تنزيل وجيز عروبي..وليس سامي شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.إذا كان الغرب العليل يعيش ويتعفن في مستنقع أكاذيب وأساطير وخزعبلات وخرافات وأوهام وعنصرية وهمجية وحماقة التوراة الملفق ، وهويدعي انتسابه للمسيحية ولاسيما البروتستانتي منه، ويدعي أن التوراة أو العهد القديم هو الكتاب المقدس المعول عليه في تفسير الماضي والمستقبل، فإن المقارنة بين التوراة والقرآن الكريم تزيل الغشاوة عن أعينهم، وتبين أن هذا الكتاب الذي اعتمدوه أساساً دينياً لرؤيتهم العقائدية ما هو إلا كتاب غير مقدس يعج بالإرهاب والأسطورة والوثنية والترهات والسحر والشعوذات.. بل هو يعج بالانتهاكات الأخلاقية السافلة .
• يرد في سفر التكوين :
(وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير .
فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لأخوته.
وقال مبارك إله سام وليكن كنعان عبداً لهم وليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبداً لهم) .
يقول جورجي كنعان ( وجاء الأب الأول نوح الناطق باسم يهوه يوزع البركات واللعنات بين أبنائه بعد ليلة سكر وتعري، يجلل واحداً بالسيادة ويصم آخر بالعبودية وكأن الإحساس الإنساني نضب في صدر الإنسان الأول بعد الطوفان فكانت اللعنة الأولى باعثاً للعداء والحقد العنصري ..ففي العائلة البشرية الأولى بعد الطوفان يبدأ نوح كما أراد له الكاتب العبري العنصري بلعنة أحد أبنائه ومباركة آخر.. ويصنف أبناءه بين ملعون يبقى عبداً لأخيه ومبارك يبقى سيداً لأخيه.. فنوح العنصري يلعن باسم يهوه أبا الكنعانيين ويبارك أبا اليهود ) .
في القرآن الكريم لم ترد قصة لعنة نوح، ولما جاء القرآن الكريم جامعاً لكل شيء إن كان بالتصريح أو بالرمز أو الإشارة، فإن عدم إشارته لحادثة اللعنة تثبت أن اليهود لفقوا وحرفوا واخترعوا ما يناسب أهواءهم وشذوذهم وسفالتهم، وقصة اللعنة مخترعة من أساسها، أضافها الكاتب اليهودي في عصر احتدام الصراع بين الغزاة العبرانيين وأصحاب الأرض الفلسطينية الكنعانية .
أما الدراسات التاريخية والكشوف الأثرية فقد رفضت مقولة إن كنعان هو ابن حام.
وقد أكدت أن الكنعانيين هم عرب جاؤوا من جنوب شبه الجزيرة العربية في حوالي عام 3000ق.م حيث لم يكن في هذا الوقت عبرانيون على أرض الوجود، ومسألة كون كنعان بن حام هو حفيد نوح مسألة تخص التوراة وحدها والتزوير وحده، ولا علاقة لهذه المسألة بالمنطق التاريخي العلمي أو الأسطوري الميثولوجي، ثم ليس ما يثبت أن لنوح ثلاثة أولاد هم سام وحام ويافث.
وإلى جانب رفض الدراسات التاريخية فإن القرآن الكريم يرفضها كما أوردنا سابقاً.
إن كلمة سام والشعوب السامية مصطلح أطلق في القرن الثامن عشر والذي أطلقه المؤرخ والباحث الإرهابي النمساوي (تسلوتسر) عام 1781 مستنداً في ذلك على التوراة.
وقد أكد الدكتور جواد علي في كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام أن مصطلح شعوب سامية مصطلح مبهم وملفق بينما مصطلح شعوب عربية أقرب إلى المنطق العلمي الموضوعي لأن هذه التسمية ملموسة المفهوم.
وقد أطلق اليونان والرومان اسم العرب على سكان الجزيرة العربية منذ الألف الأول ق.م أي قبل نشر مصطلح شعوب سامية بحوالي 2000 عام.
