تنزيل علم الدلالة بين النظر والتطبيق إن البدايات أو المبادرات الأولى في الدراسة الدلالية في اللغة العربية بدت بتفسير غريب القرآن، ثم بتلك الوسائل التي تجمع ألفاظاً مختلفة، أو بجمعها موضوع واحد، إلى أن ارتقت في “عين” الخليل. ثم تبعها التأليف في غريب الحديث، وأول كتاب كان في هذا المجال “غريب الحديث” لأبي عبيد القاسم بن سلام الهدوي (224 هـ)، ثم تتابعت الدراسات الدلالية بعد ذلك، فمنها ما يتصل بنص أو موضوع واحد، وفيها ما يتصل باللغة بعامة وذلك من صنع المعاجم. وفي هذا الكتاب، دار البحث حول علم الدلالة وذلك من خلال دراسة تضمنت شقين، الشق الأول تناول الباحث فيه موضوع “الغريب عند أصحاب المعاجم في الحديث” مبيناً دور أصحاب معاجم غريب الحديث في تحديد سمات هذا العلم “semantics” قبل الاصطلاح على علميته بعدة قرون، أما الشق الثاني من الدراسة وهو “الدراسة الدلالية بين النظر والتطبيق” فقد شغل الجانب النظري فيه الفصلين الأول والثاني، أما الجانب التطبيقي فقد شغل الفصول الثلاثة الأخيرة.
في الجانب النظري بين الباحث مفهوم الدلالة عند علماء العربية، ثم جهود هؤلاء العلماء في الدراسات الدلالية، أم الجانب التطبيقي فبدأه الباحث بدراسة بعض العلاقات الدلالية مثل الترادف والمشترك والأضواء محاولاً التعريف بمفهومها عند علماء العربية وعلماء اللغة الغربيين، مبيناً أسباب حدوثها بناء على أمثلة وردت في معاجم غريب الحديث، ثم قام بعد ذلك بدراسة دلالاتها لارتباطها بالعقيدة والمجتمع، متناولاً بعد ذلك الألفاظ المعربة والدخيلة الواردة في معاجم غريب الحديث، مفتتحاً البحث بخاتمة ذكر فيها النتائج التي توصل إليها أو أضافها هذا البحث.
علم الدلالة بين النظر والتطبيق رابط مباشر PDF