تنزيل تحميل كتاب لا تمنحوا أسافل المتعالمين السلطة بجامعتنا المصرية PDF مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةقديما قيل كلاما منسوبا للرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم: “لا تعلموا أولاد السِّفْلة العلم فإن علمتموهم فلا تولوهم القضاء والولاية”… كما أن ابن خلدون قال في مقدمته “لا تعلموا أبناء السفهاء منكم وإن علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا القضاء”.. لأنهم إذا تعلموا” ، أي اصبحوا ذوو نفوذ ومناصب نتيجة لهذا التعلم” اجتهدوا في إذلال الشرفاء ، كما أورد ابن منطور من كتابه “لسان العرب” أن (( السفلة)).. ((السِّفْلة نقيضُ العِلْية)).. أي أن البشر يتدرجون من طبقات عليا لها كل الحقوق ثم تظل تفقد حقوقها كلما تدنت حتي نصل الي الطبقات السفلي ذات الصفات التي لا تؤهلها أو ابناءها لتلقي العلم أو القضاء أو الولاية بمعني رئاسة أي عمل يسمح لهم بأن يتحكمون في الناس أو يذلونهم .
والسؤال : لماذا القول :” لا تعلموا أولاد السِّفْلة العلم”؟.. والإجابة، لأن النسبة الأكبر من مشكلاتنا نتيجة أن أبناء السفلة وغير ذوى الأهلية تعلموا بسهولة وانحرفوا بما تعلموا للإفساد في الأرض، وفى مقدمتهم أساتذة جامعات شعارهم النفاق والوقاحة والتلون ، مثل الأفاعي التي تغير باستمرار جلودهم ووجوههم يوميا ليظلوا طافين على السطح من خلال المحلسة والفجور في الخصومة وتقديم الخدمات المجانية إلى السلطة، أي سلطة كانت.
وللأسف أسافل المتعالمين الذين ابتلينا بهم في جامعاتنا المصرية لا تعرف لهم اتجاها وطنيا واضحا، ولا قدرة على الفهم لأولويات المرحلة ولا التحديات التى نواجهها والحروب والمؤامرات التي تحاك لتركيع البلد لا قدر الله، ومع ذلك لا يضعون ألسنتهم فى أفواههم، لا، يتسلطون على أدمغتنا ويصدعوننا على مدار الساعة فى بالوعات تويتر وفيس بوك وكأنهم امتلكوا الحقيقة المطلقة، وعباراتهم تنضح بالجهل المطبق والمراهقة الفكرية وتكشف إلى أى حد وصل انهيار التعليم والتربية في مصر المحروسة.
ولهذا أقول بأنه إذا قيل “لا تعلموا أبناء السفلة العلم” ، فأنا أقول أيضا “لا تمنحوا أسافل المتعالمين السلطة” ، فلا تولوهم حسب كلام ابن خلدون قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكلِ متعمد، نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول.
وأكاد أجزم في غالبية جامعاتنا المصرية ظهرت على سدة قيادتها ( من وكلاء وعمداء.. الخ) أغلبهم مجاميع من الفاسدين واللصوص حولت جامعاتهم إلى صالة قمار كبيرة ومعتقل مرعب لكل الكفاءات الخالصة والمتميزة، ودفعت إلى مفاصل التحكم بالمال والسلطة أفواج من النكرات والتافهين لتنفيذ برامجها في الفساد والإفساد بدلا من التفنن في جودة التعليم وتقديم خريجين أكفاء صالحين للخوض عقب تخرجهم إلى نهضة وتقدم الدولة..
