تنزيل علم الكلام والحاجة إلى تجديده باحث في الفكر الإسلامي ومقارنة الأديانيعد علم الكلام واحدا من أهم الإنتاجات المعرفية التي كان لها دور هام في الإشعاع الحضاري للأمة الإسلامية، فهو علم يهدف الدفاع عن العقائد الدينية بالأدلة العقلية والرد على أصحاب النزعات الإلحادية والبدعية، معتمدا على منهج المناظرة والجدل ، وهذا ما جعل الكثير من علمائنا الأجلاء يعتبرونه أجل العلوم وأشرفها، منهم سعد الدين التفتازاني بقوله:” لما تبين أن موضوعه أعلى الموضوعات، ومعلومه أجل المعلومات وغايته أشرف الغايات، مع الإشارة إلى شدة الاحتياج إليه وابتناء سائر العلوم الدينية عليه ، والإشعار بوثاقة براهينه لكونها يقينيات يتطابق عليها العقل والشرع، تبين أنه أشرف العلوم لأن هذه جهات شرف العلم”.
هل كان المسلمون في حاجة الى علم الكلام في العصور الأولى؟ و هل نحن في حاجة إليه في هذا العصر؟ بمعنى آخر هل هناك إشكالات عقدية تقتضي و جود
هذا العلم في العصر الحاضر؟ و إذا كان المسلمون في حاجة إليه فهل يسعفهم علم الكلام القديم؟ أم لا بد من إنتاج علم كلام يتوافق و المرحلة التي يعيشها المسلمون ؟ و ما هي جوانب القصور في علم الكلام القديم؟ و ما هي الدوافع للمناداة بتجديده؟ و ماذا يعني التجديد في علم الكلام؟ هل يعني إنتاج علم كلام جديد؟ أم لا يعدو أن يكون إضافة شئ أو إزالته من البنية المعرفية لعلم الكلام القديم؟ وإذا كانت “النهضة لا تقوم إلا على أسس فكرية بإعادة بناء القديم وإلا ظل القديم هو الأساس النظري للنهضة الجديدة ، وغير قادر على أن يعطيها أسسا نظرية وبالتالي تفشل النهضة لعدم التطابق بين الموروث القديم كأساس نظري ، وبين تحديات العصر التي تقوم النهضة استجابة لها ”
هذه الأسئلة و غيرها هي التي حاول هذا الكتاب الإجابة عليها ومقاربتها معتمدا على منهجين وهما: المنهج التاريخي و المنهج المقارن. فالأول يساعد على تتبع الفكرة انطلاقا من منابعها الأولى و مسايرة لتطورها. و الثاني يمكن من مقابلة الأفكار و الآراء و مقارنة بعضها ببعض، حتى يقع الكشف عما بينها من اتفاق و اختلاف.
علم الكلام والحاجة إلى تجديده رابط مباشر PDF