تنزيل كتاب-زياره-الاربعين-pdf من مقدمة الكتاب:
لماذا الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة؟ ألأنّه يمثل الدين والشريعة والإمامة وهو الامتداد الطبيعي للنبوة؟ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله «حسين مني وأنا من حسين» , أم لأنّه عدل القرآن بحديث الثقلين عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » . لقد كشف الإمام الحسين عليه السلام بثورته العارمة وبدمه الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه عليهم السلام الوجه الحقيقي للحكم الأُموي الظالم المتمثل بيزيد وحكومته المنحرفة المسلمة ظاهرياً وليس جوهرياً، وبذلك حرر الأُمَّة من الكابوس المظلم ومن طوق الخوف والرعب الذي قيدها به وساد في البلاد وأثكل به العباد فأنجى دين جدَّه من الانحراف والتغيير وحفظ أحكامه من التعطيل والتبديل وها هي ثورته المباركة تجدها حيّة في كل عام وعلى مرِّ السنين والدهور وكأنّها وقعت اليوم رغم المحاولات اليائسة والخبيثة لحكام الجور أمثال المتوكل الذي هدم قبره الشريف مرتين أو ثلاث مرات وملأ السجون بأتباع أهل البيت عليهم السلام وأشبعهم تعذيباً وتشريداً، وكذلك الحجاج وأمثاله من الذين صاروا في مزبلة التاريخ تتبعهم اللعنة الإلهية إلى يوم الدين، وهاهم أتباع الحسين عليه السلام وبعد حقبة من المنع عن ممارسة الشعائر الحسينية يجددون العهد والعزاء لأبي الأحرار وهم يمارسون تلك الشعائر بأشكالها المختلفة وهم يقدمون العزاء له عليه السلام وكان المعزي الأول للحسين في حياته وهو النبي صلى الله عليه وآله. وما يقوم به الشيعة اليوم هو مصداق لقول النبي صلى الله عليه وآله «إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً .» نعم هي حرارة وقوة ونار ملتهبة في قلوب محبّي أهل البيت عليهم السلام لا يبرِّدها الزمان ولا يمحوها السلطان الظالم ولا ينفر المؤمنون منها على الرغم من كثرة المقابر الجماعية والتعذيب المروع المذهل وهدم الدور وقطع الأعضاء، فهي ثورة بحق تستحق كل ذلك لأنّ قائدها ومفجرها ضحى بكل غالٍ وواجه عدواً ليس له قيم ومبادئ حتى انسلخ من الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وهو معيب حينئذٍ فيخاطبهم الحسين عليه السلام يوم عاشوراء «إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون الميعاد فكونوا أحراراً في دنياكم » , فناداهم أن يكونوا أحراراً بعد أن يئس من التزامهم بالدين وبوصايا رسول الله صلى الله عليه وآله. من هنا تعتبر الثورة الحسينية هي ثورة عالمية لا تختص بمذهب ولا بفئة معينة فهي للكل ينهل منها المسلم وغير المسلم والشيعي وغيره لأنّ الحسين عليه السلام ثار لأجل الإنسانية والحرية وأبى الذل والخنوع حتى في ملبسه وهو في ذلك الحال لمّا ناوله القوم ثوباً بالياً عليه علائم الذلة فطلب منهم إبداله، هكذا يعلمنا كيف نكون أعزاء، فهذا الزعيم الهندي غاندي تعلم من الحسين عليه السلام وثورته المباركة أن يكون عزيزاً كريماً حتى انتصر في نهاية المطاف والفاتيكان استفاد من الإمام الحسين عليه السلام ووضع جناحاً خاصاً في مكتبته حول الحسين عليه السلام وعندما سئل مدير المكتبة فأجاب (إنّنا رأينا في الحسين عنصراً تبشيرياً عجيباً وجذاباً غير موجود لدينا في طريقة التبشير فحاولنا دراسة شخصية الحسين والدراسات قائمة عليها ) . إذن الإمام الحسين عليه السلام ثار لأجل الإصلاح والإصلاح مطلب عالمي يرغب به الجميع ويقنع به كل فرد كبيراً كان أم صغيراً رجلاً أم امرأة شرقياً أم غربياً عربياً أم أجنبياً فقال عليه السلام «لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا مظلماً إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدي صلى الله عليه وآله » .
كتاب-زياره-الاربعين-pdf رابط مباشر PDF