تنزيل كتاب-المدرس-البليغ-مبادئ-أولية-لمشروع-قرائي-متعدد-الاستراتيجيات-pdf كاتب مغربي باحث في مجال التأويل وتحليل الخطاب .لتدريس الخطابات بمنهجيات متعددة، وبرؤى سليمة، ومفهوم صحيح للأدب، وامتلاك معمق بنظريته وبمناهج فهمه، دور كبير في صناعة المدرس البليغ، المدرس المتحكم في أسس الفهم وأدواته ، المدرك أن التأويل مهما كان اجتهادا لا بد له من ضوابط، الحريص على استحضار مرجعية الهوية والفلسفة العامة المتوافق بشأنها ثقافيا واجتماعيا وتربويا عند دراسة النصوص الأدبية وتحليلها وتقويم رؤيتها للوجود ومقاصدها، ومستوى بلاغتها الفنية والوجودية.
لا نريد أن نعيد في هذه المقدمة كل ما ذُكر عن مسؤولية التأويل في ما وقع للأمة قديما، وما يقع لها حاليا. ولكن في ما نرى وما نسمع من أهوال ما يستلزم تحسين أدوار المدرسة في ضبط أدوات الفهم، بل في جعل الفهم أولوية من الأولويات الكبرى لتحقيق علاقة دقيقة عالمة مع الخطابات، وبناء الإنسان انطلاقا من ذلك، وتوسيع دائرة الحوار، وتقدير مسؤولية ما نجنيه على الأمة من اصطناع كثرة الخصوم بسبب سوء الفهوم.
ترتبط بهذا المدخل كل الإشكاليات المتعلقة بتدريس النصوص مدرسيا: هل حققت منهجية تدريس الأدب أهدافها؟ أيحصل لدى المتعلمين تعلق بالأدب وفنونه تبعا لما يسعى إليه المنهاج التربوي؟ لماذا ضَعُف تذوق الأدب عند المتعلمين وعند مدرسي الأدب أنفسِهم؟ ولماذا تراجع فهم الأدب وغلبت المنهجية الآلية الجامدة، وسطحية التدريس، وأصبحنا لا نرى في أقسام اللغة العربية إلا سعي المدرسين إلى تطبيق مراحل القراءة المنهجية حرفيا، ولو على حساب أدبية النص؟ كيف نعيد لدرس الأدب، ودرس اللغة، والبلاغة، تلك القوة التأثيرية الكبيرة التي تتحول إلى قيم وسلوكات إيجابية فعلية؟ ألا يمكن تجديد القراءة المنهجية تدريسا ونقدا وتطعيمها بمقترحات جديدة: بديلة أو مكملة؟ كيف نكثر من مدرسي الخطابات البلغاء في كل التخصصات، فهم القدوة وأمل المستقبل، إننا بحاجة إلى مدرسين مُلهمين مبدعين في تشكيل الرؤى الناضجة والكفايات العليا التي تسعى إليها الفلسفة التربوية المرجعية.
تبعا لهذه الطموحات، يسعى هذا الكتاب إلى الإسهام في:
1. قيادة تغيير فردي لدى كل مقرئ/ مدرس للنصوص بالبحث عن أنجع السبل لتحقيق قراءة حقيقية تعتمد مراتب القراءة الأولية الحرفية، والإنتاجية العميقة، والتذوقية، والنقدية، والإبداعية.
2. إقرار مبدإ التدريس بالنماذج النصية المؤثرة، وتكريس منظور التعلمات بالنماذج لا بالقواعد المنهجية والقوانين.
3. تجريب استراتيجيات متعددة : استراتيجية تصاعدية/ استراتيجية تنازلية/ استراتيجية تقابلية/ استراتيجية تساندية/ استراتيجية تحليلية خطيىة/ استراتيجية ثقافية/ استراتيجية استعارية/ استراتيجية الخرائط الدلالية، استراتيجية تصورية ذهنية …..
4. تعميق تكوين مدرسي الأدب منهجيا في أدوات الفهم والتفهيم، عبر ورشات الاشتغال على أنواع النصوص (وضوحا وغموضا)، (طولا وقصرا) وتدارس الاستراتيجية المناسبة .
5. إثارة إشكاليات تدريس الأدب بين الفاعلين الميدانيين وعدم تكريس رؤية علوية دائما، ووضع معالم مدرس بليغ للنصوص لغة وتواصلا وتذوقا وتذويقا، وفهما وتفهيما، وتربية على مناورات منهجية متعددة.
6. إشراك كل المعنيين بتطوير القراءة المنهجية لإخراجها من الآلية والسطحية(جهة التفتيش، جهة التكوين، جهة التدريس، المتعلمون..).
7. تأكيد الحاجة إلى ترسيخ مبدإ التذوق، واستعادة المتعة بالمعاني الأدبية والأفكار الفلسفية وغير الفلسفية، وجماليات الأسلوب التصويري في صنعة الأدب، ثم تعليق كل ذلك ببناء وجودهم المعرفي والجمالي.
8. تجاوز الفصل بين دروس الأدب واللغة والبلاغة، وبيان خدمة علوم الآلة لبيان المعاني وجمال النظم الأدبي.
9. ربط الصلة بين معاني الأدب وبين التربية على القيم والسلوكات الإيجابية الفعلية، وومراقبة تأثير ذلك على تغيير منظور المتعلم للعالم، وتمكينه من نقد المحتوى(المضامين، مقصدية النص، أطروحة الكاتب، الأفكار، سداد المعاني، فساد رؤية العالم….) نقدا بناءً يستند إلى أدلة ومبادئ وقواعد حوارية وأصول مرجعية.
10. إعادة النظر في التطبيق الحرفي للمنهجية المعتمدة، وتجاوز الآلية الجامدة، وسطحية الفهم في تدريس النصوص.
سُيمكِّن التفاعل مع أهل الاختصاص – كما نتصور- من تقوية المنظورات التي نقترحها هنا بشأن ملامح “المدرس البليغ” ضبطا وتصويبا في أفق تطعيم المناهج التربوية بنماذج جديدة، واستراتيجيات إقرائية مختلفة، وإبدالات متنوعة يمكن اعتمادها فصليا لتعميق أسئلة إقراء النصوص وتدريسيتها، مما قد يُخرج القراءة المنهجية المعتمدة حاليا من عيوب كثيرة أهمها : الآلية الصارمة، وسطحية الفهوم، وعبودية الكتاب المدرسي، وافتقاد تذوق جمال المعاني، وضمور البعد النقدي. والأهم عندنا هو تحميس مدرس النصوص والخطابات الأدبية والدينية والتاريخية لبلوغ مقام المدرس البليغ في اختياراته ومناوراته المنهجية ودقة تخريجاته التأويلية واستناده لأسس الفهم العالم، وحرصه على تدريب المتعلمين على استراتيجيات متعددة في دراستهم للخطابات وتحليلها تحليلا ملائما منسجما بليغا تخريجا وتأويلا ولغة ومنطقا حجاجيا ورؤية فلسفية.
د.محمد بازي
2 يوليوز 2022.
كتاب-المدرس-البليغ-مبادئ-أولية-لمشروع-قرائي-متعدد-الاستراتيجيات-pdf رابط مباشر PDF