تنزيل وجيز.. الشورى أعلى مراحل الديموقراطية شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.إن السياسة العملية في الإسلام هي أخذ الناس إلى الصلاح وإبعادهم عن الفساد (جلب المصلحة ودرء المفسدة)، وعند ابن عقيل: (السياسة هي أي فعل يكون فيه الناس أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد، ولو لم يفعله الرسول، ولو لم يرد فيه نص قرآني).
لم تكن السياسة هي الدولة أو الحكومة أو السلطة كما هو شائع في الخطاب المعاصر وإنما كانت فعلاً اجتماعياً يشمل التهذيب والتربية والإصلاح.
– لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ البقرة، 256.
حرية الاعتقاد تمضي جنباً إلى جنب مع حرية التعبير، التي لا يحكمها سوى إطار واحد، يتمثل في ألا يكون التعبير طعناً في الدين حيث يعد ذلك مخالفاً للنظام العام في الدولة فضلاً عن أنه يشكل عدواناً على حق والتزام جماهير المتدينين، وهناك فارق كبير في حرية الرأي بين الرؤية الوضعية والإسلامية ففي الأولى حق مباح بينما في المفهوم الإسلامي واجب لايستطيع أحد أن يتنازل عنه، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على كل مسلم، يتعين عليه القيام بالواجب حسب استطاعته سواء باليد أو اللسان أو القلب، وحين يتعلق الأمر بالظلم فينبغي ألا يسكت المسلم حتى اعتبر الحديث النبوي الشريف أن:
(من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر).
– نجد التوجيهات الحكومية الواقعية في عهد التخلق الديموقراطي الإسلامي حيث تكون الآثار العملية لعالم الأفكار واضحة فعمر بن الخطاب يسمع مولوداً يبكي، وقد علم أنه يبكي لأن أمه قد فطمته، كي تحصل على منحة يدفعها بيت المال للأمهات اللواتي فطمن أولادهن، فأذاع الخليفة في المدينة لائحة خاصة بالأمهات المرضعات، يقول لهن: لاتعجلوا صبيانكم عن الفطام فإنا نعطي مالاً لكل مولود في الإسلام.
وهذه اللائحة توضح فكرة تنظيم الحضانة الرسمية للأطفال وتخصيص لهم رواتب من بيت المال، وهذه الحضانة التي لم تتحقق بهذه الصورة حتى اليوم في أوروبا والعالم الذي يدعي أنه متقدم، ولاشك أننا نعجب بهذا المثل الواقعي لما يبدو فيه لرجل الدولة مثل عمر من سمو الضمير ومن اهتمامه بواجباته نحو الجمهور .
– وتشكل الديموقراطية الاقتصادية مظهراً واقعياً هاماً للديموقراطية السياسية والاجتماعية، لأنها تقوم على مبادئ إسلامية عامه تهدف إلى توزيع الثروة بين الأفراد والمواطنين حتى لاتصبح دولة بين أيدي بعض المترفين والأغنياء، ففي الزكاة يضع القرآن الكريم أساس تشريع اجتماعي- اقتصادي عام لتأمين الحاجات الأساسية الضرورية لكل المواطنين ولمنع وجود أي فقير في المجتمع فعندما يصف الرسول هذا المبدأ الاقتصادي الإسلامي فإنه يصفه بمبررات تزعم الاشتراكية أنها تنفرد بها اليوم حيث يقول الرسول :
(إن الله اقتطع من أموال المسلمين الأغنياء نصيباً هو نصيب الفقراء، لأن الفقراء، لايجوعون ولا يعرون إلا بسبب الأغنياء ).
فالعناصر الأولية الضرورية في التحريك الديموقراطي الاقتصاديالاجتماعي للإقلاع بالمشروع الحضاري بكل طاقات المجتمع في المنظومة الفكرية والإسلامية هي:
أ – لقمة العيش حق لكل فم.
ب – العمل واجب على كل ساعد.
جـ – المسكن حق لكل مواطن.
ء – الإبداع العلمي والعملي واجب على كل عقل.
هـ – العمران المادي والروحي واجب على كل فرد.
إن العالم العربي الإسلامي الذي يتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة وموارد طبيعية متعددة وطاقات بشرية عظيمة بحاجة إلى إرادة حضارية حيوية للإنطلاق فالقضية ليست في الحقيقة، قضية قصور في الإمكان، بل قصور في التصرف والسياسة والتخطيط والإدارة فهناك نوع من الكسل الفكري الذي ينبغي رفعه وإزالته لتحريك الطاقات الكامنة المعطلة لأن الله تعالى يقول:
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ الرعد، 11.
فعلى سبيل المثال (إن ليبيا لها متسع من التراب، ومصر لديها فائض من العدة البشرية، كما للكويت فائض من المال المعطل، لو اجتمعت هذه العوامل الثلاثة في خطة تجريبية لأدراك العالم العربي كله أن شروط الإقلاع والإكتفاء الذاتي هي تحت يده عندما يريد النهوض الاقتصادي بتعميم هذه التجربة الثلاثية، حتى تصير هذه التجربة لبنة عربية في أساس الحضارة الإسلامية الجديدة ) .
