تنزيل موقف محمد رشيد رضا من السعد التفتازاني في ميزان النقد البلاغي أستاذ البلاغة والنقد المشارك في كلية اللغة العربية جامعة الأزهرانتقد محمد رشيد رضا السعد التفتازاني انتقادًا لاذعًا ، واتهمه بإفساد البلاغة وإخراجها عن موضوعها بالکلية ، ورماه بضعف اللغة ورکاکة الأسلوب وفساد الذوق ، وطعن في کتبه وثلب منها کل فضيلة حتى وصفها بالرسوم الميتة التي سماها الجهل علمًا ، وکان لهذا الانتقاد أثر بالغ وصدى کبير على السعد وکتبه وإقبال الناس على قرائتها، فلم يسلم التفتازاني من اللوم والنقد على مر السنين دون تثبت أو تحقيق ، وکأنها عدوى أصابت الدارسين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن الطعن الشديد في کتب السعد قد فتح بابًا للاستهانة والاستخفاف بعلوم المتقدمين جملة واحدة ، فقد أتى بعده مَن لم يتوقف بجرأته على السکاکي والسعد والمتأخرين فحسب ، بل تجاوز ذلک وطغى حتى ادعى أن بلاغة الإمام عبد القاهر ما هي إلا عجوز شمطاء ، أو أن الذي يلجأ إلى البلاغة العربية القديمة هو کالمريض الذي يلجأ إلى حلاق القرية ليداويه ، معرضًا عن الطبيب الممارس المؤهل للعلاج!.
من أجل ذلک تتبعت في هذا البحث نقدات محمد رشيد رضا للسعد التفتازاني من خلال کتبه ومقالاته ، محاولًا رصدها وتحليلها ومناقشتها مناقشة علمية موضوعية ، ومقارنتها بما في کتب السعد التفتازاني ؛ لأستکشف من خلالها إلى أي مدى کان رشيد رضا منصفًا في نقده ، ومعتمدًا على منهج علمي رصين قوامه الأدلة والبراهين ، أم کان يغلبه هواه ، ويُخضِعه حبه لشيخه الإمام محمد عبده واتباع منهجه.
موقف محمد رشيد رضا من السعد التفتازاني في ميزان النقد البلاغي رابط مباشر PDF