تنزيل وجيز.. علم الاقتصاد الاسلامي الفقر وعلاجه شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.نحن في فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية نؤسس منظومتنا الفكرية المستقبلية على جوهر الإسلام الخالد، فلا نقول وجوب الرجوع إلى الإسلام، وإنما ننادي بضرورة التقدم للإسلام لأن الواقع البشري المعاصر بعيد عن الأفكار الإسلامية العامة، ولم يصل بعد إلى مرحلة النضج الإنساني العلمي والفلسفي والفكري والثقافي لتطبيق الإسلام بما يحث عليه من السير في الأرض والتعارف البشري والدعوة للسلم العالمي والعدل الاجتماعي ولا إكراه في الدين والمعتقد وتطبيق الحرية والشورى السياسية وإعطاء الإنسان هدفاً ومعنى في حياته ومطالبته بعمران الأرض والحفاظ على البيئة وتشجيعه للاستيطان والتواصل الكوني، وهذا على مستوى ثوابت الإسلام.
أما على صعيد التفكير الإسلامي، فنشرح قانونين لنؤكد حاجيتنا نحن والبشرية جمعاء للسعي المتواصل للتقدم نحو الإسلام:
أ- قانون الغزالي الاجتماعي: (صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان) من أفكار الإمام الغزالي (450- 505هـ/ 1058- 1111م)، ذات الدلالة الحضارية الهامة قوله: (إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا، فنظام الدين بالمعرفة والعبادة، لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة وسلامة قدر الحاجات من الكسوة والمسكن والقوت والأمن، فلا ينتظم إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية، وإلا فمن كان جميع أوقاته مستغرقاً بحراسة نفسه من سيوف الظلمة وطلب قوته من وجوه الغلبة، فمتى يتفرغ للعلم والعمل؟ وهما وسيلتنا إلى سعادة الآخرة، إن نظام الدنيا شرط لنظام الدين ) هكذا قال حجة الإسلام.
وأمام سمو هذه الأفكار والمبادئ (قانون الغزالي الاجتماعي) نجد سخافة النظريات والفلسفات الغربية كالمالتوسية والدارونية الاجتماعية والرأسمالية والماركسية والوجودية.. التي تؤكد على الصراع للبقاء والعبثية في الحياة والصراع الطبقي وقانون الغاب وسيطرة الوحوش المفترسة وغلبة سياسة الأظافر والأنياب، بحيث تغنى الدول الغنية وتفتقر الدول الفقيرة لدرجة أصبح الغرب يقوم على الحرب والنهب والإرهاب والاستخراب (الاستعمار) والفوضى الكارثية المدمرة..، فالمجزرة والإبادة والعدوان من صميم البنية الفكرية للعقل الأوروبي الأمريكي المتصهين المريض، حتى وصل الأمر في بداية القرن الحادي والعشرين أن يعيش أكثر من نصف العالم بلا طعام ولا مسكن ولا ماء صالح للشرب، بالإضافة إلى تفعيل الحروب والخراب ونشر الفتن والامراض المعديةوتمكين المجاعات وسوء التغذية والحصار الاقتصادي..
ب- قانون الأفغاني الحضاري: (الثقة بالنفس والإبداع الحضاري والاستفادة من تجارب الآخرين هم وسائل النهوض والاستقلال الحضاري)، لقد سار المهزوم نفسياً وفكرياً في الفترة الاستخرابية الأوروبية وبعدها، على طريق تقليد مظاهر الحضارة الغربية واستعادة تمدنها الخاص، مما أدى إلى أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية متراكمة سببت نكسات عسكرية متكررة، ولكن التيار الفكري القومي والإسلامي المنفتح قد وقف لهذا الخط الحضاري التقليدي بالمرصاد، فالإسلام الرشيد هو الذي نهض بالدور الأكبر في حشد جميع طاقات الأمة لتحرير البلاد العربية والإسلامية من مخالب الاستخراب الأوروبي وأنياب المقلدين للنمط الغربي المريض، الذين ينشرون النسق الغربي الاستهلاكي في بلادنا، وقد صدق في هؤلاء المقلدين قول جمال الدين الأفغاني (1254- 1314هـ/ 1838- 1897م):(..إن المقلدين للتمدن الغربي إنما يشوهون وجه الأمة، ويضيعون ثروتها، ويحطمون من نشأتها! إنهم المنافذ لجيوش الغزاة، يمهدون لهم السبيل ويفتحون لهم الأبواب!!) .
