تنزيل نظريات العلم المعولم.. خبط عشواء.. دراسة موضوعية نقدية موثقة.. شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.تتمثل أزمة الفلسفة العلمية المعاصرة في قصورها المنهجي، وسوء انسجامها البنيوي النظري، كنظرية ميكانيك الكم والنسبية، فالأولى تعود بالعلم الفيزيائي إلى الوراء بالتفسير الأسطوري والعشوائي لبعض المظاهر العلمية، ويمكن اعتبارها بمثابة التصوف السلبي في المجال العلمي، فكما إن التصوف المفرط يظهر في عصور التخلف الفكري والثقافي، كذلك ميكانيك الكم ظهر في عصر انحطاط الحضارة الغربية، وحروبها الغربية (العالمية) المدمرة الأولى والثانية، الذي يدل على افلاس ومرض العقل الغربي بنيوياً ونفسياً، فأفرز نظريات علمية مختلة منطقياً ومضطربة عقلياً، ومقتربة من الخرافة، أما النظرية النسبية العامة والخاصة ففيهما قصور منهجي وعلمي واضح لتجاهلها تسارع توسع الكون، ولإعطائها تفسيراً للجاذبية يقترب من تفسير الأطفال لها، كما أنها متناقضة في قوانينها الرياضية رغم كونها وسعت أفق الإنسان كونياً، وقد أفردنا كتباً متعددة لعرضها و لنقدها وتعديلها..
نستنتج من نقدنا لمنهج وأفكار ونظريات الباحثين الفلكيين المعاصرين في العالم وخاصة في الغرب المريض والصين العليلةبعلومهم الزائفة ونظرياتهم المضحكة والمتناقضة ،إن السيرورات الكونية منافية للنظام والتوازن ومستعصية على الفهم والتعقل- حسب التحليل المنهجي القاصر لهم- ويحمل مصادفات غريبة جداً وآليات مفرطة في التخيل والوهم، ونستدل من هذا الاضطراب العلمي النظري ابتعادهم عن فكرة التوحيد الإيماني وخلق الكون مع اعترافهم بأن سيرورة الظواهر الكونية متصاعدة التطور التدريجي من الشواش إلى النظام لدرجة أنهم بعجزهم العلمي وأفكارهم الإلحادية اخترعوا مفهوم الفيزياء الكمومية التي تحل محل الميتافزيقا (ما وراء الطبيعة) ليعطوا لأنفسهم القلقة الراحة فكل احتمال وارد عندهم، وليعطوا لمنطقهم المشوش انتظام، فحسب مبدأ عدم اليقين تعم الفوضى الظواهر الكونية والمصادفات التي تحول العدم إلى مادة وطاقة وحياة واردة حتى لو كانت عجيبة وغريبة وشاذة وشديدة الندرة ومفرطة التخيل، وهذا ما لاحظناه في تحليلنا ونقدنا لهذه النظريات والقوانين المضحكة والمتناقضة، وهذا المصطلح: قوانين مضحكة ليس من عندنا وإنما ذكره بعض الباحثين الفلكيين وخاصةً في مجلة العلوم الأمريكية .
إن الغرب في عصر العولمة عاجز عن أن يقدم شيئاً إيجابياً فعالاً يساهم في البناء الحضاري العالمي لأنه في حالة انحدار وسقوط وفوضى اجتماعية، وبالتالي لا يستطيع العالم العربي الإسلامي في غمرة هذه الفوضى الدولية، أن يجد هويته خارج حدوده، بل لا يمكنه أن يلتمسه في العالم الغربي الذي اقتربت نهايته وإفلاسه، لأن الغرب يتقصد بكل ما أوتى من قوة إعلامية ودبلوماسية وعسكرية أن ينشر ويكرس ما يسمى الفوضى الهدامة، بأشكال مختلفة كصناعة طابور خامس من الخونة والمأجورين والطائفيين والمجرمين والحاقدين الذين يشاركون فيها.
كما إن مشكلة التخلف في بلادنا هي قضية الإنسان مع الأفكار التي تسيطر على منهج حياته، وانطلاق مسيرة التقدم تكون باتباع المنهج الفكري الوطني النقدي عند المواطن، بالتعليم والحوار الهادئ، وتأمين الجو الثقافي المحرر للإنسان من عقدة النقص تجاه التأثير الاستخرابي الخارجي، وهذا يحتم ضرورة إعادة تنظيم العلاقات والحوار بين الحضارات بمنطق النديّة والمنافسة، مما يشكل دافعاً للعرب والمسلمين، للإسراع بإعداد القوة بشكل متصاعد لصنع التاريخ وهندسة المستقبل، ليكون لهم إنتاجهم الحضاري المعاصر الذي يقدمونه على مائدة الحوار العالمي .
