تنزيل وجيز قانون ملوحي الحضاري.. القانون الحضاري العام في الفلسفة العمرانية الكونية.. طبعة ثالثة شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.في فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية المرتكزة على جوهر الإسلام الرشيد القوي والمستمدة من روح الأمة، والمستفيدة من كل إيجابيات المعارف والعلوم البشرية المعاصرة، والآخذة للمفيد من تجارب وثقافات وحكم الشعوب والأمم، والهادفة إلى سمو ورقي الإنسان على مستوى الأرض والكون في مختلف مجالات الحضارة والحياة والثقافة والمعارف فردياً واجتماعياً ودولياً وعالمياً، وأما الهدف العام من القانون العمراني الناظم للتطور الحضاري الإنساني الشامل فكرياً وعملياً كما يلي:
– الهدف العام على المستوى الفكري النظري:
الإسلام يجعل الإنسان عموماً سيداً لهذا الكون وإن كل مظاهره وموجوداته مسخرة له، وبالتالي يوكل إليه النظر والبحث في آيات الأفاق الطبيعية والكونية وآيات الأنفس والمجتمعات والأمم والحضارات، ليقوم بعمارة الأرض والكون وتنظيم الحياة البشرية، وبذلك يتحقق المعنى العملي في جعل الإنسان خليفة لله تعالى في الأرض والكون، عندما يقوم بالعمران المنظم للكون ويحقق الخير والحرية والمساواة والعدل والكرامة للإنسانية، فلا إكراه في الدين ولا استغلال أو استبداد أو سرقات أو نهب لخيرات الشعوب كما يفعل الغرب وأمريكا اليوم، وإنما هناك عمل ورخاء وتنافس شريف وتعاون دولي وتكاتف اجتماعي.
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُوَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ7-8، الزلزلة
(وبكلمة جامعة نقول من شأن العقيدة الإسلامية أن تنزل بالمتألهين والمتكبرين من غليانهم وجبروتهم، وتحجزهم عن التطاول على الآخرين، وأن ترتفع بالمستضعفين عن مناخ الذل والضعف والذي فرض عليهم، وتطلقهم فوق صعيد الحرية والكرامة، وتعيد إلى كيانهم مشاعر العز والإباء، وبذلك يلتقي هؤلاء وأولئك عند حدود عادلة متساوية، فليس لهذا الجانب أو ذاك فرصة لاستغلال أو وسيلة لاستعباد، ووقائع التاريخ ونماذج الحياة الإسلامية التي قامت على هذه الأرض خير دليل على هذه الحقيقة البدهية الواضحة..) .
ويتمثل هذا المعنى بوضوح تام في قوله في كتابه الكريم، والذي نوجهه إلى كل قوى الشر والفساد في العالم كالرأسمالية والشيوعية والصهيونية والدول الغربية الاستخرابية العدوانية وقوى الاستبداد والاستعباد للشعوب، لتعرف مصيرها، وأنها سوف تحاسب على أعمالها الهمجية في الأرض قبل الآخرة، لأن العاقبة للمتقين.
فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَهود، 49.
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ القصص،4-6.
-الهدف على المستوى العملي الإجرائي:
هو أن نكون شهداء على الناس بشرط قيامنا بالتنظيم الفعال الإيجابي والمنتج للآليات التفاعلية الحضارية الكونية عبر استمرارية المكان وديمومة الزمان التي توضح قوانين تداول الحضارات بين البشر وانتقال السيادة العالمية بين الأمم حسب درجة سمو وتقدم المجتمعات، وهذا يحتم منا أن نكون بمستوى ثقافي علمي وتقني حضاري مرتفع، لنكون أصحاب رسالة إنسانية خيرة ومشاريع علمية تقنية متطورة ليمتد تأثيرنا أبعد من بلادنا ويتجه فكرنا وعملنا وطموحنا اقليمياً وعالمياً وكونياً، لنخرج البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ظلم الحكام إلى عدل الإسلام ومن عبثية الحياة إلى هدفية وسمو الإنسان.
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا البقرة، 143.
