تنزيل كتيبات ثقافية عالمية -5.. علم الاختراع والتطوير.. فريضة شرعية عمرانية وضرورة حضارية تنموية.. الكتيب الخامس.. الطبعة الأولى. شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة. إن المجتمع الذي لا يهتم بعملية الاختراع والتطوير يقتصر على استيراد الحلول، سيبقى إلى الأبد مجتمعاً بطيء التطور تابعاً لغيره .
فهناك أشياء كثيرة لا تشترى بالمال، وتكون أحياناً في غاية الأهمية والحساسية ، وإن عدم وجودها يشكل خطراً كبيراً في نواح كثيرة لا يمكن أن يقدمها إلا العقل المخترع لأبناء الوطن .
إن المقدرة على الاختراع هي بمثابة التزود ببصيرة خارقة غير محددة، ولما كان الإنسان يحتاج لكي يتحرر أن يكون لديه مثل هذه البصيرة، فإنه في حال تعلمه منهجية الاختراع والتطوير وأساليبها يكون بذلك قد أمتلك أحد الأسلحة المهمة لتحرره .
وإن تعليم الآخرين لعلم الاختراع والتطوير منذ الصغر، وتنشئتهم تنشئة علمية تجعلهم يمتلكون فيها وجهة نظر متغيرة حيال الأشياء، وهذا ما يطرحه علم الاختراع والتطور، والذي يؤدي بهم إلى عدم المرور بمرحلة يكون فيها الناس مجرد عقلية صنمية يمتلكون وجهة نظر ثابتة حيال ما أمامهم فيتقيدون بحدوده ولا يستطيعون رؤية ما هو أبعد منه حتى يأتي الجديد على يد الآخرين .
كما يؤدي بهم الوصول مباشرة إلى مرحلة الخلق والإبداع والتألق الذي يتطلبه العصر الحديث.
إن مهمة علم الاختراع والتطوير تجعل الذين يتعلمونه ويمارسون العمل به، يمتلكون وجهة نظر متغيرة حيال الأشياء فيستطيعون بواسطتها أن يروا أبعد من حدود الأشياء التي أمامهم ويتحرروا من أسر النماذج الجامدة السائدة لكي يطوروها .
إذ أن لهذه النماذج عند غير المخترعين والعلماء والعباقرة مفعول الأقفاص حيث نجدها تأسر في داخلها الناس وتضعهم في نطاقها المحدود.
فالباحث العربي السوري نزار غازي فريسان له الفضل والسبق العلمي في ابتكار واكتشاف وصياغة علم الاختراع والتطوير محلياً وعربياً ودولياً، وبحث هذا العلم الجديد والحيوي في كتابه: الإبداع والاختراع (2)، دمشق- وزارة التموين والتجارة الداخلية، الندوة الوطنية الثانية للإبداع والاختراع25/27شباط 1997،علم الاختراع والتطوير، الباحث العلمي نزار غازي فريسان، ص 83/134.
-الإنسان الصنمني والإنسان المبدع :
إن الإنسان الصنمي متخلف وسلبي وبطيء الحركة ومتلبد الذهن وغير مرن وخائف ومستلب.. في حين أن الإنسان المبدع الإيجابي يمتلك وجهة نظر متغيرة حيال الأشياء مرن ومنطلق وطموح وسريع الاستجابة للمتغيرات، مبتكر ومنفتح على المحيط، يتحسس أحياناً الخطر قبل وقوعه ويحسب حساباً للأشياء ..
والإنسان المبدع متقدم و يحلل ويعالج ويصيغ المنظومات الفكرية والبرامج العملية ويضع الخطط الاستراتيجية ليتغلب على التخلف الحضاري الذي هو مشكلة معقدة تمس الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكذلك الحياة الفكرية والثقافية، كما تمس العلاقات بين البلاد المتخلفة والبلاد المتقدمة .
فيبحث هذا التخلف من الزوايا الثلاث التالية:
1) التخلف كأمر واقع تنعكس مفاعلاته على كافة إمكانات المنطقة العربية يميزها بالتفكك العام، يهتك قواها ويقرر عدم أهليتها لتكوين رأس المال البشري الفعال الحر المنتج والتطور التكنولوجي ، فالمبدع يعالج هذا التخلف .
2) التخلف كخطر داهم مستمر ومنتشر لارتكازه إلى نمط إنتاج استغلالي استهلاكي حركي، يكرس الأمر الواقع المذكور، مهدداً المستقبل العربي في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ، مانعاً الجماهير من بلوغ أهدافها
3) التخلف كمشكلة عميقة الجذور تحتاج إلى حلول جذرية عميقة لا تملكها إلا الجماهير العربية وطلائعها المسؤولة لاتخاذ التدابير اللازمة قبل فوات الأوان .