لقدبحثنا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية في هذا الكتاب: علم الاقتصاد الإسلامي ، وفيه ركزّنا على مشكلة الفقر في المجتمع وأسبابه وأنواعه وعلاجه ،وعرضنا الرؤية الإسلامية للقضايا الاقتصادية الاجتماعية بشكل عام لاسيما فيما يخص جودة البنية التحتية من وسائل الانتاج ورأس المال وتوزيع الملكيات والعمل والاجور وجهاز العمل ومردود الإنتاج والعرض والطلب .. ونؤكد هنا على عدة أمور أهمها:
1- طالما أن هناك فقر في المجتمع مما يدل على وجود القهر والظلم ,وهذا معاكس لتعاليم الإسلام التي تدعو لتأمين لقمة عيش لكل انسان وعمل مناسب لكل يد وملبس ومسكن وتعليم وصحة.. مما يؤدي إلى تحقيق جميع الضروريات الحياتية لكل مواطن مهما كان ,وإذا لم يؤمن المواطن حاجاته الأساسية فهذا يدل على وجود فساد إداري وسياسي ولصوص يسرقون حقه في العيش الكريم..
وفي معالجة الفقر يجب أن نحلل مسببات القهر والظلم وأهمها الأزمة الثقافية الحضارية لا سيما أزمة إدارة الدولة والمجتمع المتمثلة في النظام السياسي وجودته، ولذلك عرضنا الأساس النظري الفكري للنظام السياسي الشوري الديموقراطي العادل ،وبحثنا نظرة الإسلام للبنية التحتية الاقتصادية و البنية الفوقية الفكرية في المجتمع الإنساني ،ومعالجة الفقر بتأمين العمل والتكافل الاجتماعي والعدل الاقتصادي والزكاة والصدقات مع التأكيد على أن أهم إصلاح ينبغي أن يتركز على جودة إدارة الدولة والمجتمع، وقد سُئل الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كيف يفسد المجتمع؟ فقال: (وضع الصغير مكان الكبير، والجاهل مكان العالم، والتابع مكان القائد)..
بالإضافة إلى عرض عدة دراسات ومقالات وأبحاث هامة جداً، مثل تجارة (مكافحة ) الإرهاب ، وهي فوضى خبيثة كارثية وحشية رابحة جداً لإعداء وأضداد الكوكب الأرضي بمن فيه وما فيه، شكل جديد لفلسفة العلم، منهج عمراني نقدي شامل وجديد، سأعمر بلدي وأزرع أرضي وأطعمكم..، تحلل وتنقد عوامل ومظاهر المرض الاستبدادي الاستخرابي (الاستعماري) السرطاني الذي هو أصل الخراب والحماقة والسخافة والغباء والوحشية والأمراض الفكرية والعقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية..، ضمن بيئة بنيوية تخلفية عميقة تتظاهر على سطح المستنقع الاجتماعي بعدة أعراض كتمكين القهر والبؤس ونهب المال والفلس وتقديس الماضي والأمس وتقديم الذيل على الرأس ولصق الغبي الخائن السفيه السخيف على الكرسي ودعم النفاق والقذارة والدنس وتشريد عشرات الملايين بالظلم والقصف والقتل والفأس وجلب الإرهاب و المرتزقة واللص مع العلج والحقد والنجس ونشر الشذوذ والفحش والدعارة والجنس مع الفقر والجهل والغباء والدجل والحقارة والمخدرات والوهم والنصب في الأنس ..، وتلك العلل لها صلة كبيرة بسوء وتردي الوضع الطبي والصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والفلسفي المحلي والإقليمي والعالمي، وهي تؤكد وتوثق الفوضى الارهابية الكارثية الطبية والصحية العالمية كسياسة تلفيق الداء لتسويق الدواء، كارثة صناعة السرطان واستثماره، فلسفة المرض الصحيحة وعلاجه الطبيعي الناجح..، مع التأكيد على معالجة المرض السرطاني الاستخرابي بمستشفيات حضارية ثقافية صحياً ونفسياً وعقلياً والمتساوق مع القضاء العادل والقصاص العاجل والتعويض الكامل بدفع جميع التعويضات المالية والمادية والعمرانية والمعنوية.. للشعوب المظلومة والمسروقة والمشردة..، فالأيام دول ، والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، وفوق كل ظالم سارق فاسد ملفق كاذب خائن عميل سافل معتدي ..قاهر، ولأعداء وأضداد الحياة والحق والعدل السلام والرقي والعمران والبيئية والإنسانية.. من مختلف الانجاس والادناس والجنسيات، العذاب والخزي في الدنيا كهشيم المحتظر في مزابل التاريخ العفنة، ولهم في الآخرة جهنم وبئس القرار والمصير.
