تنزيل كتاب رواية المعراج خالد حشمت قاسم الكندي مواليد محافظة السويس عام 1990 .
حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة قناة السويس عام 2012
حاصل على اجادة للغة الإنجليزية عام ومحادثة من جامعة ولاية أوريغون بأمريكا .
حاصل على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر .
حاصل على رخصة وزان عمومي ولديه العديد من الدورات
الأكاديمية فى مجال المحاسبة .
رواية بيفوكال اول رواية في عالم الكتابة والروايات
تتسم الرواية بالتجديد وعدم اتباع النمط السائد فى السرد
الذى يعتمد كله على أسلوب التعجب .أخذت أفكر وأنا داخل الغرفة المُخَصَصة لنا في الطابق العلوي بعدما غرق زملائي في نوم عميق وأنا غير قادر على النوم مثلهم وأحسدهم على ما بهم من راحة بال وطمأنينة، وبدأ القلق والخوف يدبان ويسريان في أوصالي خصوصًا بعد رفضهم دخولنا مصنع الأجسام المطاطية وإنهاء التجول في باقي المدينة دون سبب واضح.
أخذت أفكر مليًا لعلي أجد سببًا مقنعًا أشبع به رغبتي في الاقتناع وأن أسير على دربهم وأتبع نهجهم وأوافق على ما اتخذوه من نهج وعلى ما أصروا على تنفيذه وبالإجماع، ولكنهم اتخذوا هذا الدرب بدون أن يستشيروا عقولهم، لأن العقل إن استشاروه، سيطلب منهم اتباع المنطق والأسباب المنطقية، ولكن استشاروا القلب والعاطفة اللذين يأخذنا الأمور بزاوية أخرى دون الاعتماد على المنطق، ولكن عن طريق الاعتماد على الحدث.
أخذت أبحث عن سبب منطقي لعدم تناول هؤلاء القوم للطعام والشراب، ولكني لم أجد سببًا منطقيًا واحدًا أقنع به عقلي باتباع دربهم واتخاذ مسلكهم دربًا لي، فوجدت أن الذي لا يأكل ولا يشرب الآلات، إذًا، هم آلات، وأننا نتعامل مع روبوت، ولكن متطورة جدًا، فكرت في هذا الرأي، فوجدت أن الروبوتات تأكل وتشرب إذ لا بد من شحنها بالكهرباء لكي تستمر في العمل، ممكن أن يكونوا توصلوا لبطاريات مستدامة ولا تُشحَن إلا مرة واحدة، هذا الأمر جائز ولكننا رأينا الروبوتات بالفعل في مدينة التكنولوجيا ورغم أنها متطورة جدًا، فإنها يظهر عليها أنها آلات والسيد توماس نفى أيضًا أن يكونوا روبوتات.
أخذت لنفسي سببًا آخر أقنع به نفسي وهو أنهم ممكن أن يكونوا كائنات فضائية قادمة من كوكب آخر غير كوكب الأرض واحتلوا الأرض، ومن خصائص وطبيعة هذه الكائنات الفضائية أنها لا تأكل ولا تشرب، ولكني رفضت هذه الفكرة، فأنا غير مقتنع بها نهائيًا، ففكرة أنه يوجد كائنات فضائية في كوكب آخر وأنهم ممكن أن يأتوا ويحتلوا الأرض وأنهم يستولوا على خيرات الأرض ويجعلونا عبيدًا عندهم لنخدمهم، فكل هذا نتيجة تأصل نظرية المؤامرة في فكرنا ووجداننا وأننا مُستَهدَفون، وكل هذا ليس له أي دليل من الصحة، فالحياة لا توجد إلا على كوكب الأرض وإن وجدت في أحد الكواكب الأخرى، فلا يوجد بها إلا أوليات من بكتريا وجراثيم فقط، ولا يوجد بها كائنات حية على الإطلاق، وإن اعترفنا بصحة هذه النظريات وأنه يوجد كائنات حية غير البشر وأنهم أكثر تطورًا ففكرة أنهم كائنات حية تنفي فكرة أنهم لا يأكلون ولا يشربون، لأن الحياة تأتي عن طريق الأكل والشرب والتنفس، ولذلك نبذت هذه الفكرة نهائيًا، وأخذت أفكر فوجدت أن الأمر محير جدًا ومعقد.
وأخيرًا اعترفت بفكرة أنهم هياكل مطاطية ومنقول إليها روح بشرية، فنحن في المستقبل في عام 2851 ميلاديًا، وممكن أن يكون العلم توصل لطرق يستطيع من خلالها معرفة ماهية الروح وطبيعتها والتحكم بها ونقلها من الجسد البالي إلى الجسد المطاطي الصناعي، استغفرت الله من داخلي، فأنا بذلك أخالف إعجازًا إلاهيًا ورد في القرآن الكريم، والقرآن الكريم بعيد عن أي نقص أو خلل أو تحريف، فهو من عند الله سبحانه وتعالى، وأن الله قال في كتابه العزيز ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ ولذلك أتساءل كيف توصل هؤلاء القوم لماهية الروح وطبيعتها، أنا لا أصدق كلامهم، إن هناك أمر ما، أمر جلٍ ولا بد من اكتشافه، لا بد من مقابل هذا العامل ومعرفة حقيقة هؤلاء القوم، قبل أن يطبقوا علينا أنا وزملائي هذه العمليات المريبة، وأخيرًا لا بد لي وأن أعترف وأقتنع بداخلي أن الروح لا يعلم طبيعتها إلا الله سبحانه وتعالى، فأنا مسلم مُوَحِّد بالله، وأشهد وأعترف عن ثقة ويقين بأن الروح شيء معنوي وليس ماديًا، ولا يعرف ولن يعرف ماهيتها أحد إلا الله سبحانه وتعالى، وهذا إعجاز إلاهي في القرآن الكريم، فالروح خلق من أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى، شرفها الله وكرمها غاية التشريف والتكريم.
فالروح داخل الجسد تسمى نفسًا وعند خروجها من الجسد عند النوم أو بعد الموت تصبح روحًا، فالنوم ما هو إلا الموتة الصغرى للكائن الحي، ولذلك اتخذت هذا الفكر وهو أنهم استطاعوا نقل أرواحهم بداخل هذه الأجساد المطاطية الصناعية، ولكني من داخلي قلبي وعقلي يرفضان نهائيًا وبشكل قاطع لا رجعة فيه هذه الفكرة، وبشكل مُسَلَّم به.
كتاب رواية المعراج رابط مباشر PDF