تنزيل طلائع الصمت سعيد حرور من مواليد مدينة القنيطرة من أسرة متوسطة الحال من بين تسعة أبناء سبع أخوات واخ واحد، وأنا واسطة العقد..
أسرة يجمعها الحب والإباء كذا كبرنا، وكذا تعلمنا لا نسكت على ضيم ولا نرضى قهراً، كانت الأنافة إيزارنا، وحب واحترام الغير اكتسبناه عن والدينا رحمهما الله، أبي في عهد الاستعمار كان مقاوما ولم يطلب تعويضا ولا سعى له. تربيت في هذه البيئة فتشبعت بأفكارها وأخلاقها.
تعرفت على أصدقاء تنوعت مواهبهم أكرمني الله بصحبتهم كان لديهم نهم على المطالعة وحب الدراسة خصوصا الدكتور الديبي محمد الذي مكننا من مكتبة والده رحمه الله. نختار من الكتب ما نشاء، ونرتوي منها، أنشأت مكتبة زينتها ببعض المؤلفات من دواوين وروايات كنا نقتنيها مما يتوفر لنا، تعلقت في هذه المرحلة المبكرة من عمري بديوان الشابي وكذا ديوان مواكب لجبران خليل جبران..
كانت اول باكورة قصيدة فراق التي كتبتها وانا لم اتجاوز السادسة عشر من عمري تلتها قصيدة بيروت الجريح الذي نشرت في مجلة براعم بإعدادية ابن عباد بالقنيطرة،انتابني شعور بالتفوق لا يوصف، فكان الاعتداد بالنفس خصوصا عندما لقبني زملاء الدراسة بالكاتب، كنت أجيد شرح القصائد الشعرية واختمها بعبارة هذا ما يريد قوله الشاعر كي أقفل باب الشرح من ورائي، جميلة هي العودة إلى أرشيف حياتنا، ليت ذاك الإحساس يعود يوما لأحكي له ما فعل بي العمر، وفي هذه المرحلة بالذات كتبت أول قصة بعنوان بلا أمل في السنة الرابعة من الإعدادي قصة حقيقية هي سيرة غيرية تقف على محطات مهمة من الحياة و همومها، وتنقل جزء من الثرات والعادات المغربية التي أصبحت تنقرض او انقرضت، مكنني من اقتحام هذا النوع صديقي الديبي، وأسلوب الحكي الذي كان يتميز به أبي وأمي وهما يحكيان لنا الاحاجي.
وفي الباكالوريا حصلت على هدية من أختي عبارة عن مجموعة من قصائد لافتات للشاعر الكبير أحمد مطر، حينها بدا التحول في هذا الاتجاه وسلكت مسلكه لان في داخلي ثورة مستعرة على أوضاع بئيسة تئن تحت وطأة القهر والمعاناة التي يعيشها الإنسان على امتداد الوطن العربي الذي سلم رقبته للقصاب، واحنى ظهره بعيراً للغرب في خنوع وخضوع.
امتدت رحلتي هاته إلى السنة الرابعة من الجامعة حيث اخترت بحث الإجازة في هذا الموضوع “هموم الأمة في شعر أحمد مطر”.
كان الثمن ان حرمت من إكمال الدراسة لنيل الماستر بعد اجتيازي امتحان الولوج لهذا الطور بامتياز. كما منعت عني الوظيفة، فكنت كلما سُحلت تطلع القصيدة زفرات من أعماق الجراح، القصيدة تغذت من الأوضاع الاجتماعية ومن واقع البؤس الذي يعيشه الإنسان.
ليس مهما من تكون المهم ما تتركه خلفك من أثر يدل عليك..
عنواني
إن شئت أن تعرفني
كلماتي تدلك على عنواني
سطور ألحاني تغنيك عن السؤال
لاتسل من أنا ؟
من أين جئت ؟
متى عَرفت الطريق ؟
لأرابط بقلاع صمتك بالمجان
أحطم ثمتال الإدعان
أعريه حثاً…
فيتهاوى مع مرور الزمان !!
ديوان طلائع الصمت ديوان شعري تم طبعه في دار النشر والطباعة المنستر بالعاصمة التونسية تونس، بدعم من الاديب القاص الليبي حسين بن قرين الدرمشاكي، فجمع بذلك بين ثلاث بلدان من المغرب العربي، لتوحد الثقافه بين أبناء الوطن الواحد، الذي فرقت بينهم السياسة العرجاء، والديوان الشعري تناول عدة قضايا عربية واسلامية، والوضع المزري الذي تعيشه شعوب هذه البلدان الذي استباحت خيراتها الدول الإستعمارية.
تنوعت قصائد هذا الديوان بتنوع الأحداث والقضايا، فكانت مرآة تعكس واقع الأمة العربية والإسلامية، ومعاناة الانسان…

طلائع الصمت رابط مباشر PDF

رابط التحميل