إن الإسراع في البناء الذاتي الحضاري ضروري، لكي يحضر المسلمون إلى مائدة الحوار وفي يدهم ما يمكنهم من قيادة العالم، وليس المشاركة فقط، لأن لديهم في الإسلام الزاد الروحي والقانون الأخلاقي الكفيل وحده بإنقاذ الإنسان، مما يعانيه من يأس وعنف وبؤس وظلم.. ومن هنا يجب أن نطرح جانباً نظريات الغرب الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية التي قدمت المادة على الإنسان والكم على الكيف، لأنها أعطت للإنسان مزيداً من البؤس الروحي والنهب الاستعماري، والتخلف الاقتصادي، والانحدار الخلقي، والعنف الدولي والإرهاب الغربي المعولم.
وتكمن مأساة واقعنا المتخلف في أزمتنا الثقافية الحضارية التقنية، بحيث أصبحت كالمغناطيس تجذب القوى الاستخرابية الأوروبية والأمريكية والروسية والصينية والصفوية، التي تتبع أسلوباً منظماً ومبرمجاً مسبقاً في نهب وتدمير البلاد وإفساد العباد وإنتهاك الكرامة الإنسانية والقيام بجرائم الفتن والحروب والأفعال الوحشية والطائفية المقيتة والإبادات الجماعية.. مما يثبت بأن نموذج الحضارة الغربية لم يعد صالحاً لبناء المستقبل بالرغم من تقدمه العلمي التقني، وبالرغم من الدعاية الغربية لهذا النموذج المريض إنسانياً، والذي أصبح بحاجة ضرورية للعلاج الثقافي والحضاري من وجهة رؤيتنا الفكرية في فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية، وذلك بغض النظر عن دعوة الأوروبيين أنفسهم في (وضع حضارتهم في متحف الأسلحة القديمة لأنها تعود إلى عصور منقرضة وأدت إلى التدهور الاقتصادي والتدمير البيئي والانحطاط الثقافي على المستوى العالمي) حسب أفكار الأوروبي مارتين وشومان في كتابهما فخ العولمة .
وهذا يحتم على العالم العربي والإسلامي أن يسارع إلى رفع مستواه الحضاري، لتنساب أفكاره الإنسانية الخالدة على الشعوب والأمم والدول والبيئة والكون، لنشر السلام والأمن والخير في العالم، لأن الإنسان مهما كان لونه وعرقه وجنسه، هو الأساس في المشروع الحضاري الوطني والعالمي الإسلامي، هذا الإنسان كرمّه الله تعالى وخلقه في أحسن تقويم، وسخر له ما في البر والبحر والجو، وجعله خليفته في الكون، يجب احترامه والحفاظ على حقوقه ونصرته إن كان مظلوماً، والعمل على سعادته في المجتمع والعالم كله، لأن في ذلك مرضاة الله تعالى والتزاماً بهدي محمد الذي أرسل رحمة للعالمين، ولذلك الانفتاح والتفاعل الحضاري مطلوب ليس للآخذ فحسب، بل لكي تمارس رسالة الإسلام الحضارية دورها التثقيفي الإنساني الإنقاذي على المستوى العالمي والكوني، بهدف نشر السلام الدولي والعدل الاجتماعي والأخوة الإنسانية.
وفي الختام إن السفينة الدولية تغرق، الوقت ليس وقت جدل وكلام، وإنما وقت عمل ونشاط، وقت إنقاذ وإسعاف، الدين علم وعمل وإنتاج وابتكار وأخلاق وقيم، وهو بهذا المعنى يساهم في إنقاذ السفينة، ويجمع الأصحاب والبشر ولا يفرقهم، وهذه هي روح الدين ورسالته وجوهره، والأديان بهذا المعنى كلها واحد، كلها محبة ورحمة وأخوة وعمل صالح، الإسلام يقول ادفع بالتي هي أحسن، والمسيحية تقول أحبوا أعداءكم، فيجب رفض العنف والإرهاب والحرب والحقد والكسل، ويجب أن يعمل الجميع وكل البشر باتجاه السلام والخير والأمان والعمران.