ويجب أن ندرك بأن التنمية العربية هي عملية يقوم بها العامل البشري العربي.
وعندما يتم إفساد وتهميش هذا العامل وهدر كرامته فليس هناك أي أمل بالتطور والتقدم .
وهنا نؤكد إن أي تنمية ونهوض حضاري في المنطقة العربية الإسلامية هي هدف لعدو خارجي تاريخي إرهابي يتمثل بالغرب الرأسمالي ودويلته اللقيطة إسرائيل والدول المتخلفة والعصابات الارهابية والخونة والمرتزقة والظالمين المجرمين المرتبطين عضويا مع الاستعمار الغربي الامريكي المباشر وغير المناشر، لذا يجب أن تزيد البلدان العربية والإسلامية من منعتها وقوتها وتعد ما استطاعت من قوة بكل أنواعها بكل الآليات والأساليب الحضارية والعلمية والتقنية والثقافية والصناعية والعسكرية والدبلوماسية.. بهدف رفع مستواها الحضاري الشامل لأنه كما قال د. إسماعيل سفر في كتابه : الحوار العربي العربي، من أجل مشروع حضاري جديد، طبعة أولى 1999م- دار النشرPUBLISUD باريس، ص 23-25- 45- 127- 126،(بتصرف).
هذه المنطقة تخضع لأمر واقع خطير ينضح بالاستغلال والسرقة والنهب الاستعماري.. وإنها لخيانة للمنطق وللتاريخ، كما هي خيانة للعروبة والإسلام، أن يحاول بعضنا الحيلولة دون طموحات الجماهير العربية الإسلامية بالحرية والديموقراطية والتقدم الحضاري.
وبما أن الإسلام ما كان له أن يعرف تقهقره لولا التقهقر العربي، كذلك فإن عودة الإسلام لتحقيق رسالته يستدعي عودة المنطقة العربية إلى صنع التاريخ.
وإذا كانت هذه المنطقة سفينة، فإنه ليس لأحد منا أن يحفر في مكانه بفأسه أو يفرض بقوة من قواها.. أو حتى بفرد من الأفراد عليها المنتمين جميعاً إلى رحلة واحدة ومصير مشترك واحد.
إن عصر تعليم علم الاختراع والتطوير وتعميم نمط تفكير المخترع يؤدي إلى تجاوز عصور الحدودية عند البشر، والمخترع في الغالب إنسان جدي نشيط متحمس، دؤوب، عميق النظرة ، نظيف الفكرة غير متعصب، رقيق يتمتع بخيال مجنح، ناقد إيجابي لكل شيء باحث دائماً عن حلول، لا يقف عند حد، مرن مستنفر على الدوام، يدمج ما بين العمل والمتعة فيمارسه بسعادة ولا يشعر بتعب، يتمتع بنفس طويل، لا يتراجع، يؤمن بالعلم بلا حدود ولا يؤمن بالمستحيل وله طموح قريب ومتوسط وبعيد ضمن خطة استرتيجية محكمة..
هناك عدد هائل من العمليات المختلفة التي يقوم بها المخترع ،وهو يمارس لعبة الاختراع والتطوير فهو :يتقصى، يربط، يوظف، يبسط، ينظم، يحلل، يركب، يسخر، يتحسس، يراقب، يقيس، يبني، يتخيل، ينتقد، يقارن، يستنتج، يتأمل، يفترض، يستوحي، يشك، يتحايل، يرسم، يختصر، يضيف، يصمم، يتنبأ، يعدل، يوضح، يختار، يلغي، يستبدل، يمكن، يشتق، يبرهن، يبحث، يعمم، يجمع، يصنف، يطور، يصحح، يغير، يتحقق، يسيطر، يسهل، يتساءل، يصلح، يقلل، يوفر، يخطط، يحدث، يجرب، يتعمق، يطبق، يشكل، ينفذ، ينسق، يميز، يكيف، يحل، يحصر، يدرس، يضبط، يطرح، يكشف، يبادر، يلاحظ ..
فالاختراع قد يكون وليد الصدفة أو الحاجة، ولكنه بالدرجة الأولى وليد البحث العلمي المنهجي المنظم والهادف والهادئ .
وأنا على يقين تام بإمكانية تعليم الاختراع كعلم ومنهج فالله قال :
(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)العلق،3-5.
وقال:
(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَاب )البقرة،269.
صدق الله العظيم كتاب هام وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيراكتاب هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
كتيبات ثقافية عالمية -5.. علم الاختراع والتطوير.. فريضة شرعية عمرانية وضرورة حضارية تنموية.. الكتيب الخامس.. الطبعة الأولى. رابط مباشر PDF