تنزيل كتيبات ثقافية عالمية-13.. التوحيد ضرورة عقلية عقائدية تنموية حضارية إنسانية.. الكتيب الثالث عشر.. الطبعة الأولى. شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة. إن القرآن الكريم يدعو إلى العلم ويحث العقل للتجربة والمشاهدة والاستقراء والاستنتاج والتفكير والتدبر والتعقل عند النظر إلى كيفية الخلق، وهناك حوالي خمسمائة آية فيه تخص مخلوقات الكون والتناغم والترابط فيما بينها.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) غافر،67.
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الروم،24.
وفي موقع آخر ينهي الله عن كل ما لا يؤيده العقل والمنطق والحجة القطعية وينهى عن إتباع الظنون يقول تعالى:
قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ الأنعام،148.
وقد أمر الله بإتباع العلم الصحيح وأثنى على العلماء ومدحهم يقول تعالى:
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ الأنعام،97.
وكذلك يحث القرآن على المشاهدة واستعمال الحواس الخمس كوسائل لإثبات التجارب العلمية والوصول إلى أفضل سبل الهدايا حيث يقول:
(قُلْ سِيرُوا فِي الأرض فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) العنكبوت،20.
(أَوَ لَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض) الأعراف،185.
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَاب) الزمر، 18.
ما هي بداية الخلق؟
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت، 9-12.
والتقدير العلمي المعاصر لعمر الكون والأرض:
الأرض = 6،4 مليار سنة، والكون = 15 مليار سنة.
وهذه الأرقام الأخيرة قدرت حسب نظرية الانفجار الكبير، التي تُعتبر الأكثر حظاً من بين النظريات المفسرة لنشأة الكون، وملخصها حدوث انفجارات هائلة ودرجات حرارة عالية جداً أعقبها انخفاض عال في درجات الحرارة، وتكونت خلالها عناصر الهيليوم والليثيوم والنتروجين التي تتشكل منها النجوم، أعقبتها موجات صوتية عالية استمرت أيضاً لفترات طويلة، ثم نشوء المجرات الكونية خلالها، ثم بعد ذلك مادة (د.ن.أ) DNA، التي هي التركيبة الأساسية لنشوء الخلق بكافة تنوعاته، (على حد زعم هذه النظرية).
وهنا بيت القصيد فلابد أولاً من توضيح نظرية نشوء المخلوقات المادية ومن ثم إلقاء الضوء على الخلية الحية وعملياتها الحيوية، وأخيراً الرد على مزاعم نشوء الخلق حسب تفسير الماديين.
نظرية نشوء المخلوقات عند الماديين:
النظرية التي يعتمدها أنصار نظرية التطور والماديون ترجع إلى التجربة التي قام بها العالمان Urey Miller في عام 1952 التي تم التوصل من خلالها على بعض الأحماض الأمينية باستخدام حساء المادة العضوية Primordial soup، فقد زعموا أن اجتماع المواد اللاعضوية والغازات في الطبيعة وبفعل الحرارة العالية والأشعة خلال مليارات السنين، ظهرت بعض الأحماض الأمينية والدهنية، وباعتبار أن تجمع عدد من الحموض الأمينية يشكل البروتين الذي يعتبر الوحدة الأساسية في تكوين الخلية الأولية البسيطة، ومن هذه الخلية وخلال ملايين السنين وبعامل (الصدفة) والانتخاب الطبيعي (حسب نظرية التطور) تكونت منها جميع المخلوقات على وجه الأرض المنقرض منها والحالي.
أساس نظرية التطور:
وقد وضعها دارون في كتابه (أصل الأنواع بواسطة الانتخاب الطبيعي)، والتي نشرت عام 1895 وأثارت زوبعة من التساؤلات، إن ملاحظات وتحليلات دارون العلمية لم يتطرق فيها إلى كيفية نشأة الخلق ولكنه تطرق إلى تطور الأحياء اعتماداً على الانتخاب الطبيعي ويمكن تلخيص نظريته بما يلي:
1- التغيرات الوراثية الطفيفة تتجمع عشوائياً في الأجيال المتتالية، في فترة زمنية طويلة تتحول إلى تغيير كبير يؤدي لتحول الكائن الحي إلى نوع جديد.
2- صراع من أجل البقاء بالنسبة للكائنات الحية، ويضرب مثلاً لذلك أن الأسماك والطيور تنتج بيوضاً كثيرة، وقليلاً منها يصل إلى مرحلة البلوغ، وهذا القليل له بعض المقومات والخصائص الجينية الجيدة، تؤهله للبقاء في ظروف صعبة، وهذه الصفات القوية تتوارث عبر الأجيال.
ودارون لم ينف وجود الخالق بهذه النظرية فيقول: (إن نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي لا تنافي وجود خالق ومحرك لهذا الكون الكبير).
ولمناقشة دعاة التطور الذين يرجعون الخلق إلى خلية أولية بسيطة، نود أن نبدأ بدراستها وسبر أغوارها وأعماقها لمعرفة درجة تعقيدها التي يستحيل معها أن توصف بالبساطة.
بنية الخلية:
قبل حوالي قرن ونصف وقت خروج النظرية التطور إلى الوجود، كانت المعارف العلمية بسيطة وأدوات التحليل والتجريب قليلة وغير متطورة، بينما أصبح الآن علم الخلية علماً قائماً بذاته، وفيه من التشعبات والاختصاصات الكثيرة والدقيقة كالكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا الخلوية وعلم الوراثة، وتقام من أجله المؤتمرات الكثيرة لمناقشة درجة التعقيد مثلاً في أجزاء من الخلية كجدارها أو الرايبوزومات، بينما نواتها هو المركز المبرمج والعقل المسيطر على جميع فعاليات الخلية، وتحتوي على عدد معين من الصبغيات خاصة بكل كائن حي، فالإنسان مثلاً يحوي على 23 زوجاً من الصبغيات في كل خلية من خلاياه باستثناء كريات الدم الحمراء.
والصبغيات (الكروموزمات) مكونة من ضفيرة طويلة من الـ (د.ن.أ) DNA يصل طول تعليماتها إلى 6 أقدام (190سم) تقريباً، وكل جزئية من هذا الحامض النووي تحتوي على عدد معين من المورثات الخاصة بالكائن الحي. كتاب هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
كتيبات ثقافية عالمية-13.. التوحيد ضرورة عقلية عقائدية تنموية حضارية إنسانية.. الكتيب الثالث عشر.. الطبعة الأولى. رابط مباشر PDF