فعلى مستوى عالم الأفكار، نجد أن الوعي الاجتماعي للفرد، يتطور في موطنه ثم يتوسع في دوائر أكبر حسب درجة تقدمه، فكما هي الحال بالنسبة لنمو الطفل يحصل امتداد في المستوى الشخصي للفرد مع الزمن، من مهده إلى منزله فمدينته وبلاده واقليمه ثم العالم فالكون، وهذا التوسع في مستواه الشخصي يكون مقياساً غير مباشر لدرجة تحضر الوسط الاجتماعي الثقافي الذي يحتضنه، فلا يحيى الفرد مع أهله ومواطنيه فحسب ولكن مع عدد كبير من البشر في المجتمع، وهذا المقياس لمعيار درجة تحضر الفرد والمجتمع صالح لكل الشعوب، ويتراوح من التقدم إلى التخلف تبعاً لتحضر أو تأخر الأمم.
وينبغي الأخذ في الاعتبار بطريقة منهجية، الإطار الاجتماعي الذي يتكون فيه وعي المسلم المعاصر، بغية منحه أقصى مستوى شخصي ممكن بحيث نكّون له امتداداً فكرياً إنسانياً عالمياً، فيمكن القول بأن وعيه يتكون وسط عدد معين من الدوائر التي تستطيع تخطيطها بالنسبة للفرد (عربي سوري أو مصري أو جزائري..)، ثم العالم العربي فالعالم الإسلامي فالعالم الإفريقي الأسيوي فالدائرة العالمية ، فالدائرة الشمسية فالمجريّة فالكونية، وهذا تبعاً لدرجة النمو الحضاري والتقدم التقني والسمو الفكري والبنيان العمراني وعظمة الرسالة الإنسانية التي يحملها الإسلام للإنسان أينما كان.
فالتطور الحضاري الطبيعي للعربي المسلم هو الامتداد الفكري الإنساني العمراني المتوسع من خلال الدوائر السابقة باتجاه المسافات الأرضية والشمسية والمجرية والكونية الواسعة، وعندما ينحصر تطوره ويضيق في بلاده فيصبح كالطفل الذي يفشل في النمو الجسدي العقلي، فيصبح قزماً جسدياً وقاصراً فكرياً، وهذا يعطينا التفسير العلمي لكثرة الأقزام على مستوى الثقافة والعلم والإبداع في بلادنا، بالإضافة إلى انتشار مركبات النقص بين هؤلاء الأقزام لدرجة أن بعض الأقزام ثقافياً عندما يكتب مقالاً أو يؤلف كتاباً، فيتوهم عندما يريد أن يعطي قوة لمقاله أو كتابه، فيجب أن يحشر فيه اسم أو مقولة لشخص أوروبي أو أمريكي حتى لو كان مضمون هذه المقولة تافهاً، بينما لا يجهد هذا القزم نفسه بالقيام بالدراسات الوطنية والأبحاث العلمية الميدانية والنقدية.
فمن الضروري العمل بكل جد على إنشاء مراكز علمية تعنى بإجراء الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية والاقتصادية والمحلية والدولية والعالمية ، لنبني العمالقة الذين يكونوا في موقع قادرين فيه على النقد والتعديل والتطوير والإبداع وامتلاك القوة الحضارية في مختلف أنواعها، بحيث يقولوا لا للدول الخارجة على القانون الدولي كالصهيونية العالمية والرأسمالية الاستعمارية الأوروبية الأمريكية والشيوعية الروسية الصينية، بالإضافة للتوصل إلى فهم أدق للأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتقنية والإدارية التي يعاني منها أفراد مجتمعنا ومعالجة عواملها والوقاية منها.
فإنه من واجب (المربين في البلاد العربية والإسلامية أن يعلموا الشبيبة كيف تستطيع أن تكتشف طريقاً تتصدر فيه موكب الإنسانية، لا أن يعلموها كيف تواكب الروس أو الأمريكان في طرائقهم أو كيف تتبعهم) .
والواقع أن الشاهد في حياة الناس أساسه الحضور في عالم الآخرين، بحيث يعرف ويبحث أقصى حد ممكن من القضايا والأحداث والوقائع والتحديات والعلاقات العامة الاجتماعية والثقافية والدولية والاهتمامات المستقبلية والأبحاث الاستراتيجية، وعندما يكون الشاهد حاضراً، يمكن لحضوره أن يغير من سير الأحداث وأن يجنب الوقوع في المحظور.
وعلى هذا فإن رسالة المسلم في عالم الآخرين لا تتمثل في ملاحظة الوقائع، ولكن في تبديل مجرى الأحداث بردها إلى اتجاه الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا: فالحديث النبوي الشريف يقول:
“من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” .
