تنزيل نـــفـــحـــات مــن كـــتــــاب كاتب وباحث اسلاميعندما أُهديت هذا الكتاب من مكتب المؤلف بجدة في المملكة العربية السعودية كانت الومضة الأولى التي أيقظت فكري نحو تطلع جديد في درب الحياة، والتطلع إلى مستقبل آمن لليمن، وللأمة العربية والإسلامية، وفي هذه الأيام وبعد قراءتي للكتاب مرات عديدة، وفي المرة الأخيرة أحببت أن اقتبس منه مقالات تحت عنوان: “نفحات من كتاب” ونشرها في موقع العالم برس، وموقع الشورى أون لاين، ولقد اقتبست من خلاله حلقات لعلّها تكون عبرة وعظة للعالين في الأرض الذين أبَوا تسليم الحكم لشعوبهم حتى تكون الشعوب هي المتحكمة في كل من يحكمها، ويكون الحاكمُ أجيرًا عند الأمة، وليست الأمةُ أجيرةً عند الحاكم.
هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (لكي لا نمضي في الظلام) للمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير ـ رحمه الله ـ وقد كتبه بعد ثورة 1948م التي راح ضحيتها عدد من العلماء والمشايخ بسيف الجلاد، ولعلها لم تنجح لأسباب عدة، منها عدم توعية الشعب اليمني بأهداف ومبادئ تلك الثورة الدستورية التي كانت اللبنة الأولى لما بعدها من الثورات العربية والإسلامية، ولكن تلك الثورات كان المتحكم بها ما يسمى بحكم العسكر الذي أفسد الشعوب، وجعل أعزة أهلها أذلة، مضافًا إليه الملوك والأمراء، وجميعهم عملاء للاستعمار، وحامون حمى المصالح الاستعمارية.
ولعل ذلك الكتاب يحمل نورًا لدروب الحرية التي لمسناها في سطوره، إنَّ هؤلاء المفكرين هم عظماء الأمة الذين ضحوا من أجل الأمة العربية والإسلامية، وأيقظوا الشعوب، ولعل ذلك النور أضاء عقول الشعوب وبدأت خيرات تلك الأفكار التنويرية في ثورة الربيع العربي الذي أنتزع الحكم من الطغاة ولكن هنالك دول تم إجهاض ذلك الربيع فيها كما في اليمن، وفي مصر، وفي سوريا، وفي ليبيا، ولم تنجح إلا تونس التي كانت الشرارة الأولى منها، وتحول العام إلى ربيع ثورة في أغلب الأقطار العربية والإسلامية.
نجحت السودان وموريتانيا وما زالت العراق ولبنان والجزائر تعيش تحت المؤامرة، ولكن الشباب لا يزالون منتفضين في تلك البلدان، وكل يوم هنالك ربيع من أجل زلزلة عروش الطغاة الذين عليهم أن يعوا أنَّ تلك الانتفاضات والثورات لابد أن تصل إلى عروشهم لانتزاع ذلك الحكم الذي هو امتداد لاتفاقية سايكس بيكو التي أوصلت هؤلاء العملاء إلى قيادة الأمة حتى يكونوا خدّامًا للاستعمار، وعملاء له مقابل أخذ المال العربي والإسلامي إلى البنوك الغربية من أجل تشغيل يد العمالة في تلك الشعوب، وفتح المصانع لتصنيع كل ما يحتاجه العالم، ومن ثم يصدّرونها إلى الأمة العربية والإسلامية لأخذ ما في جيوب المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، ولكن نور الحياة الذي لمسناه في كُتب مفكرينا، وتنورت بها عقول أبناء الأمة العربية والإسلامية حتى خرجت إلى ثورة الربيع العربي، ولعل الربيع العربي أيقظ الأمة من سبات عظيم ظلت فيه لعدة عقود مضت تعيش في ظلمات لا ينقذها منه إلا ثورات من الشعوب بصدور عارية تتلقى الرصاصات من عملاء الاستعمار لعلها تكون صحوة لاجتثاث أولئك الطغاة وتحويل الأمة إلى حكم ديمقراطي شوروي عادل، تتحكم فيه الأمة، ويكون الحاكم أجيرًا لدى الأمة، ولا تكون الأمة أجيرة عند الحاكم، وإيجاد نظام برلماني، وقيام برلمانات في القرية، وفي العزلة، وفي المديرية، وفي المحافظة، حتى قيام مجلس الأمة الذي يُنتخب من خلاله مجلس النواب ومجلس الشورى، ويُنتخب من خلاله رئيس الدولة بصلاحيات مخصصة وتكون الصلاحيات الكاملة بيد الحكومة البرلمانية.
نـــفـــحـــات مــن كـــتــــاب رابط مباشر PDF