وليس مصادفة إذاً أن يختار اليهود أرض كنعان العربية ليستعمروها ويستوطنوها ويعتدوا عليها ويمارسوا الإرهاب والاجرام والوحشية واللصوصية ويشردوا السكان العرب أصحاب الأرض، فبعد صب لعنة نوح على حفيده صار اليهود ينسجون القصص والخرافات والأقاويل حول انحطاط سكان فلسطين من العرب الكنعانيين وما زالت هذه النظرية تمارس إلى اليوم ، ويدعم الكيان الصهيوني الإرهابي في فلسطين العربية الإسلامية، كل الدول الاستعمارية الإرهابية الصليبية الأوروبية الأميركية وأسيادها من المافيات الماسونية الصهيونية.. وأذنابها من الأنظمة الفاسدة المستبدة والخونة والمرتزقة المختلفة الأشكال والألوان والشعارات والمتفقة في جوهرها الإرهابي التخريبي الإجرامي ..ضد البلاد العربية الإسلامية..
ينبغي هندسة نظرية عربية إسلامية عالمية نقدية توثيقية جديدة لتقدم دراسة علمية شاملة عن المهد الأول للشعوب العربية تقوم على أساس علمي موضوعي بحت، ومنهجية تاريخية صحيحة ..
فإننا إن لم نفعل سنبقى عالة على آراء الغرب الملفقة والكاذبة، ولن نرى الابداع المستقل المنافس العلمي العربي الإسلامي في يوم من الأيام، إذا لم نتخلص من التبعية لهم ، ولا عذر لنا في هذا بعد كشف النقاب عن أسرار الكتابات العربية القديمة كلها تقريباً.
وبعد تعلمنا أسرار اللغات التي كتبت بها، إنني على يقين من أن أي دارس للحضارات العربية القديمة يمتلك من المعرفة اللغوية والكتابية والأثرية أكثر مما كان يمتلك المدعو الملفق جويدي الذي عاش في القرن الماضي ( 1844- 1935م ) ووضع نظريته، التي تعد أقدم نظرية في مهد الشعوب (السامية) على حد قوله عام ” 1879 م ”
ومما يشجع على القيام بدراسة علمية عن المهد الأول للشعوب العربية القديمة أن الباحثين الأثريين اكتشفوا كثيراً من المدن والممالك القديمة في وطننا العربي، واستخرجوا منها آلاف الرقم والقطع الأثرية، وكل ما كشف إلى الآن هو في مصلحة دراسة عربية تدحض ما جاء به التوراتيون الكاذبون الملفقون، لأن ما جاءوا به بُني بلا أساس، صاغوه من خيال أسطوري وخرافي وعنصري وعدواني ..، لا وجود له في الواقع .
وقبل التطرق لهذه الدراسة لابد من نقض التسميات أو المفاهيم التي عاشت بين ظهرانينا فترة ليست قصيرة، أخذناها عن الغرب، ورددناها دون أن نحاول ولو مجرد مناقشتها، من هذه المفاهيم ” السامية “، ” الهجرات السامية “، أما فيما يتعلق بالتسمية (السامية)، فأول من أطلق هذه التسمية الملفق الكذاب الحاقد النمساوي شولتسر عام 1781م، وواضح أن شولستر قد اقتبس تسميته هذه من التوراة، فقد أطلق اسم الشعوب (السامية) على تلك الشعوب التي عاشت في منطقتنا، والتي انحدرت حسب أسطورة الطوفان في التوراة من صلب سام بن نوح.
فقد جاء في التوراة ” سفر التكوين- الإصحاح 10 “21- 31 ” :
وولد لسام أيضاً بنون، وهو أبو جميع بين عابر أخو يافث الأكبر، بنو سام عيلام وأشور وأرفكشاد ولود وآرام، وبنو أرام عوص وحول وجاثر وماش، وأرفكشاد ولد شالح ولد عابر..الخ .
وهكذا يتبين لنا أن عابر وأشور وأرام أولاد سام، قد انحدر عنهم العبريون والآشوريون والآراميون .
• شعوب عربية ..لا سامية :
يتضح لنا من دراستنا السابقة بطلان التسمية السامية، ولو انطلقنا من واقع الوحدة الحضارية للمنطقة العربية التي تجلت في وحدة اللغة والدين والتاريخ والفن..، هذه الوحدة الناتجة عن الأصل الواحد والمحيط الجغرافي الواحد لأمكننا إطلاق تسمية الشعوب العربية (العروبية) القديمة على أسلافنا الذين عاشوا في وطننا العربي منذ أقدم العصور إلى ظهور الإسلام، إذ إن شبه الجزيرة العربية سميت كذلك لأن العرب أصحاب اللغة العربية وجدوا فيها، وقد وردت تسميتهم العربية منذ منتصف القرن التاسع قبل الميلاد، إذ وردت في نصوص شلمناصر الثالث الآشوري التي تصف انتصاره على الحلف الآرامي في معركة قرقر الأولى ” 854ق.م “، وأخيراً ساد العرب وسادت لغتهم بعد ظهور الإسلام الحنيف وسميت شعوب الوطن العربي باسمهم إلى يومنا هذا .