فالإسلام لاسيما بأركانه الأساسية كالتوحيد والتقوى والعمل الصالح، رافع للمجتمعات والفلسفات والثقافات إلى مستوى التحضر الإنساني والسمو الأخلاقي والابداع العلمي التقني المسخَّر باتجاه خير وسلام وأمن وسعادة البشرية..
1-فالتوحيد هو أن يكون الإنسان لله عبداً ولغيره نداً ومنافساً، ورفض الاستبداد والاستعباد مهما كان نوعه حسب قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، والتوحيد يؤدي إلى الزهد الحقيقي بكون الإنسان خليفة الله تعالى في الأرض والكون ولتحقيق ذلك بشكل فعال وإيجابي يجب أن يمتلك الدنيا كلها بعقلة وعلمه وعمله، بمعنى آخر الزهد الإسلامي الصحيح هو امتلاك الدنيا باليد وليس بالقلب.
2-أما التقوى فهي توجه الأعمال والأقوال والأفكار نحو عمارة الأرض انسانياً، وقد عرف الإمام علي بن أبي طالب: (التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل والاستعداد يوم الرحيل)، وكذلك قال الفاروق عمر بن الخطاب: (إذا غابت التقوى فالغلبة للأقوى)..
3-أما العمل الصالح فهو جميع أعمال الإنسان في المجتمع بمختلف التخصصات العلمية النظرية والتقنية التطبيقية والحياتية المعاشية.. لزيادة المردود الإنتاجي النظري والعملي بشكل إيجابي لتحسين المستوى الحضاري للفرد والمجتمع ولديمومة آليات التنمية الإنسانية الشاملة..
ونؤكد أخيراً بما أتخمنا به الغرب بفلسفاته الإفلاسية والخرافية بقضية الانفجار السكاني وزيادة الناس مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه والغذاء والصحة .. بأن تلك القضية هي سبب الفقر والمجاعات وسوء التغذية في القارات ولاسيما في افريقيا وأسيا وأمريكا وأوروبا , وهم يتناسون بخباثة وقصد بأن مشاكل الفقر والمجاعات في المجتمعات أسبابها الأساسية هو الجشع الاستعماري الاستبدادي الارهابي بسرقة الموارد والخيرات للشعوب لاسيما الذهب والماس واليورانيوم والنفط والغاز ..فالدول الاستعمارية الأوروبية الأميركية الروسية الصينية وأذنابهم يشعلون الحروب الأهلية بين السكان لكي يدمروا بعضهم بعضاً ليسرقوا خيراتهم كما في العراق والشام وأفغانستان ونيجيريا واليمن وافريقيا الوسطى ومالي ..، وكما قال الفيلسوف الفرنسي جارودي بأن الغرب لا يقول للفقراء أنتم فقراء بسبب النهب الأوروبي الاستعماري لخيراتكم بل بسبب تكاثركم وكثرة أعدادكم.. ويدعم الغرب المريض المفلس أقواله بفلسفات تدل على القصور العقلي والنكوص الإنساني كالمالتوسية والدارونية والرأسمالية والماركسية التي تؤجج الصراع والعنف.. فالكوكب الأرضي في بداية القرن الـواحد والعشرين يعيش فيه حوالي 8 مليار إنسان والدراسات العلمية والغذائية ولاقتصادية تؤكد إن الأرض تكفي لأكثر من مئتي مليار إنسان عند الاستثمار العلمي التقني الرشيد والحياة الإنسانية المتحضرة الخالية من الحروب والفتن والإرهاب والاستعمار والاستبداد والاستعباد ..
وبعد أن نأخذ بجميع الأسباب والقوانين الطبيعية والكونية والشرعية الجهادية الصغرى والكبرى لتفعيل الاستنهاض الحضاري الإنساني الشامل الوطني والعالمي ندعو الله سبحانه وتعالى، ونقول: اللهم أصلح العالم كله بمن فيه وما فيه وخاصة المستعمرين الفاسدين المستبدين..، وإذا لم يصلحوا ويحسنوا ويهتدوا ويعودوا إلى رشدهم بعمل صالح نافع وقول صادق مخلص، فندعو عليهم ونقول :
اللهم أهلك عاجلاً الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين منتصرين يارب العالمين.
والله الموفقكتاب قيم وهامكتاب هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
وجيز.. علم الاقتصاد الاسلامي الفقر وعلاجه رابط مباشر PDF