية ومنابعه العقائدية ثم مناقشة ذلك مع صانعي القرار السياسي، ليبنوا على أساس ذلك الخطط والاستراتيجيات وتحديد وسائل التنفيذ من إرسال بعض المثقفين العرب (كعملاء حضاريين) للغرب الذين يشغلون الناس بأمور مضيعة للوقت ولاتجدي نفعاً للمجتمع بل تزرع التفرقة والأحقاد، وتقوم بالتضليل الإعلامي وافتعال معارك فكرية وثقافية في أمور تاريخية أو تراثية أو أدبية أو اجتماعية.. بحيث يتم تصريف الطاقات الفكرية نحو الدفاع والجدل العقيم.. بدلاً من توجيه هذه القدرات العقلية والنقدية نحو البناء والإعمار وابتكار كل ماهو جديد في جميع مجالات الحياة والعلم والتقنية.. وهذا الهدر للطاقات الاجتماعية يمهد للتخلف ويفشل التنمية مما يؤدي إلى سهولة استبداد البلاد وتخريبها عسكرياً واحتلالها استعمارياً..
وإن الاستعمار العسكري الغربي قد عاد كأسلوب إرهابي في العصر الحديث مترافقاً بألوان أخرى من الاستعمار الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي بهدف هدم قيم المجتمعات وتزييف تاريخها وطمس هويتها الإسلامية لأنه يعد الإسلام أكبر عائق في مواجهة الرأسمالية والمادية والوثنية والشيوعية.. وهذه القوى المتخاصمة فيما بينها تاريخياً سرعان ما تلتحم في كيان واحد إذا ظهرت نهضة علمية صناعية في أي دولة إسلامية، فيضربونها ضربة رجل واحد، وهم إذ يتحركون لضربها تتحرك معهم كل أدواتهم الإعلامية والفلسفية والاقتصادية والعسكرية والسياسية.. لتقضي على هذه النهضة العلمية الإسلامية..
ولكن إن في الإسلام قوة في ذاته هي التي ضمنت لشعوبه الصمود والبقاء بالإضافة إلى الانتشار الفكري للإسلام في الشعب الأوروبي والأمريكي نفسه لاسيما بين المفكرين والباحثين والعلماء.. لأن العقل الغربي الذي ملت غرائزه الشبع والتخمة إلى حد القرف والشذوذ والانتحار..يبحث الآن عن مناهج حياة تعيد له خصائصه الإنسانية وقد وجده في الإسلام وهذا مانلاحظه في بعض البحوث الاجتماعية والدراسات الاحصائية، فمثلاً:
1- تلقي اسرائيل وأمريكا صفعة من قبل الرأي العام الأوروبي الذي اعتبر بنسبة أكثر من 59٪ من الشعب الأوروبي بأن إسرائيل تشكل أكبر خطر على السلام العالمي، وإن 86٪ من الأوروبيين يريدون إقامة علاقات طيبة وجيدة مع العرب والمسلمين هذا على الرغم من التضليل الإعلامي الغربي الذي تسيطر عليه الصهيونية، وهذا الاستطلاع أساء قادة الاتحاد الأوروبي لأن معظمهم لايعكس ولايعبر عن رأي الجمهور الأوروبي .
2- تلقي أسرائيل وأمريكا صفعة أخرى، فأكثر من 95٪ من الشعب العربي يعتبر أمريكا دولة مارقة وخارجة عن القانون الدولي، بينما أكثر من 88٪ يعتبرونها دولة كاذبة وخادعة، وتقوم على الشر والإبادة فهي أبادت الهنود الحمر، وتجرب الأسلحة الكيميائية والجرثومية على التجمعات السكنية للشعب الأمريكي نفسه لاسيما المزارعين منهم، فإن التحالف الأمريكي- البريطاني هو محور الكذب والشر، وأصبحت أمريكا مثل القطط عندما طلبت الحل السلمي مع كوريا الشمالية لأنها تهددها وقادرة على ضرب عمقها الجغرافي بالصواريخ النووية .
وإن الشعب الأوروبي والأمريكي يقبل على اقتناء نسخ من القرآن الكريم وشراء كتب تتحدث عن الأمة العربية والإسلام والحضارة العربية الإسلامية، وهذا يدل على أمرين :
أ- إن هذا الشعب يجهل الكثير عن عقيدتنا وقيمنا وحضارتنا وتراثنا..
ب- قصورنا الإعلامي في تبليغ حضارتنا العربية والإسلامية للعالم .
الإطار العام لاجتهادنا :
1- إن المطلوب من الخطاب العربي- الإسلامي استحضار البعد العالمي القرآني وهذا يحتم تناول مشكلات الواقع الإنساني وتحليلها بشكل إيجابي قادر على استيعاب ماتشهده الإنسانية من مآزق في جميع المعارف ومحاولاً تجديد الحضارة الإنسانية انطلاقاً من مبادئ الإسلام التي تنشر الرحمة للعالمين، وعندما يعلم الشعب الغربي معاني وقيم الإسلام وحضارة العرب والمسلمين لابدّ له أن ينتقل إلى ممارسة الحوار الهادئ مع الشرق العربي والإسلامي لأن الشعوب والمجتمعات في طبيعتها الفطرية تميل نحو السلام والمحبة والأمن..
وإن قوة العالم العربي- الإسلامي لاتكمن في موقعه الاستراتيجي وما يملكه من قدرات بشرية وموارد طبيعية فقط بل من عالمية الرسالة الإسلامية التي تعطي للحياة معنى وللوجود هدف وللبشرية غاية جميلة تسعى إلى الأمن والسلام، فالدين الإسلامي جوهره الإيمان، والإيمان تصديق بالقلب، أما الأعمال الظاهرة فقد تكون ترجمة لما استقر في القلب من يقين إيماني، ومادام الإيمان يقينا قلبيا يستقر في داخل الإنسان فإنه لا يأتي إلا عبر الاقناع والاقتناع الروحي والعقلي، فجوهر الدعوة للدين هي الحوار والسلم والأمن وليس الإكراه والقتل والعنف، وقد كانت تعاليم القرآن الكريم واضحة وجميلة ومعجزة في نفس الوقت عندما حدد الله تعالى لرسوله الكريم سبل الدعوة: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .
وإذا كان الغرب لايعرف لغة الحوار الحضاري وإنما يشعل حروباً ويحتل أرضاً ويسرق شعباً فإننا نحن العرب والمسلمين نؤمن بالحوار مع أبناء الإنسانية كلهم من منطلق تعلمناه من قيمنا العقائدية أولاً والحضارية ثانياً استناداً إلى منظور قرآني إنساني يقول الله تعالى فيه:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
والتعارف يعني الحوار والمحبة والمساواة ولايحتمل العداء والفوقية ولايستغل الضعيف ولايساند الظالم المعتدي .كتاب غني بالتحليل الحكيم والبحث العلمي العميق..
هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
ضرورة الاجتهاد والجهاد.. للنهضة الحضارية والتحرير.. رابط مباشر PDF