السفينة الدولية تغرق، ولإنقاذها على كل منا أن يشمر عن ساعديه، ويعمل بكل همته، الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، والطالب في مدرسته، والأم في منزلها، علينا أن ننتج شيئاً، ونصنع شيئاً، ونبتكر شيئاً، كما ابتكرت وصنعت وأنتجت أمم غيرنا أصغر منا وأفقر منا، مثل ماليزيا وكوريا الشمالية والجنوبية وتايوان واليابان.. كلها بدأت من الصفر وبعضها من تحت الصفر والدمار والخراب، ووصلت إلى القمة في أقل من أربعين سنة، ثم زاحمت ونافست العملاق الاقتصادي الأمريكي في عقر داره .
فحسبنا ما وجدنا عليه من فلسفات قاصرة، قديمة ومعاصرة، وقد آن الآوان أن نضع فلسفة خاصة بنا، عالمية التوجه، إنسانية المضمون، كونية الطموح، إسلامية الجوهر، علمية المحتوى، عمرانية الهدف، توازنية الأركان.
لقد انتهت خرافة الفلسفات المادية المضللة والنظريات الفارغة والفرضيات الساذجة والثرثرة المذهبية بلا فائدة عملية، أثبت الإنسان العادي البسيط الذي يعمل بهمة وإخلاص في مصنعه في اليابان وماليزيا وكوريا وتايوان، ويكافح أسوأ ظروف الاحتلال، ونقص الموارد، وقلة الخامات وتحكم السوق، وضعف الاقتصاد، أثبت أنه يستطيع أن يصنع معجزة علمية وتقنية متطورة.
فالإنسان هو منطلق الحضارة، يا شباب الوطن العربي والإسلامي، استنفروا للعمل الجاد والعلم النافع، تميزوا بالحيوية الدائمة والطموح البعيد، انزعوا العدسات اللاصقة التي وضعها على عيونكم الغزو الثقافي الغربي والصهيو صفوي، وليسترد كل واحد منكم هويته الوطنية وتاريخه ومكانته وعزته وقوته وعروبته وكرامته وثقته وإسلامه، تعرفوا على أنفسكم التي ضاعت في زحام الحوادث، وضجيج الإعلام الموجه، والبضائع الاستهلاكية، وضغط الرأي العام الفاسد المثبط للهمة والإبداع.
يا شباب الوطن العربي قوموا إلى الجد والنشاط، فالزمن يجري بكم إلى الهاوية إذا كنتم كسالى ولن يعود، وقطار الحضارة مندفع بأقصى سرعة، وإذا لم تجدوا مكاناً في المقدمة فلن تجدوا أمكنة إلا في عربة البضاعة، والتذكرة لهذا القطار هي الإيمان والعلم والعمل والابتكار والكدح والمثابرة والحوار، فلنجتهد للعطاء والكرامة والإبداع، فإن الله تعالى لا يحب الكسالى، ولا يرزق الغافلين، ولا يذكر المترفين في قرآنه الكريم إلا بالسوء، فالعلم ميراث عالمي مشترك، وهو في الكتب والجامعات والطبيعة والكون، علينا أن نكتشف القوانين ونبدع النظريات، ونقيم التجارب ونخترع الآلات، ونصنع كل الوسائل التي تسب سعادة الإنسان، والإسلام هو الحل، ولكن ليس الإسلام الشكلي ولا التدين المظهري، وإنما الإسلام في حقيقته وجوهره، إسلام العلم والعمل والأخلاق، إسلام الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية والتقدم المعرفي التقني والتطوير الصناعي والقوة العسكرية والأخوة الإنسانية، إسلام الفكر والفعل والمحبة والوحدة البشرية، إسلام العمران الأرضي والاستيطان الحياتي الكوني، رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، هذه الخطوة هي نفسك، أن يبدأ كل واحد بنفسه، والله سبحانه وتعالى الحكيم العليم الخبير العزيز القوي المتين العدل السلام النور الهادي الصبور الرحيم الفرد الصمد الحي القيوم الجبار ..الموفق.
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد،11.
نظريات العلم المعولم.. خبط عشواء.. دراسة موضوعية نقدية موثقة.. رابط مباشر PDF