تنزيل غير متاح يهتم هذا الكتاب بإبراز حقيقة جوهرية وهي أن السلوك الإنساني يتأثر بطبيعة التفاعل بين الجوانب الشخصية والظروف البيئية التي تحيط بالإنسان، هذا التفاعل يبدو مستمراً ومتأججاً فنرى على سبيل المثال أن الظروف الاقتصادية وحالة الكساد قد تسبب في ظهور حالات اليأس والإحباط لدى الشباب، بينما نجد أن غياب الاستقرار وفقدان الشعور بالأمن قد يظهر نوع من الإضطرابات السلوكية وحالات الخوف الشديد بين الأطفال.

وبشكل عام فإن هذا الكتاب يهدف إلى تزويد القارئ بالحقائق العلمية والمفاهيم الأساسية التي ترتبط بالسلوك الإنساني والعوامل البيئية والاجتماعية والثقافية التي تدفع هذا السلوك وتوجهه، ولقد نتج عن التطور العلمي، والتقدم التقني، أن بدأ الإنسان يفكر في حقيقة سلوكه والقوى الداخلية والخارجية التي تؤثر في هذا السلوك بشكل أو بآخر. فعلى الرغم من أن البيئة المادية الاجتماعية تشكل الجانب الأساسي في تشكيل هذا السلوك، إلا أن الإنسان -ككائن حي- يتشابه في الجوانب البيولوجية والنفسية والقدرات العقلية التي تشكل الإطار الخارجي لكيانه ودوافعه وطموحاته. ومن هنا فإن هذا الكتاب يساعد القارئ على تفهم وتفسير كافة العوامل البيئية والبيولوجية والنفسية التي تشكل السلوك الإنساني وتؤثر في نموه وتطوره وذلك وفقاً للمرحلة العمرية التي يمر بها الفرد وارتباطاً بطبيعة وظروف المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.

وسوف يستفيد من هذا الكتاب كافة المهتمين بدراسة السلوك الإنساني وطبيعته كذلك المتخصصين في الرعاية النفسية والاجتماعية والعاملين في مجال التربية والتأهيل النفسي والاجتماعي، وكذلك فإن هذا الكتاب سوف يمنح كافة القراء فرصة للتعرف على حقائق علمية هامة ترتبط بحياتهم وطبيعة التفاعل بينهم وبين الآخرين، فنرى أن الآباء قد يستفيدون من الحقائق التي يقدمها هذا الكتاب في كيفية تفهم سلوك الأبناء ودوافعه، كذلك فإن الأبناء من صغار السن قد يجدون في هذا الكتاب فرصة للتزويد بالمعارف الأساسية عن طبيعة الإنسان ومراحل النمو بشكل عام، وبالإضافة إلى ذلك فقد يرى الشباب في هذا الكتاب مرجعاً علمياً يشرح طبيعة التحديات والمتطلبات المتعلقة بمرحلة الشباب.

أما عن الأفراد الذين يعيشون المرحلة المتوسطة من العمر فلقد وضح الكتاب طبيعة هذه المرحلة ونوعية التحديات التي يواجهها الأعضاء خلال هذه المرحلة، وأخيراً فإن أعضاء المجتمع من كبار السن سوف يستفيدون من هذا الكتاب في فهم طبيعة مرحلة النضج من العمر وكيفية مواجهة هذه المرحلة من خلال التعود على أنواع جديدة من السلوكيات تمنحهم الأمل والسعادة للاستمتاع بهذه المرحلة الهامة والحيوية من حياة الإنسان.

وفي إطار تطوير وتحديث مناهج الدراسية في الجامعات العربية فلقد تم وضع هذا الكتاب وفقاً للمعايير الحديثة للكتاب الجامعي والتي تقوم على الأسس الفنية لمحتوى الكتاب وأساليب عرض المعلومات: أولاً: المحتوى: اعتمد الكتاب على نظرية الأنساق العامة والمفهوم البيئي كإطار نظري لمناقشة الموضوعات. تضمن الكتاب حقائق علمية ومعارف اجتماعية مستمدة من مجموعة من النظريات والنماذج العلمية ليثري المناقشة ويفيد القارئ في التعرف على جوانب النمو المختلفة برؤى متعددة.

اعتمد الكتاب في مناقشة تطور حياة الفرد ونموه، على النظرية الاجتماعية النفسية “لأريكسون”، مع الاستعانة بمفاهيم وتصورات من نظريات أخرى مثل النظرية الإدراكية/المعرفية “لبياجيه” ونظرية النمو الأخلاقي “لكولبرج” ونظرية نمو البالغين “لساشي” وغيرها. حدد الكتاب العوامل البيولوجية والنفسية والأنساق الاجتماعية التي تؤثر في مراحل النمو المختلفة، مع مناقشة تأثيرات البيئة الاجتماعية على جوانب النمو ووظائفه في كل مرحلة. تعرض الكتاب لموضوعات حديثة، وواقعية في كل مرحلة من مراحل النمو المختلفة مع توضيح وتحليل الأبعاد الاجتماعية لهذه الموضوعات والقضايا الاجتماعية المعاصرة.

ثانياً: العرض: التزام الكتاب بالمعايير الحديثة للكتاب الجامعي والتي تشكل المتطلبات الأساسية لنشر الكتاب الجامعي في مؤسسات ودور النشر العالمية حيث: تضمن الكتاب مقدمة عامة لأهداف الكتاب وأهميته وارتباطه بالمنهج التعليمي للعلوم الإنسانية. وضع المؤلف نوعين من الفهارس لمحتوى الكتاب: المختصر والتفصيلي، ليساعد القارئ على استطلاع محتوى الكتاب والفصول التي تحتوي على هذه المعلومات.

تم تقسيم الكتاب فصولاً أساسية متسلسلة وفق مراحل النمو الطبيعية لحياة الإنسان وقد وضحنا ذلك في مقدمة كل فصل، لمساعدة القارئ على تناول فصول الكتاب بشكل متناغم ومترابط ومتكامل. تم وضع مجموعة من الأهداف العملية كمخرجات دراسية يسعى الفصل الدراسي لتحقيقها، وذلك التزاماً بالمعايير الحديثة. استعان المؤلف بالصور والجداول والرسومات البيانية والأشكال التي تساعد القارئ على تفهم المادة العلمية.

وضع المؤلف ملخصاً في نهاية الفصل، ليمنح القارئ فرصة لتلخيص المادة العلمية والمحتوى الذي تم عرضه. أردف المؤلف في نهاية كل فصل حالة دراسية ترتبط بالمعلومات النظرية التي تم عرضها، لقياس مدى تفهم القارئ لمحتويات الفصل.
غير متاح رابط مباشر PDF

رابط التحميل