تنزيل كتاب حقوق الإنسان والطفل والديمقراطية لقد كرم الله تعالى الإنسان فوهبه العقل والقدرة على الإبداع، فقال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)﴾… [سورة الإسراء].
وتأكيداً لهذا التفضيل فإن الباري عزّ وجلّ استخلف الإنسان في الأرض، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (30)﴾… [سورة البقرة].
فميزه عن سائر المخلوقات، وهذا الإنسان الذي كرمه الخالق جلّت قدرته له حقوق نابعة في طبيعته البشرية ملازمة له بوصفه إنساناً، وهي غير قابلة للتصرف ولصيقة به نصت عليها الشرائع السماوية كما والتشريعات الوضعية على السواد.
هذا ويجب التفريق إبتداءً بين حقوق الإنسان التي هي لصيقة لطبيعته الإنسانية وملازمة لها، وُجدَت مع الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى إلى أن يرث الله عزّ وجلّ الأرض ومن عليها… وبين ممارسة هذه الحقوق، وهو أمر يختلف من عصر إلى آخر بحسب التشريعات التي تحكم وتنظم ممارسة هذه الحقوق.
وعليه، ولكي يتمكن الإنسان من التمسك بحقوقه وممارستها، ويسعى إلى الطرائق القانونية لحمايتها، لا بد له من معرفة تامة بها (مضامينها حدودها سبل حمايتها وضماناتها)، ولهذه المعرفة بحقوق الإنسان أهمية كبيرة في بناء النظام السياسي الديموقراطي، فقد عاشت النظم الديكتاتورية على حجب الإنسان عن معرفة حقوقه وتغيبها\؛ لا بل مصادرتها.
وكانت الكثير من الحكومات في بلدان العالم الثالث ترى أنها إذا صادقت على تعليم حقوق الإنسان في بلدانها، فكأنما بذرت بذرة فنائها بيدها، وسلمت شعوبها الحبل الذي سوف تشنقه به، وإلى ذلك، ومن ناحية أخرى، فإن كان هناك وعي على نشر هذه الثقافة (ثقافة حقوق الإنسان) فإن الجهة التي يجب عليها نشرها وإعلام المواطن بها؛ فإن كثير من الدول ترى أن هذا من إختصاص جهاز التعليم الرسمي وحده، ويتم هذا التثقيف بإدراج مواضيع حقوق الإنسان في المقررات الدراسية، وإدراج مواضيع حقوق الإنسان أيضاً في برامج الدورات والمؤتمرات الجامعية.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فإن الطالب والباحث يحتاج إلى إلمام بثقافة الديموقراطية ومعرفتها العلمية، لما في ذلك من أهمية كبيرة في فهم تطورها عبر العصور ومفهومها وأشكالها وسبل ممارستها، كما أن دراسة الديموقراطية دراسة علمية سيسهم في إرساء دولة القانون التي تعتمد الديموقراطية أساساً لبنائها.
ونظراً لأهمية معرفة الإنسان بحقوقه وما البعض الفئات من بني البشر من إحتياجات خاصة اقتضت رعاية خاصة لهم من خلال منحهم حقوقاً تتناسب مع إحتياجاتهم وظروفهم الخاصة، فالأطفال منهم على وجه التحديد، ولهذه الأمور كلها مجتمعه يأتي هذا المؤلّف الذي يتضمن البحث في الأمور الآنف ذكرها، ليمثل منهجاً متكاملاً في حقوق الإنسان والطفل والديموقراطية، مع مراعاة إعطاء الطالب صورة واضحة عن هذا الموضوع الذي سوف يجد فيه كل باحث في هذه المواضيع الثلاثة: حقوق: الإنسان والطفل، والديموقراطية ما ينشده، وذلك ضمن منهج علمي موضوعي.
هذا وسيتم ترتيب الكتاب على هذا النحو ضمن ثلاثة أبواب: الأول منها يتناول حقوق الإنسان، وسيبحث الثاني في حقوق الطفل، أما الثالث فيدور الحديث فيه عن الديموقراطية.جيد جدا جدا
كتاب حقوق الإنسان والطفل والديمقراطية رابط مباشر PDF