فالإرادة الحضارية هي تُفعل وتُوجه الإمكان الحضاري وعلى المجتمع العربي الإسلامي فريضة شرعية في أن يعيد للعالم الاقتصادي على المستوى الكوني أخلاقيته بحيث يحرره من العدوانية الوحشية الرأسمالية الغربية ويصفيه من ورطة الماركسية المادية التي سلبت الإنسان ما يميزه عن الآلات والأشياء، وجعلته مجرد آلة للإنتاج أي أداة إنتاجية حية، وذلك بالانطلاق الحضاري على نهج فكري إسلامي معاصر كالفلسفة العمرانية التوازنية الكونية بحيث تطبق الديموقراطية الاقتصادية الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية أولاً ثم تعمم التجربة دولياً حيث تعيد للاقتصاد وظيفته الطبيعية كخادم مطيع لكل أفراد المجتمع لا كعلاقة سيد بعبد في النظريات الاقتصادية الرأسمالية الأوروبية والأمريكية، وترفع عن الإنسان القيود التي وضعتها الفلسفات المادية عليه بحيث يعمل وينتج بكامل حريته وفق مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد لتحقيق أهداف المجتمع في العمران المادي والروحي والاكتفاء الذاتي لكامل الأفراد بمختلف الشرائح الاجتماعية والمستويات الثقافية.
وللتعددية الفكرية والسياسية وتداول السلطة بشكل حضاري راقي انتخابي صادق وصحيح وحر،أهمية استراتيجية في هندسة البناء الفكري لفلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية (ف ع ت ك) المنطلقة من قيم الدين الإسلامي ،وهو دين الفطرة البشرية للناس قاطبة وجدنا إن التفكير فريضة إسلامية عليا عبر التربية الإسلامية لامتلاك العقلية النقدية التغييرية التطورية ورفض العقلية التقليدية الآبائية مما أدى إلى ثمرات وفضائل عديدة كالتعليم المستمر والبحث العلمي الدائم وتشجيع الإبداع في كل مجالات الحياة وتطبيق الشورى الاسلامية الحضارية العمرانية الراقية الحرة هي أعلى وأسمى وأنضج مراحل التطبيق الديموقراطي عندما يكون صادقاً وحراً وشفافاً..
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ َ الشورى، 38.
فقد أغنى العقل الإنساني المفرد بالعقل الجمعي ولهذا قالوا: (من شاور الناس شاركهم في عقولهم واكتسب جودة تجاربهم ).
وهنا نبحث ثمرة طيبة للعقلية النقدية التغييرية وهي قبول التعددية بمختلف أنواعها وتداول السلطة بين كل شرائح المجتمع.
– حرية الاعتقاد والتعبير:
تعد أهم قيم النظام السياسي الإسلامي وهي نتيجة التوحيد لأن التعبد لله يحرر الفرد من أي عبودية لأي إنسان آخر مهما علا مقامه، وأهم حرية هي الاعتقاد والاختيار والتعبير، فقد بين القرآن الكريم بأنه:
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ الكافرون، 6.
فالأمر ينبغي أن يترك للناس أنفسهم بحيث يختار كل منهم الموقف الذي يراه صواباً.
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ يونس، 99.
ولعل الواقع المشهود والتاريخ المقروء في العالم العربيالإسلامي يؤكد تعايش فيه كل الديانات والملل السماوية وغير السماوية خير شاهد على موقف الإسلام من حرية الاعتقاد، إذ أبقى الإسلام على كل المعتقدات المغايرة وكان بوسعه أن يستأصلها فالتاريخ يقول بأنه ما دخل الإسلام بلداً إلا وأبقى على معتقداته ودياناته كما هي ولم يعاملها بسوء، بينما لم تسمح الحضارة الغربية (الأوروبية والأمريكية والروسية والصربية..)، لغير دياناتها أن توجد في أرضها بدليل موقفهم الاستئصالي العنصري من المسلمين في الأندلس وصقلية والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفييتي السابق، والتطهير العرقي بفعل الصرب للمسلمين في البوسنة والهرسك، وإبادة السكان الأصليين ودياناتهم وتدمير حضارتهم بفعل الغرب الأمريكي والبريطاني في أمريكا وأستراليا، كل هذه الحوادث التاريخية المؤسفة تدل على مرض وإفلاس العقل الغربي الأوروبي والأمريكي، والذي ما يزال يتهافت حتى اليوم وخير دليل دعمه المتواصل للدويلة الصهيونية اللقيطة المتوحشة التي تفترس البشر والحجر والشجر في فلسطين المحتلة.
وكتابنا:الحضارة الغربية مريضة وعلاجها بالحسنى فريضة ، يحلل مكونات الغرب بما فيه من قوة وضعف حيث يغلب عليه الصفة المريضة، ورغم تقدمه النسبي في العلم والتقنية لأنه يقلق أفراده ويسرق الآخرين ويقتل الجائعين ويساند المفسدين الإرهابيين ويدمر العمران..