وفي الوقت الذي يكون فيه المسلم شاهداً وحاضراً، يتعين عليه أن يحمل رسالة إنسانية كونية خيرة يُبلغها إلى الآخرين على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي والكوني وتقوم على قاعدة صلبة من تبادل المصالح المشتركة والتعارف الحضاري الثقافي، ولا تهدف إلى تفسير العالم وظواهره المتنوعة فقط، وإنما يجب تغييره حضارياً وعمرانياً وتنموياً وإنسانياً، وخاصة في عصر عولمة الإرهاب والكوارث والحروب الرأسمالية الشيوعية الوثنية الرجعية
إنها.. أوروبا ومخلفاتها، إنها تحتضر بل وصلت وقاحتها إلى مطالبة الدول الإفريقية بدفع ضريبة فوائد الاستعمار إلى فرنسا مثلاً.
فقد ولدت أوروبا ومرتزقتها كوحوش مفترسة.. واحتضرت كقرود مفلسة تهوى ألعاب السيرك والقفز من جريمة إلى أخرى ومن حرب إلى أخرى ..
وللغرب الرسمي الاستخرابي (الاستعماري) اللصوصي والعميق الصليبي الصهيوني الماسوني الإرهابي آليات وتقنيات وحشية إجرامية في قتل وتشريد ونهب الشعوب والدول النامية، وبحث وتحليل ونقد إجرام وإرهاب الغرب على المستوى العالمي موجودٌ ضمن مشروعنا الفلسفي العمراني الحضاري الإنساني التوازني معتمدين على منهجية علمية مرنة في معاملة القضايا الحضارية والأفكار الفلسفية والأهداف الثقافية بحيث تنوس هذه المنهجية المرنة ما بين الواقعية الاجتماعية الدولية المعولمة، والطموحية الحضارية العمرانية الإنسانية، لأننا نشعر ونحس ونعقل بأن البشرية جمعاء تعيش في حالة طوارئ يجب الإسراع في إسعافها وإنقاذها، وعندما نقول بأن (الحضارة )الغربية مريضة فلا يعني هذا أننا أصحاء حضارياً، وإنما الواقع العالمي والدافع العربي الإسلامي يحتم علينا رفع مستوانا الحضاري والثقافي لكي نُحسِن التفكير ونجيد التدبير ونقوي مناعتنا.
إذا أردنا نحن في العالم العربي والإسلامي أن يكون لنا وجود فعّال وحيوي وحضاري في هذا القرن علينا الالتزام بالحكمة بعناصرها الخمسة: المعرفة والخبرة والإيمان والإبداع والسلوك الحي العَدْل، حيث أن المعرفة مقدرة والخبرة قوة والإيمان دافع وموجه والإبداع مطّور والسلوك العَدْل منفذ، ليس فقط على مستوى الفرد وإنما على مستوى المجتمع والأمة ككل.
بالإضافة إلى التركيز على مبدأ التطور الحضاري: بأن المرحلة الحضارية الحالية لمجتمع ما هي نتيجةٌ لما قبلها وسببٌ لما بعدها.
وهذا الأمر يحتم إنشاء مراكز بحث للدراسات الاستراتيجية والحضارية والتقنية والفلكية ومؤسسات علمية وعملية تعنى بإجراء الأبحاث العلمية التقنية المختلفة والدراسات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية.. بحيث نتمكن أن نقف موقف الندّ للحضارة الغربية وغيرها، ولنستطيع ليس فقط أن نواجه بل نوجّه التحدي العالمي الحالي وفقاً لأهدافنا الاستراتيجية، فعندما تسد الصخور طريقنا الحضاري فلأننا ضعفاء، بينما عندما نكون أقوياء فأننا نرتكز عليها لنصل إلى القمة والمجد والتحضر القوي.. وبذلك نستطيع أن نكتشف أسلوباً حضارياً نقود فيه موكب الإنسانية لخير وسلام العالم كله، إن الأرض.. تتسع للجميع،
يا سادة عليكم بتعميرها ونشر المحبة والسلام والكرامة والسعادة والأمان والإيمان والعمران والرأفة والرحمة للعالمين، والله الحكيم العليم القوي العدل.. الموفق.قانون عمراني حضاري يبحث في علوم تداول الحضارات والدول..هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا
وجيز قانون ملوحي الحضاري.. القانون الحضاري العام في الفلسفة العمرانية الكونية.. طبعة ثالثة رابط مباشر PDF