تنزيل غير متاح ” دارت الدنيا ببوكا . وانهمرت الدموع من عينيه . عدا نحو المدخل فاراً من هذا المكان ، من قطعة الأرض الخائنة هذه التي زادوا عنها بكل ما لديهم من إخلاص وعانوا من أجلها كل ما اقتضاه ذلك من ألم . وها هي تتخلى عنهم من دون وفاء ، فتحمل فوق ظهرها إلى الأبد ذلك البناء الضخم . ألقى ، من المدخل ، نظرة أخيرة ، كمن يغادر منزله إلى الأبد . ولم يكن ثمّة عزاء يخفف من الألم الشديد لهذه الفكرة التي انقبض لها قلبه …
في اليوم التالي ، في المدرسة ، حين كان الجميع جالسين في أمكنتهم ، ومشى السيد المعلم راتس ، وسط صمت ورعٍ ، صوب مكتبه بخطوات بطيئة وقورة وراح يتذكر بصوتٍ خافتٍ أرنو نمتشك ،
ثم دعا الصف بأكمله للإجتماع عند الساعة الثالثة من اليوم التالي بثياب سوداء أو غامقة على الأقل في شارع راكوش ، كان بوكا يحدّق أمامه مستغرقاً في التفكير . ولأول مرة ومضت في روحه النقية البسيطة فكرة الماهية الحقيقية لهذه الحياة . هذه الحياة التي تجبرنا على القتال كأننا عبيدها الذين يعملون تحت إمرتها ، بسكينة في بعض الأحيان ، هذا صحيح ، إنما بحزن عظيم في أحيان أخرى ” .
رواية هنغارية ذات شهرة عالمية عظيمة . حُوّلت إلى فيلم سينمائي مرات عدة ، وترجمت إلى عدد كبير من لغات العالم ، وباتت جزءاً من المناهج التعليمية .
غير متاح رابط مباشر PDF