ولذلك أقول وأكرر بأن “أسافل المتعالمين” هم “سفلة” .. سفلة لأنهم حسب فهم كلام ابن خلدون السابق، هو أنهم عاشوا تاريخا من الذل والقمع والمهانة .. عاشوه فتشربت نفوسهم تلك المذلة وصارت نفوسهم لا تستقيم بغير قوة من خارجهم تقوّم سلوكياتهم بالعصا والجزرة .. ولأن تاريخا طويلا لهم فى أحضان الهوان .. خلق نفسا مكظومة.. هشة.. تتحين الفرصة لإظهار شئ من قوة عاشت ردحا من الدهر محرومة منها لتظهرها فى حين غفلة من الأقوياء الحقيقيين لتثبت أن لها شرفا.. في حين أنها الأكثر إيمانا بضعتها.. ألم يعبد بنى إسرائيل العجل لما منحوا حرية وقوة بعد طول ذلة تمردا على المانح المنعم.
ولهذا السبب قال ابن خلدون :” لا يلى هؤلاء السفلة شؤن الجند والقضاء… لأن السافل وضيع في ذاته يستشعر تلك الضعة أمام شرف غيره فيتكون لديه شعورا بالدونية يحاول إخفاءه تحت دعاوى مختلفة من تعالى الأخرين عليه أو تكبرهم فإذا ولى أمراً فمع إيمانه بضعته وصغر نفسه وإدراكه بكبر الأمر عليه تتضخم نفسه الحقيرة لتزدري الآخرين، فيتهم الأخرين بالدناءة التى يعلم أنها من صفاته هو فيسقطها عليهم ويرمى الآخرين بما يراه فى نفسه من نقائص وعيوب .
وهنا يستحضرني قول أخي وصديقي الدكتور عصمت نصار ، والذي قال في مقالة رائعة له نشرت منذ زمن بجريدة رزوال يوسف :” لقد توقفت كثيراً أمام محاورات أفلاطون وشذرات بوذا التي تحذر من إعطاء العلم لغير مستحقيه، ورحت أتساءل: من أولئك الذين ينبغي علينا أن نمنع نور المعرفة من أن يبدد ظلمات عقولهم ويحررها من سجن الجهل والفقر وقيود الحمق وأوهام الخرافة وعبث الأضاليل؟.. وزاد عجبي وحيرتي الكثير من الأقوال المنسوبة للسيد المسيح عليه السلام والمصطفى صلَّ الله غليه وسلم وأكابر الفقهاء والفلاسفة والصوفية المسلمين (للحكمة أهل فإياك أن تضعها في غيرهم فيضيعوها) .. (من العبث الاعتقاد بأن تطويق عنق الخنزير باللؤلؤ وتتويج رأسه بالياقوت يجمله، فمن جبل على الوضاعة وفطر على القبح لا يدرك إلا ما كان من جنسه، ولا يفعل سوى ما يأتلف مع طبعه).. (لا تمنعوا العلم أهله فتظلموا، ولا تضعوه فى غير أهله فتأثموا).. (لا تعلموا أولاد السفلة العلم فإن علمتموهم فلا تولوهم القضاء والولاية)
ثم يستطرد عصمت نصار فيقول :” ولم أتوقف عن البحث فوجدتني أطالع مقولات لمالك والشافعي وإخوان الصفا والماوردي والغزالي وابن القيم، وجميعها يؤكد على ضرورة إقصاء السفلة وإبعادهم عن حضرة العلماء (ذُلُّ وإهانة للعلم أن تتكلم به عند من يضيعه).. (من منح الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم، فالعلم كالسيف إن أعطيته لتقىٍّ قاتل به فى سبيل الله، وإن ألقيته لشقى قطع به الطريق وأضل عباد الله)
ويؤكد عصمت نصار أن مصطلح السفلة، هو مرادف للأنفس الحاقدة التي قبض على زمامها التعصب والحمق والجحود والشر، ويأكلون الدنيا بدينهم، فباءوا بغضب الله لضلالهم وتجديفهم واتخاذهم مما تعلموه أداة للإفساد والتخريب، والتكسب والتعريض والخداع والمراوغة ونشر الفتن.
تحميل كتاب لا تمنحوا أسافل المتعالمين السلطة بجامعتنا المصرية PDF رابط مباشر PDF