فالسلوك المرضي الإرهابي الكارثي (الاستعماري) للحضارة الغربية بشقيها الأوروبي والأمريكي، وما يرتبط بها عضوياً من دول متخلفة ورجعية وطائفية وعصابات مرتزقة مجرمة وإرهابية، تقوم بنشر الفوضى القاتلة للحياة والمدمرة للبنيان والملوثة للبيئة والطبيعة تحت شعارات ملفقة كاذبة من إعادة الإعمار والمحافظة على حقوق الإنسان ونشر الديموقراطية.. وهم يظنون بذلك أنهم يضحكون على الشعوب ويسرقون خيراتهم ويدمرون مدنهم ويقتلون الملايين ويشردون عشرات الملايين منهم.. جعل الباحثين الغربيين أنفسهم يصفونها بأنها حضارة اختلت وظائفها وأدت إلى الانحطاط الثقافي والتدمير البيئي والتدهور الاقتصادي..
وعندما نصف بأن (الحضارة ) الغربية مريضة، فلا يعني أننا أصحاء حضارياً ولكننا نحاول جاهدين رغم كل الصعوبات أن نطلق مشروعنا النهضوي الحضاري الشامل، فالصعوبات والأزمات والتحديات.. هي صخور صلدة نقف عليها لنصل إلى قمة المجد برغم كل هجمات وإرهاب الدول الاستخرابية(الاستعمارية) والرجعية علينا، فهي تحثنا على النهوض والفعالية الحضارية الإنتاجية الشاملة، ومرضنا من النوع السليم يعالج بالعقل والعمل والعلم والتعاون.. بينما مرض الحضارة الغربية من النوع الخبيث، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ودولها معرضة للتفكك والانحلال والتمزق، كما يتفكك حالياً الاتحاد الأوروبي حتى أن دوله تتفكك أيضاً، فمثلاً بريطانيا معرضة للتفكك لعدة دول وكذلك إيطاليا واسبانيا.. أما الولايات المتحدة الأمريكية فمصيرها كمصير الاتحاد السوفييتي السابق وهو التفكك والتمزق إلى أكثر من 15دولة ولولا الأبر الإسعافية الإنعاشية الصينية لها لتمزقت منذ زمن بعيد، وآخر هذه الأبر الإسعافية، التوقيع على مبادلات اقتصادية وتجارية خلال شهر تشرين الثاني 2017، بلغت ربع تريليون دولار من قبل المدعو ترامب والمدعو تشي، فالصين العظمى بالإرهاب الخبيث السرطاني تضحك على أمريكا الكبرى بالإرهاب الكارثي الوحشي ، وتعملقها اقتصادياً وعسكرياً وتدعم إرهابها الكارثي العالمي لأنها تريد أن توصلها إلى مرحلة مفلسة نهائياً لتستلم بدلاً عنها قيادة العالم كما صرح المدعو الإرهابي الصيني تشي أمام حزبه بأن الصين أصبحت قادرة ومستعدة للسيطرة على العالم، فهي تريد أن تموت أعداءها المجرمين الكبار لكي يحدث فراغ جيوسياسي عالمي، وتقتنص الفرص لنشر سرطانها الصيني الأخبث من السرطان الغربي الأوروبي الأمريكي، من سرقة خيرات العالم وتشريد وقتل الشعوب وتدمير البيئة..
وهذا يضع البشرية أمام حالة طوارئ عامة لإنقاذ الكوكب الأرضي بمن فيه وما فيه، من أعداء وأضداد الحياة والحضارات الإنسانية والقيم الأخلاقية العمرانية والبيئة.. ويحتم علينا نحن الأمة العربية الإسلامية، الإسراع في رفع مستوانا الحضاري الشامل بحيث نتمكن من إنقاذ بلادنا والعالم متبعين الأسلوب الحضاري القرآني الذي يدعو إلى إتباع الأحسن قولاً وحواراً وفعلاً ومعاملةً وعلماً.. بحيث نكون شهداء على الناس وننشر الرحمة والتعارف والسلام على المستوى الأرضي الكوني،
ولهذا ايجاد تعايش ثقافي وتعاون حضاري وتعارف دولي بين الشعوب، واحترام الانسان وحقوقه حقيقة وليس دعاية، ومحاولة انقاذه ومساعدته في أي مكان، والاعتقاد العملي بأن صرف تكاليف صنع صاروخ واحد عابر للقارات مثلاً من قبل أحد الدول – الكبرى في الإرهاب – لمساعدة الانسان سوف ينقذ حوالي مليون طفل مشرد في هذا العالم، ومن الجدير بالذكر هنا قول أحد فلاسفة الغرب (بأنه إذا أصرت الحضارة الغربية على أحاديتها وتفردها فسيبقى الانسان يعيش نوعين من البؤس: البؤس الروحي في الغرب والبؤس المادي في الشرق، ولذلك لابد من الحوار الحضاري المتبادل لحل الأزمة), كل هذا وغيره نأمل أن يتحقق لتأمين حياة أفضل للإنسان أينما كان.
والله الحكيم العليم الخبير العزيز القوي العدل السلام الرحيم الجبار القهار.. الموفق.هام وقيم للجميعكتاب هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
وجيز.. الشورى أعلى مراحل الديموقراطية رابط مباشر PDF