فإذا وجدت مثل هذه الوحدة العرقية واللغوية والتاريخية والحضارية بشكل عام، فلماذا لا نطلق على أسلافنا من أكاديين وآشوريين وعموريين وكنعانيين وآراميين ..اسم الشعوب العربية القديمة ! ؟
ولو قدمنا نبذة بسيطة عن تاريخ تسميات هذه الشعوب لاعترفنا بمشروعية هذه التسمية، فقد سمي الأكاديون كذلك نسبة إلى عاصمتهم أكاد، وعندما انتقل مركز الثقل السياسي إلى بابل سمي البابليون كذلك نسبة إلى عاصمتهم، فهل نحن أمام شعبين مختلفين حقاً الأكادي والبابلي ؟.
ألم تتغير العاصمة في وطننا العربي أكثر من مرة؟
ألم تقم سلالات حاكمة تشكل دولاً كالدولة الأموية في دمشق والدولة العباسية في بغداد؟.
أما الشعب فكان نفسه في كلتا الدولتين، هذا الأمر يمكن أن ينطبق تماماً على الشعوب العربية القديمة، التي أسست عواصم لها نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية وجغرافية واستخدمت لغة عروبية وهي شقيقة أصيلة للغة العربية، وكانت كل مظاهرها الحضارية متشابهة سواء في اللغة أم الفن أم الدين، ولذلك فإني أرى من المشروع تسميتها ” الشعوب العربية القديمة ” .
يأتي هذا الكتاب ونحن في عصر القرن الواحد والعشرين حيث نعتقد بإنه سوف يتميز بما يلي:
1- عصر هندسة الشخصية نفسياً واجتماعياً وحتى ثقافياً وجسمياً باتجاه مصلحة الأقوى علمياً وتكنولوجياً.
2- عصر طوفان المعلومات وثورة الاتصالات بحيث تصبح الكرة الأرضية قرية صغيرة تعتبر مركزاً للانطلاق للفضاء الخارجي لسبر الكون الفسيح حولنا.
وإذا أردنا نحن في العالم العربي والاسلامي أن يكون لنا وجود فعال وحيوي وحضاري في هذا القرن علينا الالتزام بالحكمة بعناصرها الخمسة: المعرفة والخبرة والايمان والابداع والسلوك الحي العَدْل, حيث إن المعرفة مقدرة والخبرة قوة والايمان دافع وموجه والابداع مطّور والسلوك العَدْل منفذ، ليس فقط على مستوى الفرد وإنما على مستوى المجتمع والأمة ككل.
بالإضافة إلى التركيز على مبدأ التطور الحضاري بأن المرحلة الحضارية الحالية لمجتمع ما هي نتيجة لما قبلها وسبباً لما بعدها.
وهذا الأمر يحتم إنشاء مراكز بحث للدراسات الاستراتيجية والحضارية ومؤسسات علمية تعنى بإجراء الدراسات العلمية والعملية المختلفة والابحاث النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية واللغوية والادارية والكونية والفضائية والعسكرية والمعلوماتية والمستقبلية.., بحيث نتمكن ليس فقط أن نقف موقف الندّ للحضارة الغربية وغيرها وإنما نستطيع أن نكتشف اسلوباً حضارياً نقود فيه موكب الانسانية لخير وسلام العالم كله.
وهذا الكتاب جاء كخطوة متواضعة في سبيل نهضة الأمة على المستوى العلمي والتقني والثقافي والفلسفي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والمعلوماتي والصناعي.. بحيث نتمكن من بناء وعمران حضارتنا الإنسانية العالمية الكونية وفق الخصوصية الثقافية والعقائدية لنا لنستطيع ليس فقط أن نواجه بل نوجّه التحدي العالمي الحالي وفقاً لأهدافنا الاستراتيجية لأنه عندما تسد الصخور طريقنا الحضاري فلأننا ضعفاء بينما عندما نكون أقوياء فأننا نرتكز عليها لنصل إلى القمة والمجد.
والله الحكيم العليم الخبير العزيز القوي العدل السلام الرحيم الجبار القهار.. الموفق.هام وقيم للجميعكتاب هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
وجيز عروبي..وليس سامي رابط مباشر PDF