تنزيل ضوابط التعامل مع المخالف رؤية لمواجهة التطرف الفكري لدى الشباب أستاذ مساعد عقيدة وفلسفة بجامعة الأزهريكثر في هذه الأيام الخلاف بين طلبة العلم حتى يصل إلى حد الافتراق، ولا يُراعِى أصول الخلاف وضوابطه، ويصل الأمر إلى أن يقف كل واحد في جهة يراها صوابا ويرى ما عداها خطأ محضا.
وقد يتطور الخلاف حتى يصل إلى صورة من صور الإرهاب الفكري أو التكفير للطرف الآخر، رغم أن تراثنا يحفل بقيم عظيمة في آداب التعامل مع المخالف، هذه القيم كفيلة –عند تطبيقها- بوضع الخلاف في موضعه، وإعطاء كل ذي حق حقه.
وقد حذر الإسلام أتباعه من الانزلاق في هذه المزلة الخطيرة، فجاءت النصوص الشرعية التي تحذر من الغلو في الدين، والانحراف في فهم نصوص الشرع الحكيم .
ومن أعظم أسباب الانحراف في هذه الجانب عند المسلمين الجهل بفقه الخلاف وآدابه، حينها يطغى العنف في معالجة مسائل اجتهادية على الحوار، وتظهر المخاصمة والمنابذة مكان الصفح والتسامح، وقد يصل الأمر بالبعض إلى التكفير والبغي واستباحة الدماء، ويكون ذلك في مسائل المجتهد فيها مأجور، إما بأجر واحد عند الخطأ أو بأجرين عند الإصابة.
لذلك رأيت أن أكتب هذا البحث بعنوان (ضوابط التعامل مع المخالف.. رؤية لمواجهة التطرف الفكري لدى الشباب) لمحاولة وضع ضوابط وقواعد يهتدي بها الشباب المسلم في التعامل مع المخالف حتى لا يقع فريسة للتطرف والانحراف الفكري بسبب الجهل بهذه الضوابط وتلك القواعد.
ألتمس فيه آداب الخلاف كما وردت عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، كيف كانوا يختلفون، وكيف كان تعاملهم في ظل الخلاف، وما ينبغي أن يتحلى به كل مسلم تجاه المخالف حتى يكون خلافنا منضبطا بأصول الشريعة، مستظلا بظلها السمح، لا يخرج عن النهج الذي رسمه لنا الشرع الكريم.
ضوابط التعامل مع المخالف رؤية لمواجهة التطرف الفكري لدى الشباب رابط مباشر PDF